فلاحو تاغزوت بالبويرة المتضررون من حرائق الصيف يطالبون بالتعويض

يطالب الفلاحون المتضررون من حرائق الصيف الماضي بمنطقة تيفيراس بتيزي القيس ببلدية تاغزوت بالبويرة، السلطات بتعويضهم عن الحرائق التي أتلفت أشجارهم المثمرة المتمثلة في أشجار الزيتون والتين واللوز وكذا خلايا النحل.وحسب السيد بلخضر عمر، الذي أتلفت له الحرائق أكثر من 200 شجرۃ مثمرة وأكثر من 17 صندوق نحل، فإن مصالح الفلاحة والغابات وكذا أعوان الحماية المدنية أحصوا الخسائر، إلا أن المتضررين لم يستفيدوا من التعويض إلى غاية اليوم، ما جعلهم يطالبون السلطات بمنحهم أراضي لاستصلاحها بتافركة أو ثاقوين ومساعدتهم بالأشجار لغرسها تعويضا عن الحرائق التي مست أشجارهم المثمرة، التي تعرف بجودة ثمارها، ويستحيل حاليا غرسها في أماكنها الأصلية لكون المنطقة تنعدم فيها المياه لسقي الأشجار، كما تنعدم فيها الطرقات لسقيها بالجرارات لكون المنطقة جبلية.
من جهة أخرى، يؤكد العديد من المتضررين من حرائق الصيف الفارط، التي تسببت في إتلاف المئات من أشجار الزيتون المُعمرة التي تعود إلى عائلات ورثتها من جيل إلى جيل، أن التعويض عن طريق تقديم شجيرات الزيتون للغرس لا يعوض الفلاح خسارة شجرة الحشّاد التي يزيد عمرها عن مائة سنة ومردودها العالي، ما جعلهم يطالبون السلطات بمنحهم مساعدات مالية لاستصلاح الأراضي وتوزيع صناديق النحل عليهم، خاصة أن أغلبية الفلاحين فقدوا مصدر رزقهم الوحيد المتمثل في زيت الزيتون والتين المجفف وكذا العسل .
للتذكير، فإن الحرائق المهولة التي شهدتها البويرة في الفترة الأخيرة أرجعت المنطقة المعروفة بالفلاحة الجبلية إلى العشرية الحمراء حينما هجرها سكان القرى والمداشر هربا من الإرهاب وما خلفه من دمار على الطبيعة والإنسان، لكن العمل الذي قامت به الدولة لاستتباب الأمن شجّع السكان على العودة إلى ديارهم، وبالتالي إلى أراضيهم، ولكن في السنوات الأخيرة تشهد المناطق الجبلية العديد من الحرائق التي تسببت في خسائر فادحة وفي كوارث كبيرة بالنسبة إلى صغار الفلاحين ومربي النحل .