الجزائر - A la une

فيما يميل الأجداد إلى الأسماء التقليدية



فيما يميل الأجداد إلى الأسماء التقليدية
اختيار اسم المولود خاصة الأول يشكل لدى الأسرة مشكلا حقيقيا يجب حله بإرضاء جميع الأطراف، فالإقتراحات كثيرة من الأب والأم والعائلة، حيث يتشبث كبار السن بالأسماء "التقليدية" التي يتسمى بها الآباء والأجداد في حين يميل الأب والأم غالبا إلى الأسماء الحديثة والمعاصرة، وبين هذا وذاك تحدث الخلافات وفي بعض الأحيان الشجارات.م. رتقول نادية "أصر زوجي على تسمية ابني الوحيد بين سبع بنات باسم والده «ذيب»، وكان اسمه غريباً، وكلما ذهبت لمكان يناديني الناس باسم «يا أم ذيب» فأشعر بالخجل؛ لأنه غير مناسب تماماً لشخصيتي ولطفلي، ولكن زوجي أحب أن يرضي والده، وحين كبر ابني أصرّ أن يغيّر اسمه، ولكن والده كان له بالمرصاد وهدده بالطرد من البيت إن هو فعل، وهذا لا يمنع معاناة ابني من هذا الاسم".من جهتها تقول ردينة "بعد أن وضعت مولودتي الأولى، أصرت حماتي على أن أطلق اسمها عليها، واسم حماتي هو «ست إخوتها»، وهكذا حملت هذه الصغيرة الاسم الذي كان مثار سخرية وتهكم في كل مكان، وأصبحت أنا، نكاية في حماتي، أضرب ابنتي أمامها وأشتمها بأفظع الشتائم، ولا أحد يستطيع محاسبتي، فأنا أشتم ابنتي!"."خضرة" هكذا أطلق عليها والدها؛ بناء على طلب والده، الذي أراد تخليد اسم أمه الراحلة، ولكنها لقيت الاستهزاء والسخرية من الجميع، خاصة أنها تتمتع بجمال لافت، فقررت تغيير اسمها واختيار اسم يناديها به من حولها، ويبقى الاسم الآخر في الأوراق الرسمية، هكذا أصبح قِلة يعرفون اسمها الحقيقي، وينادونها دائماً باسم "ديما".رضوى تقول "اختار حماي لابني البكر اسم والده، وهو اسم مقزز ولا أحبه، ولكنه أصر عليه؛ وهو اسم «حرب»، وحاولت أن أعترض، ولكن العادات والتقاليد هي التي انتصرت، ولم أستطع المواجهة، وهكذا حمل ابني هذا الاسم، ليظل الناس يتهكمون عليه، وأثر كثيراً في نفسيته، ما جعله ينطوي عن الناس، خاصة في مرحلة الحضانة والابتدائية، ولم أستطع اختيار اسم آخر نناديه به؛ نظراً لسكن حماي في بيتنا، إلا عندما توفي حماي، فاخترنا له اسم «أحمد» وبدأنا نناديه به".رمضان يقول "اختار لي أهلي اسمي على اسم جد أبي، ولكني لست مستاء كثيراً وأتقبله، وأحترم اختيارات من هم أكبر مني، رغم أني تمنيت أن يكون اسمي اسماً آخر".أما محمد والذي تزوج حديثاً، فهو لا يوافق على أن يحمل الأبناء أسماء الأجداد، وزوجته حامل حالياً بطفلة سوف يطلق عليها اسم "إليا"، ومعناه بريق الشمس، أو الفتاة الجميلة الحسناء، لأن حسن الأسم مسؤولية الآباء يقول .وفسر السيد حميد ظاهرة اعتماد أسماء الأهل في تسمية المواليد الجدد بالقول "إن اختيار أسماء الآباء والأجداد للأبناء يعود إلى محبة الابن للوالد أو الوالدة، وأيضاً حسب اسم الجد أو الجدة؛ يعني هناك أسماء تكون ثقيلة أو قديمة يمكن أن تسبب حرجاً للطفل في المستقبل، على العموم أنا مع هذا التقليد؛ لأني أعتبر هذه العادة جزءاً من احترام الابن للأب وتقديراً وتخليداً لاسمه، وبالنسبة لأولادي؛ أنا عندي «أحمد» على اسم الوالد رحمه الله، والثاني «محمود» وليس له علاقة باسم شخص في العائلة، و«ليا» هي البنت ما بين أحمد ومحمود".ترى نزهة أنها رغم قوة شخصيتها إلا أنها لم تستطع سوى أن تنصاع لإرادة العائلة وتسمي ابنها على اسم جده لأبيه، وهو قد تقبل الاسم وأحبّه، وترى أن الشخص هو الذي يصنع الاسم، لا الاسم الذي يصنع الشخص، وتقول إنها أحبّت يوماً أن تطلق على أحد أولادها اسم "رباح"، ولكنها لاقت اعتراضاً كبيراً من العائلة، والسبب أن هناك شخصاً متخلفاً وعبيطاً معروفاً في القرية اسمه "رباح"."لكل واحد من اسمه نصيب" مثل شعبي بخلفيات علميةأثبتت الدراسات أن الأسماء تؤثر على ذوق الأشخاص فتحدد مشترياتهم لأنهم يختارون الماركات التي تحوي حروف أسمائهم وهذا ما تركز عليه الشركات العالمية قبل اطلاق أي منتج يتم تحديد الفئات المعنية بالمنتج وتختار الماركات على هذا الأساس ..وهذا ليس من قبيل الصدف فاحب الاشياء للشخص اسمه وللاسم أيضا أثر على مستقبل الانسان العلمي فبعض الاسماء الكلاسيكية أنسب لإدارة الجامعات، كما أن للاسم تأثير على سلوك الانسان وحالته النفسية حيث تشير الدراسات أن الاشخاص الذين يحملون اسماءا غير عادية هم اكثر عرضة للاصابة بمرض الذهان اما الاشخاص حاملي الاسماء الاقل شعبية هم اكثر عرضة لارتكاب الجرائم وبذلك توصل العلماء من خلال هذه الدراسة الى فكرة ان لكل امرء من اسمه نصيب وما يسمونه عندهم بحتمية الأسماء.







سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)