الجزائر - A la une

قتلوه ورموا بجثته في حفرة غطوها بالأسمنت المسلح



قتلوه ورموا بجثته في حفرة غطوها بالأسمنت المسلح
نظرت محكمة الجنايات بتيزي وزو، الأسبوع الماضي، في قضية مقتل الشاب خليفة لحسن التي هزت مشاعر سكان المنطقة، لاسيما بعد بلوغ مسامعهم طريقة قتله وكيفية التخلص من جثته. وقضت هيئة المحكمة بإعدام المتهمين "ت. "ف" و"ز. ر".أنكر المتهم “ز. ر”، خلال المحاكمة، التهمة المنسوبة إليه مبعدا عن نفسه أي مسؤولية له في الجريمة التي ارتكبها– حسبه- “ت. ف”، الذي بدا خلال الجلسة الحاضر الغائب كونه “لا يملك كل قواه العقلية “، حسب محاميه، الذي طالب بتأجيل الفصل في القضية، وتعيين خبير في الأمراض العقلية ليفحصه، لكن المحكمة رفضت الطلب بحجة أن المتهم كان يتمتع بكل قواه العقلية خلال ارتكابه جريمته الشنعاء.بالقاعة الرئيسية لمجلس قضاء تيزي وزو التي كانت مكتظة عن آخرها، جرت محاكمة المتهمين “ت.ف” و«ز.ر” المتابعين بتهمة القتل العمدي مع سبق الإصرار والترصد للضحية خليفة لحسن، التي وقعت ليلة 1 إلى 2 ماي 2012 بحظيرة بيع مواد البناء بوادي عيسي ملك المتهم “ت. ف«، حسب ما جاء في قرار الإحالة.وحسب الوثيقة نفسها، فقد تم إزهاق روح الضحية بعد عودة المرحوم رفقة المتهمين قادمين من مدينة تيڤزرت الساحلية، حيث تناولوا العشاء وتناولوا مشروبات كحولية، حيث وجهت ضربات على مستوى الرقبة والرأس حينما كانوا داخل حاوية تستعمل كمركز مراقبة ونوم الحارس الليلي، فسقط الضحية يسبح في دمائه، فقاما بنقله ورميا به داخل حفرة، فسدت في الحين بالإسمنت المسلح، لطمس آثارها وإبعاد كل الشكوك عنهما، كما قاما بتنظيف مسرح الجريمة من آثار الدم، لكن لحسن حظ عائلة الضحية، التي كثفت البحث عن خليفة لحسن، ما مكّنها بمعية مصالح الشرطة من الوصول إلى المجرمين، بعد بضعة أيام من اقترافهما للجريمة.الدفاع يطالب بتعيين طبيب مختص في الأمراض العقليةقبيل الشروع في المحاكمة، تقدّم دفاع المتهم بطلب كتابي لدى محكمة الجنايات يتضمن تعيين خبير في الأمراض العقلية لفحص موكله غير القادر على المثول أمامها -حسبهم- للرد وللإجابة على أسئلة هيئة المحكمة لأنه لا يملك كل قواه العقلية. وتحت إلحاح هيئة الدفاع الذي طالب من رئيسة الجلسة الرد كتابيا على الطلب الكتابي المقدم لها، انصرف أعضاء المحكمة للمداولة دون المحلفين للنظر في الموضوع، أي الطلب، فرفضته (أي الطلب) بحجة أن المتهم “كان خلال ارتكابه للجريمة واعيا وسليما عقليا، حسب ما أكدته خبرة عقلية أنجزت على المتهم بعد إلقاء القبض عليه، لذا “لا يتوجب علينا تعيين طبيب آخر مختص في الأمراض العقلية”.المتهم الرئيسي يشوّش على قارئ قرار الإحالة ولا يردّ على أسئلة رئيسة الجلسةحينما كان أمين الضبط بصدد قراءة مضمون قرار الإحالة، كان المتهم جالسا بالمكان المخصص للمتهمين، تائها في نظراته من حوله، فأخذ يتحرّك ويطلب من أعوان الشرطة المكلفين بحراسة المكان تركه وحاله لتمكينه من المشي، صارخا في وجوههم “أنا متعب.. اتركوني أمشي.. امنحوا لي الماء لأشرب”، بعدها نادت رئيسة الجلسة على المتهم “ت.ف”، فشرعت في استجوابه، حيث طرحت عليه السؤال الأول: “هل قتلت الضحية خليفة لحسن أم لا؟”، بعد تأكد المحكمة من أن المتهم لن يجيب على تساؤلاتها بعد مرور بضعة دقائق، نادت على المتهم الثاني “ز. ر«، وبعد رجوعه إلى مكانه ردّد المتهم الرئيسي في القضية “ت. ف« مرات عديدة مخاطبا أعوان الشرطة الساهرين على حراسته: “تعبت.. أتركوني أمشي.. أعطولي نشرب الماء..”، فكان بذلك يشوّش على المحاكمة من حين لآخر.المتهم الثاني ينفي مسؤوليته في الجريمة ويصرّح: “ت.ف ليس مريض.. راه يلعبها”أنكر المتهم “ز. ر« مسؤوليته في الجريمة، حيث صرّح للمحكمة أن دوره اقتصر فقط على مساعدة “ت.ف” لنقل جثة المرحوم من مكان قتله باتجاه الحفرة لدفنه فيها، وذلك-حسبه- تم تحت تهديدات بالقتل من قِبل “ت.ف”. كما نفى المتهم أي دور في الجريمة التي اقترفها “ت.ف”، قائلا إنه لم يشارك في خلط الإسمنت المسلح واستعماله لسدّ الحفرة التي دفن فيها الضحية.كما صرّح “ز. ر« لهيئة المحكمة أنه يوم الواقعة سمع الضحية يطلب من “ت.ف” منحه مستحقاته كونه مدانا له، كما طلب منه تسديد مستحقات كرائه له شاحنة لنقل الإسمنت وكذا استرجاع بطاقة تعريفه الوطنية التي كانت بحوزة المتهم.عن سؤال لرئيسة الجلسة للمتهم حول تصرفات المتهم الرئيسي، ردّ “ز.ر”: “الكل يعلم بأنه ليس مريضا و”يلعبها” مجنون منذ أشهر”.زوجة الضحية“كان يسعى لمساعدة “ز. ر” لإيجاد مسكن له للكراء.. ربّي وكيلهم” قالت أرملة الضحية لهيئة المحكمة إن زوجها قد كلمها ساعات قبل أن يقتل، وأخبرها أنه كان رفقة المتهمين اللذين وصفهما بصديقيه. كما كشفت زوجة المرحوم أن هذا الأخير طلب في آخر مكالمة معها الحديث لابنته “كوثر”، حيث طلب منها ماذا تريد أن يقتني لها في اليوم الموالي ووعدها هي وأمها باقتناء ثياب جديدة لهن، مع إشارتها إلى أن زوجها خلال حديثها معه كان مرتاحا ولم تبد عليه علامات القلق. وأشادت زوجة خليفة لحسن، أمام محكمة الجنايات، بطيبة قلب زوجها الضحية الذي كان يعتبر المجرمين صديقيه، وأنه كان يفكر في كيفية تقديم مساعدة للمتهم “ز. ر«، حيث شرع في البحث له عن مسكن للكراء وكذا اقتناء قارورة غاز البوتان له لتدفئة المنزل الذي يقيم فيه، في حين أن هذا الأخير، أي المتهم، كان يدبّر له مكيدة لزهق روحه. كما أشارت زوجة الضحية، التي تأسست كطرف مدني في القضية رفقة كل عائلة المرحوم والدموع تسيل على خديها، إلى أن ابنتها كوثر لا تزال تسأل عن أبيها الذي لم يأت بما وعدها به، ولم يعد إلى المنزل أبدا، خاتمة شهادتها للمحكمة بالقول، “ربّي وكيلهم”.وعن سؤال للمحكمة عن محاولات عائلة الضحية للبحث عن الضحية، صرّحت زوجة المرحوم أنها اتصلت في اليوم الموالي بالمتهم الرئيسي بعد عجزها الاتصال بزوجها، فردّ عليها قبل أن يقفل هاتفه أنه لم يره منذ أسبوع.ممثل الحق العام يلتمس الإعدام في حق المتهمين ذكر ممثل الحق العام في مرافعته بكل أطوار الجريمة التي خطط لها المتهمان اللذان اقتنيا ساطورا (الشاقور)، فزهقا روحه الطاهرة وقاما بدفن الجثة بحفرة، ثم قاما بتغطيتها بالإسمنت المسلح لإخفاء كل آثار الجريمة.وحسب ممثل الحق العام، فإنه بالإضافة إلى بشاعة الجريمة المرتكبة، قام المتهمان بتزوير وثائق شاحنة الضحية لبيعها لمواطن ينحدر من ولاية المسيلة، مع إشارته إلى أن المتهمين دبّرا مكيدة للضحية بعد تناولهما العشاء والمشروبات الكحولية واستدراجه إلى حاوية لزهق روحه الطاهرة بطريقة وحشية، وعوض الاعتراف بجريمتهما، وطلب التوبة والغفران من عائلة الضحية واللّه، راحا ينكران جريمتهما، وأكثر من ذلك، فإن المتهم الرئيسي “لعبها مهبول”، كما يقال بالعامية، ويدّعي إصابته بمرض عقلي للإفلات من العقوبة.محكمة الجنايات تنطق بحكم الإعدام في حق المتهمين بعد الاستماع لدفاع المتهمين، انصرف أعضاء محكمة الجنايات للمداولة ولإصدار الحكم في هذه القضية التي كانت بحضور المحلفين، فقضت بالإعدام في حق زاهقا روح خليفة لحسن مثلما التمسه منها ممثل الحق العام.وقفة تضامنية لسكان قرية آيت خليفة مع أسرة الضحية نظم سكان قرية آيت خليفة ببلدية أبي يوسف بدائرة عين الحمام، أمام مبنى مجلس قضاء تيزي وزو، على هامش محاكمة زاهقي روح ابن قريتهم، وقفة تضامنية مع عائلة المرحوم للتعبير لها بوقوفهم إلى جانبها في مثل هذا الظرف الصعب، وللضغط بشكل سلمي من أجل محاكمة عادلة، حسب ما أكده لنا أحد المشاركين في هذه الوقفة.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)