الجزائر - A la une

فنانون وموسيقيون يتحدثون بحسرة عن الراحل أحمد وهبي في ذكرى وفاته


فنانون وموسيقيون يتحدثون بحسرة عن الراحل أحمد وهبي في ذكرى وفاته
مرت أمس الذكرى ال22 لوفاة الفنان الراحل أحمد وهبي، هذا العملاق والقامة الإبداعية التي خلفت وراءها رصيدا ثريا من الأغاني الوهرانية الخالدة، للأسف وحسب شهادة الكثير من الفنانين الذين التقينا بهم أمس على هامش الاحتفالات الرسمية المخلدة لاسترجاع السيادة على مؤسستي الإذاعة والتلفزيون الجزائريين بوهران، فإن ذكرى وفاته مرت مرور الكرام ولم يكلف المعنيون عندنا عناء تنظيم وقفة تكريمية تخلّده وتمجد أعماله الفنية الأسطورية، على غرار المطرب بارودي بخدة الذي أكد لنا بأن أحمد وهبي يمثل أحد المجاهدين العظام الذين تركوا بصمتهم في سجل الثورة التحريرية المظفرة وهو من القلائل الذين وظفوا أغانيهم في الرفع من الحماسة الوطنية وتحفيز الشباب على مواصلة النضال حتى تحقيق الاستقلال المجيد، وهو نفس الأمر بالنسبة لقويدر بركان، الذي تحدث بمرارة عن التهميش واللامبالاة التي تطارد عملاقا كبيرا من طينة أحمد وهبي وأيقونة خالدة في الأغنية الوهرانية، حيث طالب الأسرة الفنية أن تهتم أكثر بتاريخ الراحل، وجميع الفنانين الكبار، لأنهم يمثلون ماضيا حافلا بالإنجازات والمآثر الإبداعية التي لا تنسى، بل وتذكر جيل الشباب اليوم بهذا القدوة التي ينبغي الاقتداء بها حفاظا على فننا الأصيل وتكريسا لرسالته الفنية الخالدة.فأحمد وهبي الذي ارتقى بالأغنية الوهرانية، يمثل في نظر الكثير من المطربين الذين عاصروه أب الإبداع ورسول الكلام النقي والهادف، ونبراس لكل من يريد النجاح في مسيرته الفنية، وأن تكريمه وتذكره في كل مرة، ما هو إلا عربون وفاء وتقدير لهذا الأستاذ القدير. حيث أن "كروان الأغنية الوهرانية" قدم نفسه فداء للوطن ومعظم أغانيه وإن كانت فنية إلا أنها حملت رسائل سياسية ووطنية، زعزعت كيان الاستدمار الفرنسي الذي كان يرى في هؤلاء الشموع المنيرة خطرا عليها وتهديدا لمصالحها، ومن ثمة فإن عدم تكريمه يمثل بالفعل تقصير في حقه وإنقاص من قيمته الكبيرة والشامخةيذكر أن أحمد وهبي واسمه الحقيقي أحمد دريش التيجاني المولود يوم 18 نوفمبر 1921 ، فقد والدته وهو رضيعا في شهره الرابع، كان والده مؤذنا بإحدى مساجد الباهية وكان لصوته تأثيرا كبيرا على وهبي الطفل الذي فطم على التميز والهدوء والرزانة .
بداية اهتمامه بالموسيقى كانت ضمن صفوف الكشافة الإسلامية الجزائرية فرع "النجاح" الذي أسس بوهران سنة 1937 حيث كان عضوا فيها إلى جانب الفنانين الراحل حمو بوتليليس وقادة مازوني، هناك أدى الأناشيد الوطنية، وبدأ يشق طريقه بصبر وثبات نحو التألق معتمدا منذ البداية على الأصل وهو الشعر الملحون. التحق سنة 1947 بمعهد الموسيقى في باريس وهناك تشبّع بروائع الموسيقى العالمية ونمى طاقته وموهبته الفنية، قبلها سنة 1942 شارك في الغناء مع الفرقة التي كان يقودها الفنان بلاوي الهواري بأغنية "ناداني قلبي" للموسيقار محمد عبد الوهاب.عبقرية منقطعة النظيرجاءت انطلاقته الفعلية في مجال الطرب والتلحين مع أول أسطوانة سجلها من تلحينه بعنوان "كروان الليل" سنة 1949 هناك ظهرت عبقريته الفنية وتواصلت بجملة من المحطات المهنية التي ميّزت حياة النجم. بعدها جاءت الأغنية الشهيرة التي أعادتها ولا تزال تعيدها الكثير من الأصوات الشابة "وهران... وهران" التي سجلت مع شركة وهران، الأغنية يقص فيها تجربة أبيه مع الغربة بتفاصيل تأثر بها كل مغترب ولا تزال الأغنية تلقى نفس الصدى الذي لقته في الخمسينيات. غنى الفنان الراحل أحمد وهبي للحب والحياة والوطن استطاع بكل احترافية أن يوظف أغانيه في النضال الوطني من خلال رائعة "طويل الرڤبة" التي جاءت بملامح سياسية حاول بها بالكلمات وكذا الألحان والأداء القوي أن يلفت انتباه أولئك الذين انقسموا في كؤوس الخمر مستهترين بأوضاع البلاد وسلوكات المستعمر وكان ذلك إبان الثورة التحريرية، وقدم بعدها عشرات الأغاني الوطنية النابعة من عمق وطنيته وروحه الثورية المناضلة مع العلم أن الفنان شارك في الحرب العالمية الثانية ضمن الجبهة التونسية وهناك بتونس شكل فرقة جبهة التحرير الوطنية التي كانت تقدم الأغاني الثورية والتراثية الجزائرية من أجل تعريف العالم وتحسسيه بالقضية الجزائرية. فوهبي المدرسة في كل أغنية من أغانيه درس تكويني في قواعد الموسيقى والأداء والتربية الفنية وكل تفاصيل الطرب الملتزم والهادئ.





سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)