الجزائر - A la une

كيف نتجاوز مشكلة النسيان؟


كيف نتجاوز مشكلة النسيان؟
تنغص حياة كثيرين..كيف نتجاوز مشكلة النسيان؟لا داعي للشعور بالاستياء بسبب مشكلة النسيان. ننصحك بتطبيق هذه الحيل والنصائح البسيطة لتعزيز قدرتك على الاستيعاب والتذكّر.تجول أحياناً في أرجاء المنزل بحثاً عن مفاتيح سيارتك أو نظاراتك؟ تنسى اسم شخص قابلتَه خلال حفلة سابقة وتجد صعوبة في تذكّره؟لا شك في أن هذه المواقف مزعجة وقد تثير بعض القلق لكنها لا تعني بالضرورة وجود خطب كبير. الدكتورة آن فابيني رئيسة طب الشيخوخة في (تحالف الصحة في كامبردج) ومساعِدة أستاذ الطب في جامعة هارفرد تقول في هذا المجال: تحصل حالات نسيان طبيعية مع التقدم في السن. لا شك في أن نسيان اسم أحد الأشخاص أمر مزعج ومحرج لكنه لا يمنعك من حضور حفلة أو التواصل اجتماعياً أو التمتع بوقتك).لا داعي لأن تصبح تحت رحمة النسيان. يمكنك الاستفادة من ذاكرتك من خلال الاعتراف بالتغييرات المرتبطة بالعمر وتعلّم كيفية التكيف معها.فكّر في استشارة طبيبكفي حال واجهتك المصاعب التالية لا بد من استشارة الطبيب:- تنسى اسم شخص قابلتَه حديثاً للمرة الأولى.- تجد صعوبة في تذكّر اسم أحد أفراد العائلة وليست المرة الأولى التي يحصل فيها هذا الأمر.- تنسى الاتصال بأحد معارفك الجدد لتناول الغداء معاً.- تنسى موعد غداء شهري مع أصدقاء قدامى كنتَ تقابلهم منذ سنوات.- تنسى عنوان الشارع الذي يعمل فيه طبيبك لكنك تجد العيادة في مطلق الأحوال.- حين تقود سيارتك نحو موقع مألوف تصبح مشوشاً ولا تعلم وجهتك وتتجول في السيارة إلى مكان غير محدد.- تسأل أحد الأشخاص السؤال نفسه الذي طرحتَه البارحة.- تسأل السؤال نفسه مرات عدة في اليوم ولا تدرك ذلك.- تمزح في شأن مشكلة النسيان لديك أمام أشخاص آخرين.- تعبّر زوجتك عن قلقها من حالات النسيان التي تعاني منها وتقترح عليك أن تستشير الطبيب.- حتى عندما تدوّن بعض الملاحظات تجد صعوبة في تذكّر تناول الأدوية الصحيحة في الموعد المناسب.التقدم في السنمع التقدم في السن تتراجع القدرة على استيعاب معلومات جديدة وتذكّرها. يلحظ معظم الناس هذه المشكلة في عمر الخمسين تقريباً. يتعلق أحد أسباب هذا التغيير بتباطؤ المعدل الذي يعمل به الدماغ لتحليل المعلومات بدءاً من منتصف العمر. تقول فابيني: قد تجد صعوبة في استخراج بعض الأمور من ذاكرتك كما كنتَ تفعل سابقاً بالسرعة نفسها.يُعتبر الدواء سبباً محتملاً آخر للنسيان. صحيح أن هذا العامل ليس شائعاً بشكل عام لكن قد تسبب الأدوية خللاً في الذاكرة. تشمل أبرز العوامل المسيئة مضادات القلق (المهدئات) ومسكّنات الألم.قد تؤدي قلة النوم والراحة إلى تعزيز ظاهرة النسيان أيضاً. توضح فابيني: مع التقدم في السن لا يمكن أن تبقى الوظيفة المعرفية على حالها إذا تراجعت ساعات النوم.يمكن أن يصبح النسيان مشكلة جدية إذا بدأ يؤثر على الأعمال اليومية والروتينية مثل الاعتناء بالصحة أو الوضع المالي أو الحياة المنزلية. إذا كنتَ تشعر بالقلق من الأفضل أن تسأل طبيبك عما إذا كان اختبار الذاكرة ضرورياً.حيل ونصائحإذا كنتَ تحصل على قسط كاف من الراحة وتعمل بفاعلية ولكنك تنسى أموراً إضافية جرّب هذه الحيل والنصائح الأساسية لتشغيل ذاكرتك:- اكتساب عادة روتينية: اترك محفظتك ومفاتيحك وهاتفك الخليوي ونظاراتك وغيرها من الأغراض في المكان نفسه يومياً. بفضل هذه العادة لا داعي لتشغيل الدماغ لتذكّر مكان مقتنياتك.- تخصيص الوقت الكافي للدماغ: احرص على تهدئة نفسك وتشغيل كامل تركيزك عند تلقي معلومات جديدة. أَعطِ نظام الذاكرة داخل الدماغ الوقت الكافي لإنهاء مهمته.- تجنب المهمات المتزامنة: غالباً ما يترافق تعدد المهمات المتزامنة مع النسيان. إذا بالغتَ في تولّي المهمات دفعةً واحدة قد ترتبك ذاكرتك.- التمرّن على الأسماء: خلال أي محادثة ننصحك بقول اسم الشخص مرة أو مرتين على الأقل قبل إنهاء اللقاء. أو كرر الاسم في رأسك وأنت تنظر في عينيّ الشخص الآخر.- تعلّم حِيَل حفظ الأسماء: اربط بين اسم الشخص بين شيء ملموس. أو اربط اسمه بصورة حيوية مثل نشاط يشتق من اسم الشخص. أو يمكنك اختراع اسم آخر له القافية نفسها.- تحسين الإصغاء: خلال أي محادثة ركّز على ما تسمعه. استعمل تقنيات الإصغاء الفاعل مثل تكرار الفكرة التي تسمعها.- تجنب مصادر الإلهاء: لا في شك في أن الضجة أو البيئة التي تعجّ بالنشاطات مثل المباني العامة المكتظة تصعّب عملية الفهم وتلقي المعلومات. لا تقم بأي محادثات مهمة ولا تسمع أي تسجيل أو برنامج إذاعي أو تقرأ شيئاً وسط ضجة صاخبة أو مصادر إلهاء أخرى.- التعلّم التدريجي: لا شك في أن التعلّم على مراحل يفيد أكثر من تلقي المعلومات دفعةً واحدة. عند تلقي معلومات جديدة ابدأ بالتركيز على كمية خفيفة منها ثم استرجعها في اليوم التالي وادرس المادة مجدداً مع تدوين بعض الملاحظات.- تدوين الملاحظات: دوّن الملاحظات في مذكرة صغيرة بدل أن تفترض أنك ستتذكرها في وقت لاحق. يساهم تدوين المعلومة في ترسيخها في عمق الذاكرة داخل دماغك. كذلك يُعتبر حمل مسجّلة صوت طريقة ممتازة لتسجيل الملاحظات من دون الاضطرار إلى البحث عن نظارات القراءة.- استعمال دماغ رقمي: انقل بعض محتويات ذاكرتك إلى دماغ رقمي. يمكن أن تتولى المفكّرة وأدوات التذكير في الهواتف الذكية أو الحواسيب اللوحية بعض المهمات المألوفة التي يطاولها النسيان.- ابتكار مؤشرات للذاكرة: استعمل غرضاً أو مكاناً أو حدثاً لتذكيرك بالقيام بأمر آخر. يمكنك مثلاً أن تضع الوصفات الطبية بالقرب من فرشاة أسنانك. هكذا ستتذكر تناول أدوية المساء حين تنظف أسنانك قبل الخلود إلى النوم وأدوية الصباح حين تنظف أسنانك في الصباح.هل تضرّ أدوية الستاتين بالذاكرة؟طوال سنوات تلقّت إدارة الغذاء والدواء تقارير عن أشخاص مصابين بخلل في الذاكرة وارتباك وتشوّش الأفكار علماً أنهم يأخذون أدوية الستاتين الخاصة بتخفيض الكولسترول. في حالات نادرة لوحظ أن الأشخاص الذين يستهلكون الستاتين يعجزون عن تذكّر كل ما حصل معهم في الساعات السابقة أو حتى الأيام السابقة. ظهرت هذه العوارض بعد فترة متفاوتة من تناول الستاتين تتراوح بين يوم وسنوات عدة ولم تجد إدارة الغذاء والدواء أي روابط بين فقدان الذاكرة وبين نوع معين من أدوية الستاتين أو جرعة الدواء أو سن المستخدم أو أدوية أخرى يتم استهلاكها.قررت إدارة الغذاء والدواء في فيفري 2012 أن تطلب من شركات تصنيع الأدوية إضافة معلومات إلى أغلفة الستاتين بشأن آثارها الجانبية على العقل. من خلال القيام بذلك لم تؤكد الوكالة على أن مواد الستاتين هي التي سببت تلك الآثار الجانبية. لكن في مطلق الأحوال يجب أن يتنبه من يأخذون هذه الأدوية إلى استنتاجات تلك التقارير.كيف تؤثر أدوية الستاتين عليك؟ لم تثبت الأبحاث بعد أن تناول أدوية الستاتين تؤثر بشكل سلبي ومؤكد على العقل. بل شملت تجارب عيادية تمحورت حول أدوية الستاتين معاينات للوظيفة العقلية أو المعرفية ولم ترصد أي آثار مماثلة.يبدو أن العوارض العقلية تبقى نادرة أيضاً. يقول الدكتور مايسون فريمان المدير المؤسس لعيادة الدهون في مستشفى ماساتشوستس العام وأستاذ الطب في جامعة هارفارد: بعد أكثر من 25 عاماً على وصف أدوية الستاتين للمرضى أتذكر شخصين فقط أخبراني بأنهما لاحظا تراجعاً واضحاً في أداء الذاكرة أثناء استهلاك الأدوية.لكن يبدو أن الآثار المترتبة على الذاكرة والعقل يمكن عكسها. ذكرت إدارة الغذاء والدواء في تقرير عن تغيير أغلفة المنتجات: بشكل عام لم تكن العوارض خطيرة وكان يمكن عكسها خلال بضعة أسابيع بعد أن يتوقف المريض عن تناول الستاتين.أثارت تلك التقارير قلقاً لافتاً في أوساط مستخدمي الستاتين نظراً إلى احتمال تضرر الذاكرة نتيجة أخذ هذه الأدوية بحسب قول الدكتور ويليام كورموس رئيس تحرير نشرة هارفارد منز هيلث ووتش (Harvard Men s Health Watch). أوضح هذا الأخير: من المستبعد أن يؤدي الستاتين إلى نسيان الأسماء. تصف التقارير حدوث تغييرات جذرية في أداء الذاكرة.لا بد من مقارنة الآثار الجانبية غير المؤكدة لمواد الستاتين بمنافعه المثبتة. بالنسبة إلى المصابين بمرض قلب مزمن من المعروف أن الستاتين ينقذ حياتهم.إذا لاحظتَ تغييراً مفاجئاً أو غير مألوف في أداء التفكير أو الذاكرة أخبر طبيبك بذلك. لكن لا تتوقف عن تناول الستاتين فجأةً من دون سبب وجيه. لا تزال الأدلة التي تثبت منافع هذه الأدوية أكثر صلابة من الآثار الجانبية المزعومة التي تطاول القدرة المعرفية.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)