الجزائر - A la une

فيما يكون التدخل بحثا عن مصلحة الأبناء



فيما يكون التدخل بحثا عن مصلحة الأبناء
يعتبر اختيار شريكة الحياة بالنسبة للفتاة أو الشباب، من أهم الخيارات في بناء الحياة الزوجية والتخطيط للمستقبل، وغالبا ما يتدخل الأهل في هذا القرار من منطلق الحرص على مصلحة الأبناء، حتى وإن بدى الأمر غير ذلك في نظر الأبناء أو في المحصلة النهائية التي يسفر عنها هذا التدخل.مروى رتعد مسألة اختيار شريك أو شريكة الحياة من أبرز المشاكل التي تواجه الشباب قبيل الزواج، فبين الإستشارة وفرض رأي الوالدين يتيه شباب يضطرون إلى لعب أدوار في حياة زوجية شكلية وذلك لأسباب عديدة، منها المصالح المادية التي تدفع الآباء إلى فرض فتاة معينة على ابنهم أو العكس، ومنها أيضا العادات والتقاليد التي تحدد مسبقا ومنذ سن الطفولة شريكة أو شريك الحياة، حيث تعمد بعض العائلات إلى إعطاء كلمة لبعضها تقتضي تزويج أبن العائلة الفلانية بابنة الأقارب أو الجيران، وبمرور الوقت وإقتراب موعد القران يجد أحد الطرفين وفي بعض الأحيان كلاهما نفسيهما مجبرين غير مخيرين على القبول بزيجة "تحفظ" عهد العائلتين إلا أنها لا تسعد الزوجين... دراسات: "تدخل الأهل في اختيار الأبناء ينعكس سلبا على حياتهم"وقد أظهرت دراسة للباحثة نجوى قصاب حسن أن 50 بالمائة من العينة التي شملها البحث يكون فيها الأهل مسؤولين عن قرار الاختيار، وهذا الوضع ينطبق أيضا على الشباب الذين يتدخل الأهل أيضا في قرارات زواجهم، ولكن بنسبة أقل نوعا ما، حيث تبين أن 48.3 بالمائة منهم اختاروا زوجاتهم بقرار شخصي.تعري هذه الدراسة واقع فشل العديد من الزيجات الفاشلة التي تدفع الأجيال القادمة ثمنها، إما على شكل حياة غير مستقرة، مليئة بالمشاكل والمنغصات وخالية من الانسجام الأسري أو على شكل حالات طلاق، تجلب الكوارث للأبناء والأطفال الصغار.وتضيف الدراسة "ليس تدخل الأهل في اختيار الأبناء لشركاء حياتهم شر كله، فالقاعدة تحمل استثناءاتها دائما، وقد يكون هذا التدخل حماية من مزالق التسرع، والإنسياق وراء المشاعر والانفعالات التي تحكم اختيارات الأبناء وخصوصا إذا كانوا من صغار السن، وقليلي التجربة في الحياة، ومندفعين بمشاعر عاطفية بحتة، ولهذا يجب استشارة الأهل، واحترام رأيهم، والتفكير بوجهة نظرهم، لكن كل هذا لا ينبغي أن يخول الأهل فرض آرائهم على أبنائهم فرضا قمعيا، قد ينسجم مع بعض التقاليد الاجتماعية البالية في مجتمعاتنا العربية، لكنه لا ينسجم بالتأكيد مع ما أمرنا به الدين الحنيف من استشارة الفتيات في زواجها، ناهيك عن احترام خيار الشاب، إذا توفر في الفتيات التي اختارها الخلق والدين والنسب الكريم".ومن ثم تكون الحرية شرطا أساسيا في بناء حياة أسرية سليمة، وعلينا أن نؤمن أنه بالحرية والحوار المقنع نساعد أبناءنا في اختيار شركاء حياتهم لا بالقمع والإكراه.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)