الجزائر - A la une

في أول احتكاك مباشر له مع الشعب


في أول احتكاك مباشر له مع الشعب
تعرضت الاحزاب التي دعت إلى مقاطعة التشريعيات الماضية إلى صفعة قوية في أول احتكاك مباشر لها مع المواطنين ،حيث ظهرت للعيان بوادر فشلها في جمع التوقيعات المطلوبة للمشاركة في الإنتخابات المحلية المقررة في 23 نوفمبر المقبل ، بل و لم تنجح هذه الأحزاب التي تدعي أن لها امتدادا شعبيا في اعداد قوائم انتخابية في بلديات معروفة في المدن الكبرى فما بالك بسواها من المناطق الداخلية و النائية ،الامر الذي سينعكس سلبا دون أدنى شك على مصداقية هذه التشكيلات التي ترفض تسميتها بالفتية ،رغم أن مسؤوليها أثبتوا أنهم لا يملكون من العمل النضالي سوى المحفظة و ختم مصالح الداخلية . و يعاني حزب طلائع الحريات الذي يقوده رئيس الحكومة الاسبق علي بن فليس من أزمة قد تعصف بمصداقيته، بعد ظهور بوادر فشله في جمع التّوقيعات للدّخول في الانتخابات المحلّية المقرر إجراؤها في 23 نوفمبر القادم، ما دفع بعض قيادات الحزب للتلويح بالإنسحاب من الانتخابات تحت ذريعة العراقيل البيروقراطية و القانونية ،لأنه وفي حالة المشاركة بعدد قليل من القوائم سيظهر الطلائع في حجم الاحزاب المجهرية. لكن الحقيقة المؤلمة التي لا يمكن أن يخفيها بن فليس هي أن الكتلة التي صوتت لصالح المشاركة في المحليات لكونها الاقرب الى التكفل بانشغالات المواطنين ، اصطدمت برفض المواطنين انفسهم للتوقيع لصالح هذا الحزب الذي ظهر معدنه الحقيقي في مرحلة جمع التوقيعات و اعداد القوائم بعيدا عن الهالة التي يحدثها بن فليس في خطاباته وتجمعاته . و تحجج علي بن فليس لتبرير مشاركته في المحليات بعد مقاطعته للتشريعيات الاخيرة بأن القرار مرده الاستجابة لخيارات القاعدة ، و مع الوقت اتضح بان القاعدة التي تحدث عنها الرجل لا وجود لها في الميدان ،بدليل الفشل الذريع على مستوى التجنيد و العشوائية المكرسة في اعداد القوائم الانتخابية مما فتح الباب امام العديد من الدخلاء وأصحاب "الشكارة" ممن يرغبون في استغلال التوجه السياسي المعارض للحزب. ووفق ما سبق ، يبدو أن حزب طلائع الحريات يسير على خطى حزب جيل جديد لرئيسه جيلالي سفيان، الذي لا يملك اي هيكلة على مستوى الولايات، سوى صوت رئيسه على منابر وسائل الاعلام،علما بأن الاخير يسير أيضا نحو المشاركة في عدد محدود جدا من الولايات و المجالس البلدية أو الإنسحاب من السباق ،و هذا ما دفع مراقبين لمطالبة الرجلين بالإكتفاء بصفة الناشطين السياسيين في الرهانات الانتخابية المقبلة بعيدا عن الإدعاء أنهما رئيسا حزبين كبيرين في الساحة الوطنية .


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)