الجزائر - A la une

كتب التاريخ التربوية همشت عنصري الإنتماء والهوية



كتب التاريخ التربوية همشت عنصري الإنتماء والهوية
أكد الأستاذ بجامعة وهران حسن رمعون، السبت، أن كتب التاريخ التي صدرت منذ الاستقلال وإلى غاية سنة 2002 عرفت تهيمشا لعنصري الانتماء والبعد الوطني في الهوية الوطنية قبل أن يتم تصحيح ذلك من خلال إعطاء مكانة اكبر لكل ما يتعلق بتاريخ الجزائر وهويتها.وخلال مداخلة له في اليوم الأول من أشغال الندوة الوطنية حول تقييم الإصلاح المدرسي، أوضح رمعون "أنه منذ الاستقلال كانت نصف الدروس التي تحتويها كتب التاريخ تركز على تاريخ العالم فيما يركز النصف المتبقي على البعد الخاص بالحضارة العربية الإسلامية"، لافتا إلى أن هذا الوضع "قد استمر إلى غاية 2002 قبل أن يتم إدراج سلسلة من التصحيحات بإعطاء مكانة أكبر للبعد الوطني و الهوية الأمازيغية في المنهاج التربوي".في هذا الإطار استدل المتدخل بمحتوى كتب التاريخ في المملكة المغربية "التي تفرد دروسا تتعلق بالجزائر تفوق في عددها ما تتضمنه كتب التاريخ التي كانت تعتمدها المدرسة الجزائرية".وأضاف مؤكدا بأن "البعد الانتمائي لطالما كان مشكلا أساسيا مطروحا بحدة عقب الاستقلال"، وهو الأمر الذي فسره بكون التاريخ مبني على أسس منهجية ترتكز على العودة إلى الذاكرة وهو ما يعد "أمرا في غاية التعقيد من منطلق أن كل جيل له علاقة مميزة و مختلفة تربطه بالذاكرة الجماعية".وقد أدى هذا الاختلاف في الرؤى -حسب المتدخل- إلى فتح الباب أمام نقاش واسع بين مختلف المكونات المشكلة للمجتمع التي تحاول كل منها على حدى فرض تصورها ليصبح الهدف في الأخير هو تسليح الأجيال حتى تتمكن من تصويب تصورها والخروج في الأخير بصورة حقيقية عن تاريخها.من جهة أخرى، قدم الأستاذ الجامعي مرزوقي من تونس حول تجربة المدرسة في بلاده تعرض فيها إلى وضع النظام التربوي في تونس عقب ثورة الياسمين.واعتبر في هذا الصدد أن المدرسة التونسية تعيش حالة "فشل ذريع يعكسه انتشار العنف والتطرف في أوساط المتمدرسين"، مستدلا في ذلك بسفر العديد منهم نحو بؤر التوتر كليبيا وسوريا والعراق "حيث أصبحوا سلاحا في قبضة المنظمات الإرهابية على غرار داعش "، وهو ما اعتبره الدليل الأكبر على فشل المنظومة التربوية التونسية في مهمتها.من جهته، ركز الاستاذ بجامعة باريس-ديكارت بفرنسا غوتيي على وضعية المدارس في أوروبا و آسيا "التي تعد في أغلب الأحيان مخيبة للآمال" بالنظر إلى منتوجها الذي يتمثل في "مواطنين يفتقرون لقيم الديمقراطية و تقبل الآخر".يجدر التذكير بأن الندوة تشهد تنظيم عشر ورشات مغلقة تتناول عدة محاور منها "ركائز الإصلاح و تكوين المستخدمين" والطور الابتدائي: المهام، السير والمسار الدراسي" و"التربية التحضيرية: الحصيلة والأفاق" فضلا عن "الطور الثانوي: المهام والهيكلة وإعادة تنظيم امتحان البكالوريا".




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)