الجزائر - A la une

ما هكذا تورد الإبل يا حاكم الشارقة؟ !!




ما هكذا تورد الإبل يا حاكم الشارقة؟ !!
لم نكن ننتظر من حاكم الشارقة ”سلطان بن محمد القاسمي” أن يخرج علينا بتصريح أقل ما يقال عنه إنه تصريح غير مسؤول عن تاريخ الجزائر،كما لم نكن ننتظر منه هذه السقطة المروعة غير المحسوبة بدقة عن فترة مهمة يقدسها الجزائريون ويعتبرونها شرفهم ومجدهم وكل شيئ في حياتهم.ففي الوقت الذي يحاول الجزائريون الاقتراب من الإمارات العربية المتحدة سلطة وشعبا،والبحث عن جسور تعاون بين الشعبين الإماراتي والجزائري،وخلق مسارات ثقافية واقتصادية وتجارية متعددة لخدمة البلدين واحتراما لمؤسسها الشيخ زايد رحمه الله،نفجع بتصريح ” سلطان بن محمد القاسمي” التهكمي حول الثورة الجزائرية،وهو التصريح الذي قد يعيد علاقاتنا كجزائريين مع الإمارات العربية المتحدة إلى مربع أخير من التقارب والتجانس،ويندر ربما بسوء تفاهم بين الحكومة الجزائرية والحكومة الإماراتية إذا لم يكن هناك اعتذار رسمي ،وتراجع فعلي عن هذه التصريحات التي وصلت إلى درجة الطعنة الكبيرة في ظهر الدولة الجزائرية التي -لو كان لا يعلم حاكم الشارقة- احتاجت خلال سبع سنوات ونصف إلى مليون ونصف مليون شهيد لتكتب تاريخها الثوري ضد الاستعمار الفرنسي الغاشم.متأكدون أن حاكم الشارقة لم يقرأ تاريخ الجزائر بشكل مفصّل على الرغم من أن الثورة الجزائرية يشهد القاصي والداني بأنها الثورة ”الرمز والقدوة” لكل شعوب العالم المقهورة.كما أننا متأكدون أن الرجل لم يكن يدري ما يقول سوى أنه استعمل مفردات تعبر عن جهله المطبق بالتاريخ الجزائري، ويا ليت سأل منديلا وشيغي فارا وجون كنيدي ليأتيه اليقين؟.نحن لا نطالبه بأن يقرأ تاريخ الجزائر،أو يحدثنا عن بطولات شهدائنا ومجاهدينا خلال قرن ونصف من الاستعمار الفرنسي،ولكن نطالبه كرد ضمن ذات المقام الذي عبر به عن عدم درايته بكفاح الشعب الجزائري أن يلوذ بالصمت ولا يحرج نفسه ،ويحرجنا لنرد عليه،ونخاطبه كتلميذ لم يفقه تاريخ الشعب الجزائري الذي قهر الحلف الأطلسي وأخرج فرنسا التي كانت تعتبر الجزائر جنتهاالمفقودة من الباب الضيق مهزومة ومدحورة !.تمنيت لو أن حاكم الشارقة قبل أن يقول ما قاله في ثورة المليون شهيد أن يقصد دولة قطر فقط وهي على بعد 400 كيلومتر من الشارقة، ويتحدث لأهلها كيف أن أمير دولة قطر- وهي تحت الانتداب البريطياني- في الستينيات من القرن الماضي منح بيته بسويسرا للوفد المفاوض في مفاوضات لي روس-حسب ما أخبرني به طارق بن طبال أمام زوجة المجاهد الكبير لخضر بن طبال بمناسبة عرض فيلمي الوثائقي حول المجاهد بميلة- وكيف ساعد الثورة الجزائرية بهذا الفضل الذي لا يمكن أن ينسى من دولة قطر في تلك الفترة. ونحن لن نتجرأ على حاكم بحجم حاكم الشارقة أن نعطيه دروسا في التاريخ الجزائري،أو نخبره كيف كان كفاح الشعب الجزائري خلال قرن ونصف من الاستعمار ومن العبودية،والقهر ،والفقر،والجوع،وقد جسدت هذا الكفاح السينما العالمية حسب كتاب الدكتور أحمد بجاوي ”الثورة الجزائرية في السينما العالمية” بأكثر من ألف فيلم بين وثائقي ودرامي خلال عقود من الزمن.لأن الرجل حتى لو أخبرته بكل ما عرفه الشعب الجزائري من ثورات لن يعترف بذلك لأنه ببساطة مبرمج على نمط معين من الحديث والتصريحات . !تمنيت من حاكم الشارقة قبل أن يدلي بما أدلى به أن يسأل العارفين بتاريخ الجزائر،وأن يتأكد من أي تصريح يطعن في كفاح الشعب الجزائري،وأن يقرأ عن حقيقة العلاقة بين عبد الناصر والثورة الجزائرية،وأن يقرأ تاريخ الرئيس الفرنسي ديغول مع الثورة الجزائرية تحديدا ليفقه جوانبها الخفية،ويحسن تدبر الألفاظ في تصريحه القميء.لكن للأسف حاكم الشارقة انساق وراء نزوة الجهل بتاريخ الشعوب التي افتكت استقلالها بالحديد والنار،وهو الذي يتباهى بتاريخ كفاح الشعب الإماراتي وبتاريخ وحدته منذ عام 1971.وقد كان لنا الشرف مع عشرات الصحفيين أن كتبنا عن هذه الوحدة عام 2011 بطلب من جريدة إماراتية،ونوهنا بهذه الوحدة واعتبرنا الامارات العربية المتحدة المثال الذي يجب أن يحتذى به في كل شيئ .فلماذا إذن تطعن في تاريخنا يا حاكم الشارقة وتعتبر أن التاريخ الجزائري هو تاريخ مزور،وأن الشعب الجزائري لم ينل استقلاله إلا بفضل الرئيس ديغول،ومن أجل عيون الرئيس المصري جمال عبد الناصر. تاريخ الجزائر ناصع بالثورات،ناصع بالرجولة والبطولة منذ الاحتلال الفرنسي عام 1830 إلى عام 1962يا حاكم الشارقة وليس كما صورته في تصريحاتك عشية عيد النصر.لقد كنا نقرأ خيرا في أمثالك من العرب يقدر كفاح الشعب الجزائري فإذا بك تتطاول بأسلوب تهكمي لا ندري حقيقة فحواه وكنهه،وتطعن في تاريخ كامل لشعب لم ينتظر ديغول ليمنحه الاستقلال أو تكون له منّة منه من أجل عيون جمال عبد الناصر الذي لو ما يزال على قيد الحياة لأفهمك حقيقة الثورة الجزائرية،ولأخبرك عن سبب العدوان الثلاثي على مصر عام 566. إننا وكما لا تحبون يا حاكم الشارقة أن يطعن أحدهم في تاريخكم فحن الجزائريين أيضا لا نقبل أن يطعن أحد في تاريخينا،ولسنا نطالب أن تذكروا ثورتنا بخير،لكن نحن نطالب فقط بالحيادية والموضوعية عندما تتحدثون وتصرحون للعالم،وإلا فنحن نلزمكم الصمت،لأن الصمت أجدى وأنفع من تشويه تاريخ طويل وعريض لشعب لا يزال لم يندمل جرحه،ولم يطو أحزانه الاستعمارية.عبد الباقي صلاي
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)