الجزائر - A la une

ماذا لو يشن المدربون إضرابا شاملا؟



ماذا لو يشن المدربون إضرابا شاملا؟
طلب مني عدد من القراء والمتتعبين للكرة الجزائرية دق ناقوس الخطر بشكل أكبر على ما يحدث للمدربين في بلدنا، فمنهم من يدعو لمعاقبة المسيرين بقرار وزاري وهناك من قدم فكرة رائعة تتمثل في شن التقنيين لإضراب شامل في جولة أو جولتين تلعب فيهما مباريات البطولة من دون مدربين، لتبقى كراسي المناجيرة شاغرة من دون تقنيين فاسحة المجال للمسيرين كي يقوموا بدور المدربين لأنهم يعرفون كل شيء في الكرة حسب اعتقادهم.
الفكرة شدت انتباهي لأنها فعلا تستحق الدراسة في الدوري الجزائري المتعفن بروائح الرشوة التي فرضتها عصابة المسيرين الرافضين للتنحي منذ عشريتين.
لنتصور أن المدربين يتفقون، ولو لمرة واحدة، على مقاطعة كرسي الاحتياط في الجولة القادمة للتنديد بحملة الإقالات والدفع نحو الاستقالات والإهانات التي يتعرضون لها من الجميع، وهي ظاهرة أخذت أبعادا كبيرة في الجزائر جعلت مهنة المدرب من الحرف المحفوفة بالمخاطر، حينها سيسمع كل العالم بأن إضرابا فريدا من نوعه يحدث في الجزائر، فهو ليس إضراب الأطباء ولا الموظفين ولا سائقي الحافلات بل إضراب المدربين، وحينها فقط سيفهم مسيرو النوادي بأنهم لن يتمكنوا من أخذ مكانة المدربين كي يفعلوا ما يشاؤون في الفرق.
دون شك الواقع الكروي الجزائري يبقى شاذا، لأن معدل الإقالات والاستقالات في الدوري المحترف بقسميه الأول و الثاني فاق كل التوقعات وكل سنة يأخذ مكانته في سجل «غينيس» ، ولم تجد القوانين ولا العقود ولا المواثيق الحل لأن الكل يضرب بها عرض الحائط وبهذا المنطق يعبث المسيرون بالتقنيين كيفما شاؤوا ويظل التقني عندنا هو أضعف حلقة رغم أنه أهم عنصر في التكوين والتخطيط للمستقبل الكروي.
شن إضراب شامل لمدربي القسمين الأول والثاني ليس تحريضا مني بل فكرة بعث بها متتبع لما يقع من مهازل في النوادي الجزائرية التي لم تتردد في جلب ثلاثة مدربين ونحن لم ننه بعد مرحلة الذهاب وكأن تغيير المدربين شبيه بتغيير القمصان نهاية كل أسبوع .
ومخطئ من يعتقد بأن الإضراب سيحل المشكلة لكن حركة احتجاجية من المدربين بهذا النوع ستجعل المسيرين في مأزق معنوي كبير رغم أن الكل متيقن بأن كثيرا من المشرفين على الفرق الجزائرية ليست لديهم أخلاق مهنية ولا ثقافة أخلاقية يدافعون عنها، وإلا كيف نفسر التراشق بالتهم بين هؤلاء المسيرين حول ترتيب نتائج المباريات بالصورة والصوت وتهجم بعضهم على الحكام ووصفهم بالمرتشين وهو دليل قاطع على وجود الراشين من هؤلاء المسيرين.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)