فيلم "الدليل".. طابو العقم عند الرجال

اختار المخرج الجزائري عمور حكار موضوعا جديدا لم يتم تناوله من قبل على الأقل بالنسبة للرجال، حيث فتح عبر فيلمه ”الدليل” ملف العقم عند الرجال، والذي يعتبر عند أغلبية المجتمع الجزائري ”طابو” لا يفتح موضوعه.صور المخرج عمور حكار قصة شاب يدعى ”علي” مثل دوره الممثل الشاب نبيل عسلي، وزوجته ”حورية” أم لبنتين، ومثلت دورها آنيا لوانشي، لم يتمكن الزوجين من إنجاب الأطفال، ما يجعل علي يدخل في حيرة من أمره ويقرر إجراء تحاليل طبية لكشف حالته. علي الذي يشتغل سائق سيارة أجرة بمدينة خنشلة يضطر للذهاب حتى مدينة باتنة للقيام بالتحاليل اللازمة وفي طريقه يأخذ معه شخصين أحدهما شرطي، يشكل بعدها معادلة مهمة في قصة الفيلم.تتوالى أحداث الفيلم، حيث يقوم علي بإجراء التحاليل وتطلب منه إحدى العاملات في مركز التحاليل الطبية بالانتظار إلى ما بعد الظهر حتى يستلم نتائج التحاليل، وأثناء انتظاره أمام سيارته يلتقي بفتاة تتوسله لكي يوصلها إلى مدينة خنشلة فيطلب منها الانتظار في السيارة حتى يقضي حاجته، ولما انتهى عاد إليها والصمت يخيم عليه بسبب صدمته لنتائج الفحوصات، يوصل الفتاة التي يكتشف بأنها حامل إلى المكان الذي حددته، وهنا تنقلب الحكاية رأسا على عقب عندما يأتي رجال الشرطة ويأخذون علي إلى مركز الشرطة ويحققون معه بتهمة حمل فتاة منه عن طريق علاقة غير شرعية، وهي الفتاة التي أوصلها إلى خنشلة في طريق عودته من باتنة، تسمع زوجته بالأمر فتقرر الذهاب لبيت أهلها، رغم ثبوت براءة ”علي”، هذا الأخير لم يقم باسترجاع زوجته وكشف الحقيقة لها بأنه ”عقيم”، ويبقي الأمر على ما هو عليه بسبب نظرة المجتمع القاسية فتعبير علي عندما تحدث مع الشيخ ”كيف تريدني أن أخبر أبي أنني عقيم، وهو الذي كان ينتظر مني أن أنجب طفلا يحمل اسم العائلة، لن أقابله وأخبره”.قدم المخرج عمور حكار رؤية إنسانية خاصة للعقم وأثاره النفسية والاجتماعية لدى الرجل الجزائري، وما يسجل في الفيلم هو الأداء الجيد للمثل نبيل عسلي الذي استطاع تجسيد الدور بدقة كبيرة خاصة من حيث تعابير الوجه، ما يثبت قدرته وتمكنه من الدور. هذا الأخير قال بعد العرض أنه يحب تجسيد هذه الأدوار، وللأسف هي قليلة، وأحب التجربة جدا رغم قلة الإمكانيات، وفي النهاية هي تجربة رائعة، على حد تعبيره.وأضاف نبيل عسلي أنه لأول مرة بحث في موضوع العقم عند الرجال حتى يتمكن من الدور ويتحكم جيدا في تقنيات التجسيد. وعن اختياره للأدوار الصعبة أوضح نبيل عسلي أنها ليست قضية ادوار صعبة لكونه يعمل بما يوجد على الساحة، لأن الأفلام الجزائرية تعالج قضايا اجتماعية كالبطالة والإرهاب، وغيرها من القضايا الأخرى بالإضافة لاختياره الأدوار التي تناسبه.من جهته قال المخرج عمور حكار أنه أراد كسر الطابو عند الرجال، فموضوع العقم ليس موجودا عند النساء فقط، لذلك أراد التطرق له.