الجزائر - Revue de Presse

فيما لا تزال ثقافة التبرع بالدم محتشمة.‏''نجوم الشباب'' تستهدف الموظفين بالشركات والنوادي الرياضية



استقبل لقاء ''موعد مع الكلمة'' بقاعة ''الأطلس''، أول أمس، المجاهدة زهرة ظريف بيطاط التي استغلت حضورها للرد بثبات وثقة على ادعاءات برنارد هنري ليفي الذي تهجم عليها في مقال نشرته منذ أيام جريدة ''لوبوان'' الفرنسية بعدما هزم أمام زهرة ظريف على المباشر في مناظرة نظمتها جريدة ''ماريان'' و''الخبر'' بمرسيليا - مؤخرا - بعنوان ''الجزائر 50 سنة من بعد''.
استهل اللقاء بوقفة تكريمية للمجاهدة بادر بها الديوان الوطني للثقافة والإعلام وسط حضور مكثف لم تشهده قاعة نادي الإعلام الثقافي بالأطلس من قبل، وكان من بين الحضور إطارات في الدولة وباحثون ومثقفون وكذا جمع من المواطنين.
ومباشرة بعد التكريم، تم عرض مقطع من مناظرة زهرة ظريف مع ليفي (مدته 20 دقيقة) ظهرت فيه المجاهدة أكثر هدوءا ورزانة عكس ليفي الذي بدا مضطربا ومغرورا.
الحجة تفرضها وقائع التاريخ
انطلقت المناظرة بتدخل السيدة ظريف التي اعترفت بداية أنها لم تتعود على مثل هذه اللقاءات، لكنها سرعان ما راحت تفتح جراحها وجراح ا شعبها التي لم تلتئم بعد بفعل وحشية الاستعمار.
عرفت ظريف نفسها ليس بشكل شخصي ولكن ضمن انتماءاتها لشعب وأرض الجزائر قائلة ''أنا أحمل هوية هي عبارة عن ترسبات لتاريخ وثقافة شعب ولجغرافية وطن ينتمي في بعده الحضاري والقومي إلى العالم العربي والإسلامي ولإفريقيا، إذن فإن هويتي خالصة ومعرفة''.
واصلت السيدة ظريف حديثها بالقول ''أنتمي إلى جيل ولد في عهد الاستعمار الفرنسي للجزائر وأنا من أبناء هذا الشعب الذين حملوا السلاح وناضلوا تحت لواء جبهة التحرير وجيش التحرير الوطني، عملت في المنطقة المحررة (القصبة بالجزائر) تحت إشراف ياسف سعدي والعربي بن مهيدي ومع غيرهما من مسؤولي الثورة، لقد حاربنا مظاهر محو الهوية، ولاسترجاع حقوقنا ولنتخلص من العبودية التي فرضها علينا الاستعمار، قررنا الموت من أجل أن نعيش، لم يكن لدينا خيار آخر''.
تشير المجاهدة خلال المناظرة إلى أن الاستعمار الفرنسي كان نظاما عنصريا وبالتالي فإن مشكلتها ومشكلة الشعب الجزائري لم تكن مع أفراد (فرنسيين)، بل مع نظام استعماري مستبد.
وتقول ''جهادي كان من أجل شعبي وبلادي وأقولها بملء فاي وأنا على أرض فرنسا، لأنني لا أريد أن أكسب أحدا على حساب تاريخي، بل كل ما أرجوه وبكل هدوء ايصال رسالة وعي نحو هذه الثورة وهذا الشعب الذي دفع غاليا لاستعادة استقلاله وكرامته''.
إن الثورة ممثلة في جبهة التحرير الوطني، جمعت تيارات وايديولوجيات وجنسيات مختلفة، كما أضافت ''كنا كلنا متحدين حول هدف واحد لا حول زعامة واحدة، كنا مختلفين أحيانا في الرؤى، لكن ذلك كان أمرا ثانويا أمام أحلامنا بمشاريع ما بعد الاستقلال''، و''لاتحل المقارنة بين 132 سنة استعمار وفترة 50 سنة استقلال، فرغم قصرها في عمر التاريخ إلا أنها أظهرت الفرق بين الكرامة والعبودية''.
بالمقابل، بدا ليفي متسرعا يحمل أحكاما مسبقة وجاهزة عن الثورة التحريرية، محاولا في كل مرة ضرب جبهة التحرير الوطني، حيث قال مثلا إنها ''استعملت وسائل إرهابية للوصول إلى الاستقلال''، حاثا على واجب تنقية الذاكرة الجزائرية من ''شوائب لازمتها'' تسبب الاحقاد والاحتقان، مؤكدا أن الوصول إلى ''تصحيح التاريخ'' هو بمثابة ''ربيع جزائري في إطار الربيع العربي''، وهنا احتج الجمهور الحاضر بمرسيليا على المتدخل مما اضطره إلى الهتاف (بمضاضة) ''تحيا الجزائر، تحيا الجزائر''.
زهرة ظريف لم تتزعزع، مواصلة حديثها بهدوء، متسائلة ''ماذا سيكون رد فرنسا لو أن الاحتلال الألماني زرع فيها 10 ملايين عائلة  ألمانية دون رضاها''.
ثم تواصل طريق رجوعها إلى ذاكرتها النقية لتستحضر مآثر حسيبة بن بوعلي التي ماتت تحت الديناميت ووريدة مداد التي اكتشف أثناء دفنها أن قدماها محترقتان، وكذلك  حال آلاف الجزائريين الذين قنبلتهم فرنسا بيد جيشها النظامي، بينما المناضلون الجزائريون كانوا مدنيين اضطرهم الاستعمار لحمل السلاح بعدما  أوصد كل أشكال التسوية معهم ليقرروا حل مشاكلهم بأنفسهم.
لست نادمة ولا كوابيس تؤرقني
أكدت السيدة ظريف لليفي أثناء المناظرة أنها ليست نادمة على جهادها وعلى القنبلة التي وضعتها في أحد المقاهي منذ 56 سنة وبالتالي فإنها تنام ملء جفونها ولا كوابيس تتهددها، ذلك أن ما فعلته كان من أجل استرداد كرامة شعب ولم يكن لها خيار أو فرصة أخرى.
بعد العرض مباشرة، انطلقت مداخلة السيدة زهرة ظريف بقاعة الأطلس مستهلة إياها بالوحشية التي تميز بها الاستعمار في الجزائر، أولها القضاء على آدمية الشعب الجزائري لتقول إننا في عرف الاستعمار لم نكن آدميين، يجب على أجيال الاستقلال أن تعي ذلك رغم أن هذا أمر يصعب تصديقه ولايدركه إلا من عاش ويلات الاستعمار مثلي، إن جيل اليوم يعيش بكرامة على أرضه وهذا لا يساويه ثمن فلا أحد اليوم يقول لك ''حقير''، ''كلب''، ''حيوان''، ولا أحد يصف شعبك بالغبي الأحمق، ''لاحظوا التغيير بعد 50 سنة من الاستقلال في التعليم والتكوين والإطارات الجزائرية المنتشرة في البلدان المتقدمة، كلها ثمرة ,1962 أنا أكثر من يتمنى ذلك وأفتخر به، صحيح أن لدينا مشاكل ونقائص، لكن كل شيء يأتي مع الوقت وبالنضال المستمر وليفي يعلم أكثر من غيره قيمة الاستقلال وما تحقق لأنه مطلع ومثقف ويحسن المقارنة''.
الجزائر مستهدفة تاريخا وجغرافيا
أشارت السيدة ظريف إلى أن من أسباب قبولها دعوة ''ماريان'' و''الخبر'' حضور هذه المناظرة بمدنية مرسيليا، الحملة الشرسة على تاريخ ثورتنا المجيدة، خاصة عبر الإعلام الفرنسي (سواء ذو الاتجاه اليميني أو اليساري). والخطير هو إعطاء صفة ''اللاشرعية'' على ثورتنا التي يصفها العالم بأنها من أعظم ثورات التحرير في القرن الـ,20 مع التأكيد أن ضرب الثورة وتاريخها يستهدف أيضا نضال ومقاومة الشعوب اليوم لنيل حريتها وفي مقدمتها نضال الشعب الفلسطيني.
ردت السيدة ظريف على افتراءات ليفي التي جاءت في مقال كتبه مؤخرا في جريدة ''لوبوان'' عبر فيه عن أحقاده الدفينة تجاه الجزائر والعرب ولم يحترم أدنى شروط اللباقة ليصل إلى شتمها ومحاولة النيل من الثورة وشهدائها الأبرار.
تقول السيدة ظريف ''قناعات ليفي معروفة وموقفه من  ليبيا واضح، فقد ساهم في تدمير شعبها من خلال استقدام حلف الناتو إليها، كما أنه لايكف عن الافتخار بجذوره اليهودية ويتناسى جرائم الحرب للاستعمار الفرنسي في الجزائر الذي وجد عدد سكان الجزائر عام 10 1830 ملايين نسمة، لينخفض هذا العدد إلى 5,2 مليون فقط عام .1871
إن حقده غير مبرر ويستهدف الرموز في الأساس، إن ليفي رمز التناقض ويظهر ذلك في مواقفه التي يساوي فيها بين الضحية والجلاد، إنه رجل لا يقتنع باستقلال الجزائر وما يراه من نهضة منذ ,1962 فالجزائر حسب المختصين خضعت لحرب تدميرية شاملة''.
وبالمناسبة، قدمت السيدة زهرة ظريف بيطاط (المجاهدة والحقوقية والسيناتور) صورة عما يتهدد العالم العربي اليوم من مخاطر في إطار عودة أطماع الاستعمار الغربي، مؤكدة أنها تنبأت بهذه الثغرات منذ احتلال العراق عام 2003 ويبدو أن التاريخ يعيد نفسه فالمواثيق والإعلانات الاستعمارية، خلال القرن الـ 19 تكاد تكون نفسها اليوم مع تغيير الحجة من ''التحضر'' إلى ''الديمقراطية''.
في الأخير، أكدت ضيفة ''موعد مع الكلمة'' أننا نعيش مرحلة الجهاد الأكبر وأن حماية الاستقلال هي مهمة الجميع وليست مقصورة على جيل الثورة من المجاهدين وعلى الأجيال اليوم الإسراع في الرد كل في مجاله وفيما يتعلق الربيع العربي الذي لا يكف ليفي بالمطالبة به، ردت أن الجزائر عرفت ربيعها الأمازيغي الذي تحققت به الأمازيغية لتصنف لغة وطنية في الدستور وعرفت أيضا - أي الجزائر - تغييرات عميقة بفضل نضال أبنائها في الداخل.
من جهة أخرى، حرصت المتدخلة على التأكيد على أهمية الوحدة الوطنية التي هي صمام أمام لكل محاولات الهدم والتدخل.

عرفت معظم بلديات ولاية بومرداس في الفترة الأخيرة، انتشارا كبيرا وملفتا للانتباه لمحلات ''الفاست فود'' والبيتزيريات، التي استطاع أصحابها استقطاب عدد كبير من الزبائن يأكلاتها الخفيفة والمميزة، كل منها يسعى بطريقته الخاصة للظفر بقلب الزبون، ''المساء'' تجولت ببعض المحلات والبيتزيرات، ونقلت صدى هذا الإقبال الكبير.
تعمل محلات الأكل الخفيف أو مايسمىبـ ''البيتزيريات''، كل ما بوسعها من أجل استقطاب أكبر عدد من الزبائن، خاصة من التلاميذ والطلبة، إذ تعرف محلات الأكل السريع ازدحاما لا مثيل له من طرف التلاميذ والمراهقين، خاصة في منتصف دوام الدراسة إلى غاية الثانية بعد الظهر.
اختيارمكان المحلات أهم خطوة قبل الإنجاز.
يلجأ أصحاب محلات الأكل الخفيف، أو البيتزيريات، قبل فتح محلاتهم إلى اختيار مركز النشاط أو مكان فتح المحلات، ليكون موقعا استراتيجيا مهما، وما يؤخذ بعين الاعتبار أحيانا، فتح المحل بمحاذاة المؤسسات التربوية، حيث أن الأطفال والمراهقين من تلامذة هذه المدارس، هم أكثر الفئات إقبالا على استهلاك الوجبات السريعة والخفيفة، وهم المستهدفون تحديدا من هذا النشاط، في هذا السياق، قال شريف.ح، صاحب محل الفاست فود ببلدية الثنية ببومرداس، إنه قبل أن يفتح أي تاجر محلا للمأكولات، يجب أن يدرس جيدا مكان المقر، والأحسن أن يكون بمحاذاة لمؤسسة تربوية، والهدف استقطاب تلاميذ المؤسسات التربوية، خاصة الذين لايتمكنون من العودة إلى منازلهم، بسبب ضيق الوقت، بين الفترة الصباحية والمسائية، مما يجبرهم على تناول وجباتهم خارج المنزل، حيث يقصدون محلات الأكل الخفيف، وأضاف أن الأطفال والمراهقين هم الأكثر إقبالا على محلات الأكل السريع، وبشكل يومي.
كما أضاف محمد. م، صاحب محل الأكل الخفيف بمدينة بومرداس، بالقرب من ثانوية محمد العيد آل خليفة، أن اختياره لفتح محل أمام الثانوية كان الهدف منه استقطاب فئة الطلبة الثانويين، وهو ما يتحقق يوميا، حيث تعرف البيتزيريا إقبالا كبيرا يوميا عند منتصف النهار، حتى الثالثة بعد الزوال.
لا أحد يعير للصحة اهتماما!
يرى المختصون أن الوجبات الخففية، على غرار البيتزا والسونديوشات الجاهزة، تبقى تشكل خطرا على صحة الإنسان عموما، وصحة الأطفال والمراهقين بشكل خاص، وهوما يظهر من خلال التحذيرات التي يطلقها الأطباء والأخصائيون يوميا، خلال اللقاءات الطبية والمؤتمرات الصحية، حيث ينوه هؤلاء على ضرورة الاهتمام بتناول وجبات صحية متكاملة، وذات فوائد صحية متكاملة؛ من البروتينات والفيتامينات أيضا، وبالرغم من هذا، فإنه لا يكترث التلاميذ والمراهقون والشباب بولاية بومرداس لهذه الحقائق، وقد توصّل الباحثون مؤخرا، إلى أن تكرار تناول الأطفال للوجبات السريعة، بما تحتويه من كميات كبيرة من الدهون ومحسنات الطعم، يؤثر على كيمياء المخ ويسلبهم الإرادة، فيصبح قرار التوقف عن هذه الوجبات في غاية الصعوبة، تمامًا مثلما تفعل السجائر وعقاقير الإدمان.
وحسب ما أظهرته الأبحاث التي أعدت في هذا المجال من قبل مختصين في الصحة، فإن الكثير من هذه الوجبات تعمل على تنشيط الجين الخاص بالسمنة بصورة مرضية، وقد تنبهت إلى هذا الخطر أكثر من 20 ولاية أمريكية، ومنعت طلاب المدارس من تناول الوجبات السريعة، لوجود علاقة بينها وبين الإصابة بالأنيميا وفقر الدم، وارتفاع نسبة الكولسترول، مع وجود علاقة بين المشروبات الغازية، التي عادة ما تكون مصاحبة لهذه المأكولات، والإصابة بهشاشة العظام، فضلا عن أنها تتسبب في عسر الهضم عند تناولها مع الطعام، وعند إضافة الأطعمة المقلية كالبطاطس، والأغذية التي تحتوي على المواد الحافظة والملح، للحصول على وجبة كاملة، تكون المحصلة هي الحصول على خطر كامل، كما توصلت أبحاث جديدة أيضا إلى أن الوجبات السريعة وشبه المجهزة، تساهم بدرجة كبيرة في إصابة الأطفال بالربو، لخلوّها من الخضراوات الطازجة، الفيتامينات والمعادن، كما أن خلو هذه الأطعمة من الألياف الضرورية لانتظام الحركة الطبيعية للأمعاء يخل بوظيفتها، ويؤدي إلى اضطرابات في عملية الامتصاص، فيما أوضحت باحثة أمريكية، أن تناول السكريات والأطعمة السريعة والدهون بكثرة، يغير سلوك الأطفال، وأن الوجبات السريعة تدفع إلى خمول العقل وكسله وإلى ترهل الجسم، وأن ما يحصل عليه الجسم من الدهون الموجودة بكثرة في الساندويتشات السريعة ووجبات الشوارع، يسبب أضرارًا بالغة بالمخ، وبالرغم من هذه المخاطر، فإن جل محلات الأكل الخفيف تعرف إقبالا كبيرا من طرف الزبائن، ومن مختلف الشرائح.

كشف البروفيسور نور الدين بن معروف، أخصائي في جراحة الكبد وزرع الأعضاء بمستشفى أول نوفمبر بوهران، بأن مصلحته قد حققت نجاحا ملحوظا فيما يخص هذه العمليات، وأن الزوج الأخير الذي خضع لعملية النقل والزرع، يتمتع الآن بصحة جيدة، موضحا بأن الفضل يعود إلى الطاقم الطبي الساهر على ذلك، مع مساعدة الفريق الطبي لمستشفى مصطفى باشا، وكذا مستشفى أومنيموندور بباريس، على رأسه البروفيسور دانيال آزولي وكذا الدكتور أوس سماعيل.
وأضاف ذات المتحدث، خلال الندوة الصحفية التي انعقدت بمديرية المستشفى من أجل تقديم حوصلة وتقييم أهم الإنجازات التي حققتها مختلف المصلحات هناك، تحت شعار ازدهار سنة ,2011 بأن المستشفى يقطع خطوات عظيمة في إنجاز عمليات زرع الأعضاء، وبنسبة كبيرة من النجاح، إذ أنه ومنذ سنتين -يضيف نفس المتحدث- لم يتم تحويل أي مريض إلى الخارج، إذ يصل معدل نقل وزرع العضو بالمصلحة إلى عملية واحدة خلال الشهر، يتمتع فيها المريض وكذا المتبرع بالإسعافات الضرورية، مع رفع المعنويات،لإنجاح العملية منذ مرحلة استقبال الزوج إلى غاية يوم مغادرته المستشفى. تعاني المصلحة من نقص في عدد المتبرعين بالأعضاء مقابل عدد المحتاجين، مع العلم أن معدل عملية الحاجة إلى الزرع يصل إلى 450 عملية، بين 10 إلى 15 مليون مواطن، خلال السنة الواحدة.
كما وضح البروفيسور نور الدين بن معروف، بأن المصلحة تتوفر حاليا على قائمتين لعمليات نقل وزرع الأعضاء القائمة التي تمت الموافقة عليها، تحتوي على 5 أزواج سيحولون خلال هذا الأسبوع على الجراحة، فيما يبلغ عدد الأشخاص الموجودين بقائمة الانتظار؛ 10 أزواج. ووضح البروفيسور بأن المشكل الأساسي في مثل هذه العمليات يبقى منحصرا في تبرع الأفراد الموجودين على قيد الحياة، وأن مبتغى المصلحة هو جثث الأموات بشكل أساسي، بالطبع بعد موافقة الأهل على ذلك، حيث أنه يتم استئصال العضو الحي من الجسد الميت، من أجل زرعه للشخص المريض، ويرى بأن حل هذه المشكلة يتوقف على مدى وعي أهل الشخص المتوفي وإنسانيتهم في مثل هذه العمليات، لاسيما وأن الدين الاسلامي الحنيف يحث على ذلك.
وقد كشف المدير العام للمستشفى الدكتور منصوري، بأن كفاءة الأطباء الجزائريين كافية من أجل تحسين القطاع وتطويره، وأن المصلحات المتواجدة به ليست بحاجة لعون الأجانب، خلال جوابه عن سؤال طرح فيما يخص إقبال الوفد الطبي الكندي، موضحا بأن الفريق الطبي العامل بالمؤسسة الاستشفائية الجامعية أول نوفمبر، قد قطع خطوات جبارة في هذا المجال، وحقق في ظرف سنتين ما كان سيحققه الأجانب في ظرف 5 سنوات، خاصة خلال السنة الماضية، حين تم فتح عدة مصالح، وبالتالي توفير من 800 إلى 2500 منصب شغل، من بينه 1500 عامل تم إدماجه بشكل نهائي، بعد الميزانية التي خصصتها الدولة للمستشفى والمقدرة بـ 1,5 ملايير دينار. وأضاف بأن المؤسسة الاستشفائية ستشرع في فتح موقع إلكتروني يتوفر على خدمة كل المصلحات المتواجدة بالمستشفى، بغرض التقليل من عبئ نقل وتحويل المعطيات، وكذا نتائج الفحص الطبي والتحاليل بين مختلف المصالح من جهة، ومن جهة ثانية، الاستجابة إلى تساؤلات وانشغالات المواطنين.

بادرت جمعية نجوم الشباب إلى إطلاق حملة تحسيسية للتبرع بالدم، بالتعاون مع شاحنات حقن الدم التابعة للمؤسسات الاستشفائية، استهدفت هذه الأخيرة الشركات والنوادي الرياضية، في محاولة منها لغرس ثقافة التبرع في سلوك الأفراد، وجعله تصرفا تلقائيا يمارس على مدار السنة .
حتى لا يظل التبرع بالدم مناسباتيا، حيث يهرع بعض المواطنين إلى التبرع بدمهم، بعد التكثيف من الحملات التحسيسية التي ترافق إحياء اليوم العالمي للتبرع بالدم، بادرت جمعية ''نجوم الشباب'' إلى تبني العمل التحسيسي الذي يعد واحدا من نشاطات الجمعية المتعلق بالجانب الإنساني، حيث قال لـ''المساء'' لطفي بوغادوا، عضو مؤسس بالجمعية وموظف بشركة، على هامش اليوم التحسيسي بمقر شركة ببئر مراد رايس، أقيم مؤخرا؛ ''لا نؤمن نحن كأعضاء بالجمعية، بالعمل المناسباتي، من أجل هذا، نحاول جاهدين تفعيل بعض النشاطات على مدار السنة، خاصة تلك المتعلقة بالجانب الإنساني، وبحكم أن ثقافة التبرع بالدم جد محتشمة بالجزائر، إذ أن قلة قليلة تقصد المستشفيات أو شاحنات التبرع بالدم، فكرنا في استراتيجية جديدة، وهي الانتقال إلى مقر الشركات كمرحلة أولى، وهو ما نعمل عليه اليوم، حيث بدأت بالشركة التي أعمل بها، لحث العاملين والموظفين على التبرع وتوعيتهم بأهمية هذا السلوك الحضاري، وكمرحلة ثانية، نقصد النوادي الرياضية.
ويضيف محدثنا قائلا؛ ''بحكم تجربتي الخاصة، كوني أتبرع بالدم للمرة الـ,25 أعتقد أنه لو أن كل فرد جرب التبرع ولو لمرة واحد، فإنه يتحول بصورة تدريجية إلى متبرع منتظم، لأن التبرع يصبح بالنسبة له اِلتزاما، كما أن جسمه يحثه على هذا العمل من أجل تجديد الدورة الدموية.
وفي سياق آخر، انتقد محدثنا الطريقة التي تم التحسيس بها، وجاء على لسانه أن الإعلام، فيما يتعلق بالجانب التحسيسي، ينبغي ألا يظل محصورا بالأيام العالمية، لأن المرضى بالمستشفيات يحتاجون للدم على مدار السنة، هذا من ناحية. ومن جهة أخرى، ينبغي على الوزارة الوصية أن تكثف من الخرجات الميدانية لشاحنات التبرع بالدم، على مستوى كل المناطق الحضرية التي تعرف كثافة سكانية كبيرة، حتى يأتي العمل التوعوي أكله.
احتكت ''المساء'' ببعض الموظفين الذي أقبلوا على شاحنة التبرع بالدم، لرصد انطباعاتهم حول هذه المبادرة، فكانت البداية مع فريد حاند، مسؤول التجهيز بالشركة، الذي استحسن المبادرة وأثنى عليها قائلا؛ ''أعتقد أن التبرع بالدم يعود بالنفع على المتبرع أولا قبل المريض، لأنه يطمئن على صحته ويجدد دورته الدموية، كما أنه يقدم خدمة للمرضى بالمستشفيات''. وحول المبادرة، علق قائلا؛ ''حقيقة، قد لا يتوفر لدينا الوقت الكافي للتنقل إلى أماكن حقن الدم، وبالتالي تواجد الشاحنات بمقر العمل يسهل علينا العمل ويحفزنا ويذكرنا بواجبنا الإنساني''.
وهو ذات الانطباع الذي لمسناه عند الشاب حسين بوقناص، متربص بالشركة وطالب بالمدرسة العليا الجزائرية للأعمال، حيث قال: ''أُثني كثيرا على هذه المبادرة، لأنها تحفّز الموظفين على التبرع بالدم والاقتداء ببعضهم البعض، كما أن الموظف يكون مرتاحا نفسيا، لأنه يتبرع في بيئته وبين زملائه، حيث يقل عليه الضغط ويكتسب في آن واحد، سلوكا حضاريا يحوله بعد اكتساب بطاقة المتبرع إلى متبرع منتظم''.
بينما انتقد ذات المتحدث الطريقة التي يجري التحسيس بها لحمل الناس على التبرع بالدم، وقال: ''أشعر، عند متابعتي للمشرفين على حملات التحسيس، أن الرسالة التي يحملونها تتجسد في صورة خطاب إلزامي موجه من بالغ إلى طفل صغير، غير أن الأمور من المروض غير ذلك، إذ ينبغي أن يفهم المواطن أن التبرع بالدم واجب إنساني وسلوك حضاري لا نحتاج فيه إلى التذكير به، فلو أن كل مواطن يلتزم بالتبرع مرة واحدة في السنة، لما وقعت المستشفيات في أزمة قلة مخزون الدم.
- كيف هي ثقافة التبرع عند أهل الاختصاص؟
لا تزال ثقافة التبرع بالدم متوقفة على وجود فرد بالعائلة بحاجة إلى الدم، لنحصل على متبرعين من أفراد الأسرة، ومن هنا تظهر الأنانية، أما الحديث عنها كسلوك حضاري، لا زلنا بعيدين عنه، هكذا ردت الدكتورة أمال بن عامر، طبيبة عامة بمصلحة حقن الدم بمستشفى مصطفى باشا، والمشرفة على عملية نقل الدم بشاحنة حقن الدم، وأردفت قائلة: ''أعتقد بحكم تجربتي في العمل بشاحنة حقن الدم، أن عدد المقبلين على التبرع من المتطوعين في تراجع مستمر، بسبب غياب المحفز الذي يدفعهم للذهاب إلى مراكز حقن الدم من أجل التبرع، ولأن الثقافة في حد ذاتها غائبة، لأن المواطنين -في غياب الالتزام- ينظرون إلى الأمر على أنه مسألة لا تعنيهم، وبالتالي، لا يُقبلون على هذا العمل الإنساني، من أجل هذا، قُلت؛ إن المحفز غير موجود.
وحول الفئة التي تقصد شاحنات حقن الدم للتبرع، جاء على لسان محدثتنا، أنها تنحصر في فئة الشباب عموما، وتحديدا أولائك الذين تعوّدوا على التبرع، بدليل أنه في كل مرة نخرج فيها إلى بعض الساحات العمومية، يتردد علينا شباب ألِفنا رؤيتهم، لهذا أقول -تضيف الطبيبة أمال- إن المتطوعين للقيام بالعمل الإنساني قليلون، وهو ما يدفعنا لتكثيف الخرجات الميدانية بالساحات العمومية، على غرار ساحة البريد المركزي وبلدية الحراش، بحثا عن متبرعين جدد، لأننا قد نواجه مشكل نفاذ مخزون بنك الدم، خاصة في فصيلة الدم السلبية التي كثيرا ما يضطر أهل المريض للبحث عن متبرعين، عن طريق إطلاق نداءات للتبرع عبر أمواج الأثير عموما.
تحدثت الطبية أمال عن سخاء المواطن الجزائري الذي يتحول إلى فرد واع بأهمية التبرع بالدم  في شهر رمضان، وقالت: ''لو كانت كل أيام السنة شهر رمضان، لما احتجنا للخروج إلى الميدان بحثا عن المتبرعين، أقول هذا بعد أن وقفنا في شهر رمضان من كل سنة، على الإقبال الكبير علينا بمصلحة حقن الدم بالمستشفى الجامعي مصطفى باشا، من أجل التبرع بالدم عقب الإفطار، أو صلاة التراويح، حيث كنا نضطر للعمل إلى وقت متأخر من الليل، ما دفعنا للتساؤل في كثير من الأحيان، عن سبب هذا الإقبال في هذا الشهر بالذات، وغيابه في باقي أشهر السنة، على الرغم من أن التصدق بالدم أو العمل الخيري، لا يرتبط بزمان أو مكان ما.

سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)