الجزائر - A la une

كورونا يهدّد الفقراء والمحتاجين بشكل مضاعف.. فتفقّدوهم..




تعاوننا يُقوّي مناعتنا..
كورونا يهدّد الفقراء والمحتاجين بشكل مضاعف.. فتفقّدوهم..
ذات مساء ذهبت لزيارة أحد الفضلاء وبعد السلام والتحية دعاني للدخول كعادة كرمه لكني اعتذرت لضيق وقتي.. وتبادلنا على عجل بعض الحديث وكان مما فاجأني به قوله: تعرف يا شيخ ما ذا فعلت بالأمس؟.
قلت متعجبا: خيرا.. إن شاء الله!.
قال: اشتريت بردعة.. وهي ما يوضع على ظهر الحمار أو البغل ليُرْكَبَ عليه وهي كالسَّرْج للفرس..
بعد سماعي هذه الكلمة أخذ منّي الضحك مأخذه.. لأنه صديقي وأعرف أنه يملك سيارة ويسكن بنفس حيي ولا علاقة له بالحمير.. فماذا دهاه حتى يشتري البردعة..
لكنه أرْداني صامتا ناكسا رأسي وأعطاني درسا تذكّرته في هذا الوقت الذي صنع فيه فيروس كورونا صنعته وقضى على الناس بالحِجر في دورهم حيث توقفت المؤسسات الصغيرة والكبيرة وسرح أكثر العمال وأغلقت الأسواق ودخل كل ذي بيت بيته.. فعاد رنين جواب صديقي في أذني مما زاد في تسرع نبضات قلبي..
هل تعرفون لماذا اشتراها؟
قال لي وهو الرّجل الأمّي: مررت في السوق على رجل يبيع هذه البردعة فخطر ببالي ان له أطفالا يقولون:
إن أبانا ذهب إلى السوق وسوف يأتي لنا بكذا وكذا وهم ينتظرونه فاشتريتها منه !.
أين تعلّم الحاج (بلاحة) زاده الله فضلا هذا الدرس وأي قلب كان يملكه في تلك اللحظة وأي شعور أيقظ فيه ذلك الحس!.. لقد قرأ نفسية الرجل واستمع إلى حاله قبل أن ينطق!.
إنه النموذج الأسمى والمثل الأعلى ويبقى على الدوام هذا الفريق القليل في العدد الكثير في المعنى..
وجال في خاطري وقد ضرب الحِجر اطنابه من جرّاء تفشي وباء كورونا وقد غُلّقت الأسواق وخلت الشوارع وقعد أولئك الذين كانوا يكسبون اجورهم بعملهم اليومي أو يعملون في مؤسسات صغيرة لا يمكنها ضمان الأجر الشهري في مثل هذا الحال.
فمن ذا يا ترى يذكر هؤلاء ويقرأ حال أطفالهم؟!
ألا فتفقدوا المتعففين من إخوانكم وواسوا جيرانكم وأصحابكم.. واشتروا ماء وجوه الفقراء ولو بمثل بردعة..فرغم أن خطر فيروس كورونا على الجميع فإنه يهددهم بشكل مضاعف!
وما أصعب الحاجة على المتعف ذي العيال!. كلما همّ بالطلب منعه عفافه.. وكلما تأخر طلبه ضاق صدره وجاع عياله.. وعضة الحاجة ما أقساها! غير أنها عند العفيف عضتان: عضة حاجة وعضة شعور.
فتفقّدوهم رحمكم الله واعلموا: أن تعاوننا يقوي أخوّتنا وأن الصدقة مانع حصين لا يجتازها البلاء قال صلى الله عليه وسلم: باكروا بالصدقة فإن البلاء لا يتخطاها . رواه الطبراني.. ويكفيكم ويكفيهم.. أن الرزق والسعادة والجبر في الدنيا لا يكون إلا بتفقّد أحوالهم وأن الجنة لا يطيب نعيمها إلا بهم وبكم.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)