الجزائر - A la une

ماليات يقتحمن الحمامات ك"طيابات".. والزبونات خائفات من العدوى



ماليات يقتحمن الحمامات ك
لم تعد مهنة ”الكياسات” أو”طيبات الحمام” مقتصرة على الجزائريات من الطبقة الفقيرة، حيث اكتسحت الماليات بقوة في الآونة الأخيرة بعض الحمامات التقليدية، عارضات خدماتهن على الزبونات لمساعدتهن على الاستحمام وتنظيف أجسادهن.. لكن بعض السيدات لم يتقبلن الفكرة، ما دفع بعضهن إلى هجرها خوفا من انتقال العدوى أو أمراض خطيرة.نقلت الاضطرابات الأمنية بمالي آلاف اللاجئين إلى الجزائر، حيث نشاهد يوميا العديد من العائلات ممن دفعتها ظروف الحرب إلى مغادرة أراضيها بحثا عن الأمن والاستقرار، مكتسحين بذلك الأسواق والشوارع ومحطات النقل. غير أن الأمر لم يقتصر على هذا الحد فقط بل شمل عدة أماكن محظورة كالحمامات التقليدية.. لا للاستحمام بل لتدليك الأجسام وتنظيفها. ولتسليط الضوء أكثر على هذا الموضوع ارتأت ”الفجر” الوقوف على هذه الظاهرة الغريبة وغير المألوفة من طرف الجزائريين، خاصة بعدما لقيت استهجانا كبيرا..ماليات يرتدين زي ”الطيابات” بحثا عن قوت يومهن”لا حمام بعد اليوم.. الأمراض، العدوى”.. هي إلا عبارات يتداولها مؤخرا البعض من عاشقات الحمامات التقليدية والمترددات عليها، لاسيما في فصل الشتاء بسبب ارتفاع درجة حرارتها، ما يشجع الناس على ارتيادها للاستفادة من مزايا حمام دافئ والتخلص من الدهون والأوساخ.في هذا الإطار قمنا بجولة في بعض الحمامات بولاية البليدة، بعدما وصلنا خبر من بعض الزبونات عن توافد الماليات بكثرة على بعض الحمامات التقليدية يعملن كعاملات نظافة وأخريات ك”طيابات” بحثا عن قوت يومهن بعدما يئسن من التسول في الشوارع، مستعملات بنيتهن الجسدية القوية في التنظيف والتدليك، وهو الأمر الذي أدى بالكثيرات إلى العزوف عن الذهاب إليها خوفا من عدوى الأمراض. 50 دج ثمن التدليك و70 دج للتنظيفغير أن المؤسف في الأمر هو أن هؤلاء ”الطيابات” لا يتلقين أجرا ثابتا جراء هذه الخدمة، وإنما يكسبن قوت يومهن من بعض الخدمات كالتدليك والتنظيف أو”التكييس” كما يقال بالعامية بثمن لا يتجاوز 70 دج للشخص الواحد، أو بعض ”البقشيش” من بعض السيدات اللواتي قد يأسفن لحالهن ووضعيتهن.. لتبقى مسألة المبيت حكرا على صاحب الحمام الذي يسمح لبعضهن بالبقاء للنوم مقابل تنظيفه وتوضيبه للزبائن لليوم الموالي.من موروث ثقافي.. إلى مستنقع للأمراض والأوبئةلم يعد لقيمة للحمامات التقليدية مكان في زماننا هذا، حيث عرفت اندثارا يشهد له الجميع، بعدما كانت من أجمل العادات التي تلتزم بها العجائز والسيدات والأوانس بملئها في لحظات رائعة في جو نسوي لتبادل الأحاديث، حيث تحولت بعضها إلى مستنقعات مليئة بالأمراض والعدوى من مختلف الانواع، وهو الأمر الذي زاد الطين بلة - حسب قول البعض - مرددات عبارة ”هذاك ما خصنا..”، خاصة بعدما ألغى البعض فكرة الذهاب إلى الحمام لأسباب دينية، وأخرى تخوفات من حمل الأمراض الجلدية، لتضاف إلى قائمتها عدوى الأمراض الخطيرة بطريقة مباشرة.وفي السياق أعرب الكثيرون عن تذمرهم من الحالة التي آلات إليها الحمامات التقليدية، خاصة أن البعض منها يعتبرها موروثا ثقافيا وواحدا من العادات القديمة التي لاتزال سيدات المنطقة محافظات عليها في أفراحهن ومناسباتهن وحتى في أيامهن العادية.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)