مدفآت المازوت تهدد صحة تلاميذ متوسطة الشيخ بوحفص بمرحوم ببلعباس

تُعرف ولاية سيدي بلعباس ببرودة قاسية في فصل الشتاء وتشتد كلما اتجهنا نحو الجنوب،حيث تتهاوى درجات الحرارة إلى ما دون الصفر في أحيان غالبة خاصة في المناطق الجنوبية و رغم أن الجهات الوصية عمدت إلى التغطية الشاملة للغاز الطبيعي إلا أن عديد المؤسسات التعليمية لا تزال تعاني من انعدام هذا المورد الحيوي الهام بسبب عدم ربطها به لعدة أسباب وهو ما يؤثر على عملية التدفئة التي باتت مطلبا ملحا لتلاميذ هذه المؤسسات الذين باتوا يتمدرسون داخل غرف تبريد في ظروف أقل ما يقال عنها أنها صعبة أثرت على مردودهم العلمي.ولعل أهم عينة من بين هذه المؤسسات متوسطة «الشيخ بوحفص» ببلدية مرحوم أقصى جنوب الولاية والتي يعاني تلامذتها بسبب عدم ربط المؤسسة بمادة الغاز الطبيعي واعتمادها على مادة المازوت التي تشكل خطرا حقيقيا على التلاميذ و المؤطرين بالمؤسسة،إلى جانب أن هذه المادة لا تفي بالغرض المطلوب بحيث أنها لا توفر التدفئة الشاملة داخل الأقسام عكس المدفآت التي تشتغل بالغاز الطبيعي ،ناهيك عن التعطلات وعدم توفر مادة المازوت في بعض الأحيان مما يضطر التلاميذ إلى الدراسة في وضع مزري داخل غرف تبريد،هذا وما يزيد الطين بلة هو وجود مدفآت قديمة داخل بعض الأقسام بهذه المؤسسة بحيث ينبعث منها دخان كثيف بات يعيق تمدرس التلاميذ ويتسبب في تعرضهم لأمراض تنفسية خطيرة بسبب استنشاقهم لهذا الدخان الذي يؤثر على الجهاز التنفسي للتلميذ خاصة وأنه يتم غلق الأبواب والنوافذ بهذه الأقسام بسبب البرودة الشديدة التي تميز هذه المنطقة والتي عرفت خلال هذه الأيام موجة برد شديدة في فصل الشتاء ،حيث وصلت درجة الحرارة إلى -5 درجة مئوية تحت الصفر. وقد أكد رئيس جمعية أولياء التلاميذ لهذه المؤسسة أنه قام بطرح هذا المشكل لوالي الولاية خلال زيارته الأخيرة للمنطقة لكن لحد الساعة لم يتم التدخل من أجل رفع الغبن عن تلاميذ وطاقم مؤسسة –الشيخ بوحفص-.
وفي المقابل تنفس تلاميذ و عمال ثانوية -برياح علال- بذات البلدية الصعداء بعدما تم ربط مؤسستهم في الآونة الأخيرة بمادة الغاز الطبيعي بعد سنوات من المعاناة بسبب اعتمادها على مادة المازوت ، وكان التلاميذ و أوليائهم قد احتجوا عديد المرات قبل أن يتم تحقيق الحلم الذي لطالما راودهم و تجسيد مشروع ربط المؤسسة بالغاز الطبيعي الذي كان على عاتق مديرية التربية.هذا وقد استفادت المؤسسة أيضا من مشروع لتهيئة أسقف الحجرات التي باتت تشكل خطرا كبيرا على التلاميذ.