الجزائر - A la une

لا أعرف منْ اغتال بوضياف.. ولا منْ جاء به إلى الحكم!




لا أعرف منْ اغتال بوضياف.. ولا منْ جاء به إلى الحكم!
نفى غلام الله بوعبد الله، رئيس المجلس الإسلامي الأعلى، نفيًا قاطعًا أن يكون على علم بخبايا اغتيال رئيس المجلس الأعلى للدولة سابقا الراحل محمد بوضياف، وتبرّأ من تصريح "منسوب إليه" قبل خمسة أيام، يتهم فيه ضمنيّا حماة التيار التغريبي بقتل "سي الطيب الوطني" في 29 جوان 1992.وقال رئيس المجلس الإسلامي، في اتصال مع "الشروق" أمس، إنه ينفي تمامًا معرفته بمدبّري اغتيال محمد بوضياف، بل لا يعرف مطلقا من جاء به إلى الحكم ولا من قتله، موضّحًا أنّ كلامه في منتدى جريدة "الشعب" العمومية، الثلاثاء الماضي، قد تمّ تأويله بطريقة خاطئة، وتحميله على غير وجهه الصحيح، فالمناسبة - برأيه - كانت للحديث في المرجعية الدينية الوطنية، ولم تكن أبدا للنقاش السياسي، وقد عرّج على وضع المدرسة الجزائرية عرضًا، فجاء تصريحه المذكور، الذي قصد من خلاله أنّ "هناك من لقّن المرحوم بوضياف فكرة أنّ المنظومة التربوية في بلادنا منكوبة، فردّدها من دون دراية بالواقع، حتى وجد هو نفسه منكوبًا، وراح ضحية جريمة نكراء"، معتبرا بذلك أن ما نقلته وسائل الإعلام يبقى منافيًا لما قصده بكلامه.وشدّد وزير الشؤون الدينية السابق، على أنّ كلامه يخص المدرسة فقط، باعتباره واحدا من إطاراتها وبناتها منذ مطلع الاستقلال، ولا يحمل أيّ دلالة أو إيحاء سياسي، وبالتالي فهو لا يتهم أيّ طرف محدّد، أو شخص ما باغتيال الرئيس بوضياف، مؤكدا أنه لا يمكنه أن يجعل نفسه طرفا سياسيّا في هذه القضية، كونه وقتها مجردّ متقاعد من قطاع التربية، كما طالب بالكفّ عن "الاصطياد في المياه العكرة لتوظيف كلامه بطريقة مغرضة"، على حدّ قوله. وكان المتحدث قد زلّ لسانه بحر الأسبوع الماضي، فتلفّظ بكلام خطير، ربّما لم يعنه فعلاً، إذ قال "من أتوا بالرئيس بوضياف ولقّنوه أن يقول إن المدرسة منكوبة، لم يمض أسبوعًا ونكبوه في نفسه وقتلوه"، وهو التصريح الذي أثار زوبعة في سياق انتخابي، بل ترك صدى كبيرا في الأوساط الإعلامية والسياسيّة، أخذ أبعادا متشابكة، خصوصًا أنه يأتي على لسان مسؤول عال المستوى، ومحسوب على حزب الأرندي الذي يرأسه أحمد أويحيى، كما يتزامن مع قرار صادر عن العدالة السويسرية بتعليق إجراءات المتابعة في حق وزير الدفاع الأسبق خالد نزار، في قضية رفعها نشطاء محسوبون على "الحزب المحلّ" في الخارج، ما أدّى إلى حديث بعض الأطراف عن تبعات قانونية وقضائية لكلام غلام الله، بعدما أعلن في وقت سابق، نجل "سي الطيب" ناصر بوضياف، عن فتح ملف والده مجددا في أروقة المحاكم، بينما استغرب رسميّون سابقون تصريحات زميلهم غلام الله.ويعتبر "الاتهام" المتبرّئ منه، من طرف عضو الحكومة السابق، لتيار معيّن سبق أن تولى زمام الحكم بداية التسعينيات، باغتيال بوضياف، هو ثاني تصريح سياسي في هذا الاتجاه، بعد شبهات أثارها سابقا عمار سعداني بهذا الصدد، وإن لم يذكر كلاهما منْ المقصود بالغمز واللمز، فإنّ تلك الخرجات قد راكمت من حالة الشكّ التي تلفّ الرأي العام بشأن القضية، رغم أنّ العدالة أغلقت الملف قبل سنوات بمحاكمة مبارك بومعراف.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)