الجزائر - A la une

مختصون يحذرون من الظاهرة ويؤكدون


مختصون يحذرون من الظاهرة ويؤكدون
إطلاق برنامج للوقاية من العنف في الأماكن العموميةتحوّل العنف اللفظي بالمجتمع إلى لغة مخاطبة لدى الكثيرين، إذ تجاوز الأمر نطاقه المعقول، فبعدما كان يستعمل كوسيلة للتعبير عن السخط والغضب الشديد أصبح في الوقت الراهن اللهجة السائدة لدى الأغلبية الذين اتخذوا الأمر كأسلوب حياة ووسيلة مخاطبة وحوار.العنف اللفظي وسيلة التعبير بالمجتمعأصبح العنف اللفظي وسيلة أغلبية الناس للتعبير عن ما بداخلهم من سخط وغضب، ليتحول الأمر بذلك من وسيلة للتعبير عن الغضب والعنف إلى عادة يومية لدى الكثيرين والذين لا يكاد يخلو حديثهم من الألفاظ البذيئة والعبارات النابية غير اللائقة باسْتعمالهم أقبح العبارات وأشدها عنفا ووقعا على المسامع، وهو ما يثير حفيظة العائلات والأشخاص المحافظين الذين يرفضون الأمر قطعا لما يتسبب في خدش الحياء، حيث قالت في هذا الشأن السيدة سميرة بأنها ترفض الأمر لما يسببه من خدش للحياء. وأصبح العنف اللفظي والعبارات الرهيبة أكثر تداولا باتخاذها حيّزا كبيرا من المجتمع، إذ أصبح الكثيرين يجاهرون بها في وضح النهار وأمام الملأ ويستعملونها في المحادثات العادية، ليشكل الأمر بذلك تهديدا للمجتمع والذي يرفض الظاهرة برمتها التي تعمد إلى تشويه المجتمع والجهر بالانحلال الأخلاقي، حيث أن هذا الأخير أصبح أكثر تداولا في المجتمع وفي الأماكن العامة وفي المؤسسات التربوية والتي باتت لا تخلو من العنف اللفظي، وهو ما أصبح يشاهد ويسمع بصفة يومية كلغة تخاطب وتواصل بين الأفراد، إذ أن أغلب الأشخاص أصبح الأمر بالنسبة لديهم أسلوب حياة دون قيود أو دون عوائق تكسر حاجز الحرمات.ألفاظ بذيئة تغزو المؤسسات التربويةلم تقتصر ظاهرة العنف اللفظي على الشوارع وعلى الشباب الطائش والأشخاص المنحرفين لتمتد إلى المؤسسات التربوية والمدارس وتحديدا بين الأساتذة، أين تحول الأستاذ من موزع للتربية والقيم إلى شخص عنيف يمارس مهامه النبيلة عن طريق العنف اللفظي ما يفرض تلقيه أمرا مماثلا من طرف تلاميذه، حيث أصبح يتسم أغلب التلاميذ بالعنف اللفظي نتيجة ما تلقوه من أساتذتهم وتصبح الأقسام من حجيرات تحصيل العلم والمعرفة إلى حلبة مشاحنات وصراعات لفظية وكلام بذيء لا يمت للمؤسسة التعليمية بصلة، وهو ما قد يولد العنف الجسدي وخاصة في أوساط المراهقين حيث أن أغلبهم ونتيجة ما يتلقونه من عنف لفظي من أساتذتهم يتحولون إلى وحوش ضارية تصل بهم إلى حد الاعتداء بالضرب على الأطراف الأخرى بما فيها الأستاذ نتيجة العنف اللفظي.محطات ووسائل النقل تتحوّل إلى حلبات للصراعمن جهة أخرى، فإن العنف اللفظي أصبح متجذر تقريبا بوسائل النقل على غرار الحافلات حيث يظهر للمتنقلين عبر الحافلات مظاهر المشاحنات والتذمر والسخط في محيا الناقلين والقابضين امتدادا إلى المسافرين، وذلك نتيجة الضغوطات التي يسببها الأشخاص لبعضهم البعض لأتفه الأسباب ليصبح العنف اللفظي وسيلة التعبير والخطاب السائدة بين الأشخاص، إذ ولأبسط الأشياء حتى يباشر الأشخاص في التفوه بالألفاظ الخارجة التي تكسر الحياء في أغلب الأحيان دون الاكتراث للمحيط أو خصوصية المكان أو احترام الأشخاص لتتحول الحافلة من وسيلة نقل عمومية إلى وسيلة الشتم وقلة الأدب نتيجة العنف اللفظي الذي أصبح شبه مباح لدى أغلبية الأشخاص.إطلاق برنامج للوقاية من العنف في الأماكن العموميةوللتقليل من هذه المظاهر، تمّ مؤخرا بقالمة إطلاق برنامج تحسيسي حول إشراك الشباب في ترقية حقوق المرأة والوقاية من العنف اللفظي والتحرش ضد الفتيات في الأماكن العمومية، وذلك بإشراف جمعية الإعلام والاتصال في أوساط الشباب. وأعطيت إشارة انطلاق البرنامج، بتنظيم ورشة تكوينية لفائدة 15 إعلاميا من صحفيين ومراسلين ممثلين لمختلف وسائل الإعلام، حيث تمّ تعريفهم بأهداف البرنامج الذي يستند على مرافعة من أجل تفعيل نصوص المادتين 333 و341 مكرر من قانون العقوبات الجزائري رقم 15-19 المؤرخ في 30 ديسمبر 2015 الذي يعاقب العنف اللفظي والتحرش الجنسي في الشوارع. وأوضح الدكتور لطفي عجابي رئيس جمعية الإعلام والاتصال في أوساط الشباب بقالمة، في افتتاح أشغال هذه الورشة التكوينية، بأن هذا البرنامج التحسيسي ممول من طرف المعهد الأوروبي المتوسط، وكذا مؤسسة نساء الأورو متوسط باعتبارهما هيئتين تابعتين للاتحاد الأوروبي، مبرزا بأن هذا البرنامج هو المشروع الوحيد من ضمن 8 مشاريع أخرى من منطقة جنوب البحر الأبيض المتوسط حظيت بقبول التمويل . وأفاد المتحدث بأن عملية التحسيس ستشمل ما يقارب 1000 شاب وشابة موزعين في مرحلة أولى على 18 مؤسسة شبانية عبر 15 بلدية من إقليم الولاية، وذلك بإشراف مديرية الشباب والرياضة وديوان مؤسسات الشباب، مضيفا بأن البرنامج ينفذ بشراكة مع جمعية المرأة في اتصال من الجزائر العاصمة وجمعية مالاكا بقالمة، ثم مرحلة ثانية تكون بشراكة مع جمعية مارش من بيروت بلبنان. واستنادا لذات المصدر، فإن هذه المبادرة التي تتم تحت شعار لنعش أفضل معا.. فلنحترم الفتيات تهدف بالدرجة الأولى إلى ترقية المرأة الجزائرية وتمكينها من نيل حقوقها في مجال مواصلة مشوارها الدراسي وحياتها المهنية ونشاطاتها الشبانية والاجتماعية من دون عنف لفظي. وسيتواصل برنامج الحملات التحسيسية على مدار أشهر السنة عبر البلديات المعنية في هذا الإطار، حيث سيتم توزيع ملصقات تحسيسية وتنظيم ورشات تكوينية وأنشطة ثقافية وفنية لإبراز أهمية الوقاية من العنف ضد المرأة. بوسعادة: الظاهرة مرتبطة بثقافة مجتمعوفي خضم هذا الواقع الذي بات جزء من المجتمع، أوضح بوسعادة رشيد مختص في علم الاجتماع في اتصال ل السياسي ، بأن الظاهرة مرتبطة بثقافة مجتمع وهي ثقافة شفوية وليس نظرية حيث كان في القديم الأشخاص يعبرون عن مكبوتاتهم ومشاكلهم عن طريق الكتابة والهجاء، والآن أصبح التعبير اللفظي هو السائد إذ أن معظمه عبارة عن عنف ومظاهر سلبية وعبارات قبيحة ترمز إلى خلفيات الأشخاص التي أنتجتها ثقافة مبتذلة حيث فقدت القيمة الأسرية بالمجتمع فأصبح كل شيء مباحا، وهنا الأسرة تلعب دورا والمؤسسة المجتمعية تلعب دورا والشارع يلعب دورا، إذ ما يستخلصه الأشخاص من هذا النسيج المتكامل الذي يصنع المجتمع هو ما قد ينتج عنه أي ظاهرة ومن بينها العنف اللفظي الذي بات متداولا بين أطياف المجتمع.فرجاني: الظاهرة ناتجة عن الكبت النفسي والاجتماعيومن جهة أخرى، أوضح محمد فرجاني المختص في علم النفس في اتصال ل السياسي ، بأن الظاهرة أصبحت متنفسا للغالبية إثر الصدمات والكبت الاجتماعي والنفسي حيث أن الظاهرة لم تقتصر على الشارع فقط لتمتد إلى الأسر والمؤسسات التربوية، وذلك لعدم توفر فضاءات إيجابية بالمجتمع ومشكل اكتظاظ السكن وعدم تمتع الأشخاص بحقوقهم الكاملة والمعاملة السيئة بين الأشخاص إضافة إلى العولمة، إذ اصبح الإنسان لا يؤمن بالواقع ويعبر عن نفسه ولا يهمه الآخرين، ليتصرف بسلبية واستعمال السب والشتم للتعبير عن الذات والكبت. كما توجد مشاكل اجتماعية أخرى فاقمت الظاهرة على غرار المخدرات والإيمان بالمشعوذين والدجل ونقص الوازع الديني بالمجتمع، إلى جانب انعدام الرقابة الاجتماعية التي أتاحت للأشخاص الحرية على حساب القيم.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)