لا تتركوا الجيش وحده؟

المؤسسة العسكرية تعلن ما يشبه التعبئة العامة في صفوف قواتها وتحضر الإمكانيات اللازمة لمواجهة خطر الإرهاب الداهم خاصة القادم من الحدود الشرقية مثلما جاء في مجلة الجيش في عددها الأخير لشهر أوت…ومعنى هذا الكلام ان خطر الانهيار الأمني في ليبيا الذي بلغ مستوى الحرب الأهلية بين مختلف الميليشيات ودخول جماعات إرهابية على خط المواجهة الداخلية والإقليمية من خلال الاستفادة من الفراغ الموجود على طول حدود ليبيا ومالي وانتشار السلاح بكثافة،جعل الخطر يقترب من الجزائر فعلا بل بدا يلامسها..وهو ما يفرض خيار التعبئة العامة لحماية البلاد…ما يقوم به الجيش الوطني خيار صائب يحتاج فعلا الدعم والمساندة والمؤازرة… فالمهام كبيرة وصعبة وثقيلة، فنحن نتحدث عن إرهاب دولي له من الإمكانيات البشرية والمادية والعسكرية وحتى التكنولوجية من خلال توظيف وساءل التواصل الاجتماعي، ما يجعله يهدد الأمن الوطني بصورة جدية وليست مجرد مخاطر..فالإرهاب الدولي الذي نتحدث عنه له أجندات أجنبية ومراميه غامضة إلا ان بعض تجلياتها تظهر من خلال تقويض دولا كليبيا، سوريا، العراق وفتح الباب لتدخل أجنبي….متاعب الجيش كبيرة في ظل الأوضاع الإقليمية المتردية،وهذا برأينا بقدر ما يحتاج إلى مساعدة شعبية بالقدر نفسه الذي يحتاج إلى حكمة في توظيف قدرات المؤسسة العسكرية حتى لا تجر إلى ما لا يحمد عقباه… فالأمر هنا يتعلق بمحاولات المساس بمؤسسة بقيت الوحيدة في البلاد القادرة على تحقيق الإجماع الوطني في ظل هشاشة المؤسسات السياسية وهزلها لأسباب لا يسمح المقام لذكرها….