الجزائر - A la une

مراكز تجارية تتحوّل إلى أماكن للمواعيد الغرامية


مراكز تجارية تتحوّل إلى أماكن للمواعيد الغرامية
تحوّلت الكثير من المراكز التجارية والفضاءات العائلية إلى أماكن للمواعيد الغرامية واللقاءات العاطفية، التي أضحت تشكل نقطة سوداء في بعض المساحات التي تقصدها العائلات الجزائرية المحافظة بغية الترفيه عن النفس أو حتى قضاء مصالحها واقتناء مستلزماتها، وهو الأمر الذي أثار حفيظة الكثير من الأشخاص خاصة الذين يتواجدون في هذه الأماكن رفقة أفراد العائلة ويصطدمون ببعض المناظر التي تخدش الحياء.بعض هذه المظاهر جعلت الكثير من الرجال يمتنعون عن مرافقة زوجاتهم أو أمهاتهم أو شقيقاتهم إلى المراكز التجارية والفضاءات التي الأولى بها أن تكون مخصصة للعائلات، حيث أن بعض العشاق اقتحموها ليفرضوا منطقهم على العائلات، التي فضلت تحاشي بعض الأماكن التي تصنف ضمن النقاط السوداء والتي جعلها المغرمون حكرا لهم ببعض التصرفات التي يقومون بها أمام الملأ، دون مراعاة القيم الأخلاقية للمجتمع الجزائري المسلم كما أنهم لا يقيمون قدرا لحرمة العائلات الجزائرية التي تقصد هذه الأماكن بغية قضاء مصالحها وحوائجها.والأدهى والأمر أن العشاق المراهقين يفعلون أمورا أمام الملأ، وكأن نظرات هؤلاء العائلات المشمئزة لا تهمهم بتاتاً، بل لا تدغدغ شعورهم بضرورة التحلي بالأخلاق والحرمة، التي جزم بعض المواطنين بأنها اندثرت عند بعض الشبان والمراهقين أو ربما لم تزرع في قلوبهم بتاتاً. والغريب في الأمر أن تلاميذ المدارس يشكِّلون النسبة الأكبر من هذه الفئة، إذ تصادفهم أحياناً في وقت الدراسة وهم يتجوَّلون ذكورا وإناثا في المراكز التجارية، ما شكَّل علامة استفهام كبيرة لدى أصحاب المحلات والمواطنين الذين تساءلوا عما إذا كان أولياؤهم يعلمون بمكان تواجد فلذات أكبادهم أو ما يفعلونه في الوقت المخصص للدراسة؟وخلال حديثنا إلى بعض التجار في المركز التجاري "حمزة" بباش جراح، عبَّروا عن استيائهم وامتعاضهم الشديدين من التصرفات التي تصدر عن بعض المراهقين، الذين حوَّلوا المركز إلى مكان للقاءاتهم العاطفية، حيث قال لنا "كريم" وهو صاحب محل لبيع فساتين الأعراس، إن بعض الفتيات يتجوَّلن يوميا في رواق المركز التجاري وهن يرتدين المآزر المدرسية، كما أن الكثيرات منهن يلتقين بعشاقهن.ويضيف حمزة: "العشيق إما يأتي من خارج المركز التجاري أو يكون صاحب محل هنا"، مؤكدا أنه وجه في كثير من الأحيان انتقاداته لمجموعة من الفتيات وأصحاب المحلات، طالبا منهم أن يحترموا العائلات التي تقصد هذا الفضاء للتسوق إلا أنه لا حياة لمن تنادي، على حد قوله.استوقفنا إحدى السيدات التي كانت بصدد شراء حذاء لابنتها الصغيرة، فقالت إن هذه الآفة موجودة فعلا في كل الأماكن العمومية وأنها سبق وأن صادفت موقفا مماثلا، حدث هذا لما كانت برفقة شقيقها، حيث شاهدت شابا رفقة إحدى الفتيات داخل شاحنة في وضع مخلّ بالحياء بفناء المركز التجاري "آرديس"، وهو ما سبَّب لها إحراجا كبيرا خاصة وأن شقيقها رأى ذلك المنظر، وهو ما جعله يرفض مرافقتها ثانية إلى المراكز التجارية.وما يندى له الجبين فعلا هو الجرأة الكبيرة التي تطبع تصرفات هؤلاء المراهقين والشباب، الذين يفعلون ما يحلو لهم أمام مرأى الجميع، فيما كانوا في وقت مضى يختبئون في بعض الحدائق العمومية، هاهم اليوم يفعلون ذلك علنا دون أدنى رادع.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)