الجزائر - A la une

طارق الحبيب
يتحدث الكثير عن الشخصية الجذابة ويسعى الجميع لأن يكون مبهرا فى حديثه ولافتا فى شخصيته وأفكاره وتزداد جاذبية الشخص كلما أشعر من أمامه بفيض من الاهتمام والتقدير وكلما وازن بين تدخلاته المحببة وبين تلك التدخلات التي تتعارض مع خصوصية الطرف الآخر فيرفضها ومن ثم يرفض صاحبها إن متعة العلاقات الاجتماعية تدور حول الفائدة النفسية التي يحصل عليها كل طرف من الطرف الآخر كما تزداد تلك المتعة أمانا واستقرارا عندما يتسيد التفهم لطبيعة الآخر واهتماماته روح العلاقة وأبعادها ويمثل احترام خصوصية الطرف الآخر والتلطف عند معاتبته ومحادثته أحد أهم عوامل الفوز بعلاقات تمتاز بالنجاح والديمومة ويميل البعض إلى التدقيق فى أفعال الطرف الآخر وتحليل أقواله وسلوكياته تحليلا مجهريا ناقدا ودقيقا يهدد الاستمتاع بلحظات متزايدة من الود والألفة داخل العلاقة وتلعب الشخصية وسماتها والكاريزما الخاصة بها دورا فعالا فى تحديد رد الفعل تجاه مايصدر من الطرف الآخر سلبا أو إيجابا فالشخصية الحساسة لا تقبل الخطأ مهما كان ضئيلا بل إنها تستحدث من المواقف العادية مواقف لإثارة اللوم دون وعي ناضج بطبيعة الطرف الآخر كما تميل الشخصية القلقة للنظرة الدقيقة فى تقييم كل حركات وأقوال الآخرين حتى إنها قد تعتقد أنهم يقصدونها عند الانتقاد وهي أيضا وبطبعها السلبي فى التفكير تتهم الآخرين بالتقصير وعدم الاكتراث بمشاعرها مما يدفعها لا ستخدام اللوم كوسيلة للتنفيس عن قلقها المكبوت وخوفها المبطن من الناس.
إن الاستكثار من اللوم فى العلاقات الاجتماعية وخاصة علاقات الصداقة المقربة من مسببات التنافر وتكرار الهجران بين الأحباب مما يُضعف شكل العلاقة وآثارها الإيجابية.
إن الشخصية المستبصرة بأبعاد تقلبات البشر تمتلك المهارة فى التعامل مع هفواتهم والتغاضي عن زلاتهم العابرة والطارئة .
إن النظر لباطن الطرف الآخر والتعامل معه بجوهره الحقيقي يقلل من تدفق اللوم غير المستحب.
ومن هنا نقول إن تجاهل أخطاء الطرف الآخر لا يعني الاستنقاص من الذات بقدر مايعني الإدراك العميق لأهمية البقاء داخل تفاعلات اجتماعية تزداد روعة باحتواء وتقبل واستيعاب التجاوزات غير المقصودة والتي تفرضها طبيعة الحياة أحيانا وطبيعة الإنسان أحيانا أخرى.
إن اللوم وسيلة لزعزعة الود والسكينة بين المحبين وهو اتجاه مفرط من النقد والشك المستتر خلف إلقاء التهم العشوائية على الآخرين.
وهو إن قل أو كثر يعكس شعورا عاما بعدم الرضا كما يعكس شعورا بعدم الاقتناع بالمكانة الفعلية للشخص عند الطرف الآخر.
وهو استرسال سلبي فى تأنيب الطرف الآخر والحزن على الذات.
إن فنية التجاهل ( التغافل ) لا تعني كبت المشاعر وإنما تعني القدرة على إدارة التنفيس والتعبير عن المشاعر بوسائل تحفظ حقوق الشخص كما تحافظ على تقدير الشخص الآخر .. والحرص على سلامة العلاقة دون شوائب افتراضية سلبية تحفها وتهدد استمرارها
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)