الجزائر - A la une

كسر ثقافة الإحباط بتهذيب السلوك وتعزيز روح الولاء للوطن


كسر ثقافة الإحباط بتهذيب السلوك وتعزيز روح الولاء للوطن
يحتل المسجد مكانة مركزية في الحياة الاجتماعية، وبينما يكتفي البعض بدوره التقليدي فإن البعض الآخر يحاول الارتقاء به إلى مزيد من التأثير الإيجابي في المحيط متجاوزا إطار أداء الشعائر ليمد جسور التواصل مع الأفراد ضمن مسعى يقوم على حسن الجوار والتقريب بين العائلات مما يعزز البناء الاجتماعي ويرمم ما أفسده الدهر والهجمة الشرسة للعولمة وأدواتها التكنولوجية التي تكاد تستفرد بشبابنا.ولأن انتشار مختلف مظاهر الفساد والانحراف يزداد في ظل الفراغ ارتأى الأستاذ سناتي عبد القادر إمام مسجد البشير الإبراهيمي بشارع الشهداء المبادرة بتنظيم إفطار عائلي بالساحة العمومية المجاورة دعيت إليها كافة العائلات المقيمة بجوار المسجد في مسعى يؤسس لإنعاش قيم الجيرة والتكافل وكسر اتجاه الأنانية التي تلقي بظلالها على المجتمع إلى درجة أصبحت فيها العلاقات بين الأفراد متباعدة ويغلب عليها التشنج.وخاطب إمام المسجد بلغة تربوية هادفة جموع المصلين في الجمعة الماضية مستنهضا فيهم الهمم والحرص على استرجاع تقاليد الأسرة الجزائرية الأصيلة باللّقاء بقلب مفتوح حول مائدة مشتركة تكون بمثابة الحلقة التي تجمع من خلال تبادل الأطباق التي من شأنها أن تعزز الروابط بين الجيران مما يطلق مجددا تلك الروح الجزائرية القائمة على الاحترام المتبادل وحماية المحيط وتهذيب السلوكات خاصة بالنسبة للشباب الذي يحتاج إلى مرافقة تربوية لا تتوقف لحمايته من مختلف الأخطار المحدقة به. وبالرغم من الحضور المحتشم في اللقاء الأول فإن صاحب المبادرة لم ييأس مجددا العزم على تنظيم إفطار جماعي ثان في الهواء الطلق الخميس القادم آملا أن يستجيب السكان ولو بحضور رمزي عن كل عائلة ليستعيد الحي العتيق هويته الأصيلة القائمة على فعل الخير والتماسك والتسامح والارتباط المتين بالوطن الذي يحيي اليوم الذكرى ال 53 للاسستقلال، من خلال نقل تاريخه الحافل بالمكاسب والانتصارات للأجيال وإدراك التحديات التي تواجه بلادنا بالتمسك بالوحدة والغيرة على الوطن وتجسيد الولاء له كقيمة حضارية بالحرص على البذل والعطاء ونشر التفاؤل وكسر كل ما من شأنه إحباط معنويات الشباب بتحفيزهم على الاجتهاد والمثابرة والعمل الخيري والتزام السلوك السليم مع نبذ العنف والابتعاد عن كل ما يدفع إلى الانحراف والفساد كالمخدرات واللصوصية ومختلف أشكال الاعتداءات التي تعكّر صفو العلاقات وتفجر الخلافات والخصومات.وبمثل هكذا مبادرات هادفة على ما تعرفه من صعوبات يمكن إعادة اللّحمة بزرع ثقافة المواطنة في نفوس الناشئة وهو ما ينبغي أن تلتف حوله الجهود من كافة الجهات والمؤسسات المتدخلة في الشأن العام خاصة وأن الفرد الجزائري على ما فيه من اعوجاج وشدة الغضب أحيانا وتهاون وانفعال أحيانا أخرى لا يقبل أن يساوم في كرامته وحريته وارتباطه بوطنه وهي قيمة يمكن أن ينجز عليها الجدار الوطني المتين بكل ما يحصنه من انسجام وتناغم وتنوع ينصهر كله في الهوية الجزائرية كما صاغها بيان أول نوفمبر بمداد من دماء الشهداء الأبرار وآلام ومعاناة المجاهدين الأخيار ممن لم يبدلوا تبديلا.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)