الجزائر - A la une

في ظل غياب مراكز تتكفل بهم.. مختصون يؤكدون



في ظل غياب مراكز تتكفل بهم.. مختصون يؤكدون
تواجه فئة ذوي الأمراض العقلية من فئة الأطفال معاناة كبيرة ومتعددة، في ظل غياب مراكز خاصة تتكفل بهم وتزيح الأعباء عنهم وعن ذويهم، وهو ما اشتكى منه الأولياء ليطالبوا باستحداث مراكز مختصة لتأهيل مرضى الأمراض العقلية من فئة الأطفال والاهتمام بهم.معاناة الأطفال المصابين بالأمراض العقلية تتواصلتواجه العائلات التي لديها طفل مصاب بالأمراض العقلية واقعا مزريا في ظل غياب مراكز خاصة تتكفل بالمصابين من هذه الشريحة وتزيح عن الأولياء ما يثقل كاهلهم من متابعة وتعقب لهؤلاء المصابين، كونهم لا يتحكمون في تحركاتهم وتصرفاتهم العدوانية في بعض الأحيان، إذ أن المصابين بالأمراض العقلية يتصرفون تصرفات لا يسيطر عليها الأهل بدءا بتنقلهم الدائم خارج المنزل ما يتوجب على الأهل متابعتهم والبحث عنهم في كل مكان وهو الكابوس المرعب الذي طالما أرق الأهل خوفا من فقدانهم وعدم العثور عليهم مطلقا، ليتوجب على أهل المصابين إبقاء أطفالهم داخل المنزل والحرص على عدم خروجهم منه بسبب ما يفعله المرضى من تنقل ومغادرة البيت دون الرجوع إليه. ولا تقتصر معاناة مرضى الأمراض العقلية على مغادرة المنزل وهاجس فقدانهم، بل تمتد إلى تميز شريحة كبيرة منهم بالعدوانية وإيذاء الغير وهو ما يخلّف للأهل مشاكل عدة، حيث يمكن للمريض التسبب في أذية الآخرين والتسبب لهم في إصابات بالغة لما يتميزون به من عدائية وحدة الطبائع وهي السمة الغالبة على أغلب ذوي الأمراض العقلية بمن فيهم فئة الأطفال، وهو ما يشتكي منه أغلب الأولياء والذي بات أمر مرافقتهم لأطفالهم المصابين في كل مكان يقصدونه أمرا مفروضا وحتميا خوفا من أن يتهوروا ويتسببوا في أمور فظيعة، على غرار الاعتداء على الآخرين وأذيتهم، وقد عبّر أولياء الأطفال المصابين بالأمراض العقلية عن استيائهم البالغ لوضع الأطفال الذين يتخبطون فيه من انعدام مراكز خاصة تأوي هذه الفئة وتوفر لهم الحماية لهم ولأهلهم، إذ يعد مركز خاص بالأطفال من ذوي الأمراض العقلية مطلبا ملحا لأجل حمايتهم وتجنيب ذويهم المشاكل التي قد تنتج عن تصرفاتهم.مختصون في الأمراض العقلية للأطفال قريباولتحسين وضع وواقع الأطفال المرضى عقليا، ستتخرج بالجزائر، نهاية 2017، أول دفعة من الأطباء الاستشفائيين الجامعيين المختصين في الأمراض العقلية للأطفال، في أعقاب تربص تكويني لمدة أربع سنوات، بحسبما أكده، مؤخرا، بقسنطينة البروفيسور إدريس تيرونتي، وهو طبيب مختص. في حديثه على هامش إحياء اليوم العالمي للصحة حول موضوع الاكتئاب، بالمركز الثقافي أمحمد يزيد ، صرح البروفيسور تيرونتي، المختص الوحيد في هذا الاختصاص الموجه لفئة الأطفال ورئيس الأطباء بالمؤسسة الاستشفائية المتخصصة في الأمراض العقلية بقسنطينة، أن هذه الدفعة الأولى التي تم إطلاقها في أكتوبر 2013، ستضم حوالي عشرين مختصا في الطب العقلي للأطفال. وأوضح في هذا الصدد، أن الأطباء المختصين في هذا التخصص يتابعون في الوقت الراهن دروسا استشفائية جامعية بمصالح طب الأمراض العقلية بكل من الجزائر العاصمة، البليدة، عنابة وقسنطينة، مشيرا إلى أن الولايتين الأخيرتين ستشهدان تخرج 6 مختصين في طب الأمراض العقلية للأطفال. وبعد أن أعرب عن ارتياحه في أعقاب الاعتراف بهذا الاختصاص كتخصص جامعي لوحده وذلك بعد 20 سنة من الأشغال وأكثر من 50 سنة من الانتظار، تحدث تيرونتي عن وجود بعض الأخصائيين على المستوى الوطني، بإمكانهم تأطير هؤلاء الأطباء الشباب الذين اختاروا الطب العقلي للأطفال. كما سلط الضوء على ضرورة تقديم العلاج اللازم للأطفال، لاسيما الرضع، من أجل تطوير الصحة العقلية، حاثا على ضرورة تكوين الأطباء العامين، لكونهم أول من يقدم العلاج للمرضى.
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)