الجزائر - Ahmed Benbella

"لم أكن أتصور أن أصبح رئيسا للجزائر"




كشف المحامي محمد مهري أحد الرفاق القدامى للرئيس الراحل أحمد بن بلة أن هذا الأخير كان يقول للذين انتقدوا فترة حكمه بعد انقلاب 19 جوان 1965 أنه لم يكن يتوقع أبدا أن يكون رئيسا للجمهورية، وعلى رأس الدولة الجزائرية، وأشار المتحدث في تصريحات لـ "الشروق"، أنه كان يردد له "لم أكن أتوّقع أن أصبح رئيسا للجمهورية، بل كنت لاعب كرة قدم في مارسيليا، واكتشفت كشاب أن الشعب الجزائري مستعبد ومتخلف ومحروم بفضل السياسة الاستعمارية، فكان علينا أن نتجند لاسترجاع السيادة وتحرير البلاد، حتى أولئك الذين انتقدوني ليس فيهم واحد كان يتخيّل أن يصبح مسؤولا في الدولة الجزائرية".

وأضاف: "أنا مجاهد نعم ومكافح نعم، لكنني لم أتصور أن أصبح رئيسا للجمهورية، وجدت خلافات حادة بين الجيش والحكومة المؤقتة، فاضطررت إلى مساندة جيش الحدود الذي تبناني، وقد ساعدني ذلك على حماية الوحدة الوطنية، وبناء هياكل الدولة، لكنني لا أدعي أنني حققت المعجزات"، كاشفا له أنه لم يجد في خزينة الدولة "مصروف شهر"، لكن ذلك لم يكن عائقا من إعادة بناء الدولة. وقال محمد مهري الذي تعرف على بن بلة في نوفمبر 1955 بطرابلس الليبية إن هذا الأخير كشف له سنة 2000 خلال ندوة حقوقية بليبيا عن تعرضه بدايات الثورة لمحاولة اغتيال نفذها شخص مجهول، أوفدته اليد الحمراء الفرنسية لقتله بالعاصمة الليبية، لكنه تفطن للأمر وتمكن من إسقاطه أرضا في سلالم الفندق، الذي أقام به ما اضطر المعتدي للفرار.

وقال المتحدث إنه رغم المضايقات التي تعرض لها عقب إيداعه السجن بعد الانقلاب عليه، ومنها وضع كاميرا في مرحاض زنزانته ما يصنف في خانة التعذيب النفسي ضد رئيس دولة، غير أنه كان متسامحا لكل الذين أذوه، حيث كان دائما يتجنب الخوض في هذه التفاصيل، في انتظار ما ستكشفه مذكراته الخاصة، واختصر المتحدث خصال الرجل بأنه كان متواضعا وصادقا، ما جعله يحظى بدعم جمال عبد الناصر شخصيا، وحاذقا حيث توقع دخول الجزائر في دوامة خطيرة حاول استباقها بإيفاد شخص المتحدث لعباسي مدني قصد إنشاء لجنة مشتركة لإيضاح المواقف مع قادة الفيس تجنبا للانزلاق قبيل تشريعيات 1992، كما كان متواضعا حيث كان قصره مفتوحا للشعب بمن فيهم العجائز والشيوخ، بل إنه صفع ذات مرة موظفا بالرئاسة حينما بلغه أن ضابطا في الجيش استغل صداقته بشقيقه الشرطي لطرد أربع معلمات مصريات من شقة بباب الوادي، حيث أعاد المظلومات إلى مسكنهن، وأعطى أمرا للطاهر الزبيري بالتحقيق مع الضابط الذي استغل نفوذه.
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)