الجزائر - A la une

فريد بوغدير يسقط في "زيزو"




فريد بوغدير يسقط في
بعد 14 سنة من الغياب، عاد المخرج التونسي فريد بوغدير بفيلم جديد حمل عنوان ”زيزو”، فبعد روائعه السينمائية ”عصفور سطح” و”صيف حلق الوادي”، سقط بوغدير في فخ الخطاب المباشر وركب على أمواج الثورة، مقدما فيلما ظهر مهلهلا على مستوى العديد من الجوانب.بعد نهاية فيلم ”زيزو ” للمخرج فريد بوغدير سألني صحفي مصري عن مخرج الفيلم فقلت له إنه المخرج التونسي فريد بوغدير، وربما لأنه نسي هذا الاسم ذكرته أنه من أخرج فيلم ”عصفور السطح ” فأمسك رأسه ولم يصدق، متسائلا عن حقيقة إن كان مخرج ”زيزو ” هو نفسه من أخرج الرائعتين السينمائيتين ”عصفور السطح ” و ”صيف حلق الوادي”، لأن فارق المستوى فنيا كبير جدا.اختار المخرج فريد بوغدير أن يكمل ثلاثيته بفيلم ”زيزو”، فبعد فيلمه الروائي الطويل الأول سنة 1990 الموسوم ب”عصفور السطح”، والذي تدور أحداثه في حي الحلفاوين الشعبي والعتيق، حيث يعيش ”نور” بطل الفيلم فترة ما قبل المراهقة. ويبرز الفيلم الواقع الاجتماعي عبر اكتشافات نور من خلال أبناء حيه، أمه وقريباته، والده وبيئاته الاجتماعية، ثم جاء بعدها فيلمه الروائي الثاني الطويل، والذي أخرجه سنة 1996. ويبرز الفيلم التعايش بين عائلة مسلمة وأخرى كاثوليكية وأخرى يهودية في حلق الوادي سنة 1966 سنة قبل حرب الأيام الستة، حيث تقرر ثلاث مراهقات ”مريم” المسلمة، ”تينا” الكاثوليكية و”جيجي” اليهودية، من العائلات الثلاثة إقامة أول علاقة جنسية لها مع شاب من ديانة أخرى غير ديانتها.حاول المخرج أن يخلق قصة ليست بعيدة عن أفلامه السابقة وربطها بالثورة من خلال قصة ”زيزو”، هذا الشاب الذي يأتي من الجنوب بعد أن أوقف مساره الدراسي في الجامعة بحثا عن عمل، فيجد نفسه في إحدى الحارات الشعبية ويتحول بعدها إلى مركب هوائيات. وأثناء عمله وعن طريق الصدفة يتعرف على فتاة محبوسة في منزل لأحد الأثرياء، فيبحث ”زيزو” عن طريقة لتخليصها بعد أن وقع في حبها.أخفق المخرج فريد بوغدير في التحكم بأحداث الفيلم، حيث خلق من الممثل دمية تارة يحب من أول نظرة وتارة أخرى يمارس الجنس مع فتاة أخرى، ليجد نفسه منضما إلى الحملة الانتخابية للحزب الحاكم وقت الرئيس زين العابدين بن علي، وبعدها يقف في صف الإسلاميين، حتى يجد نفسه بالصدفة محولا على الأكتاف في الصفوف الأمامية للثورة للإطاحة بنظام بن علي، كل هذا الزخم من الأحداث التي يعيشها ”زيزو” تجعل المشاهد يوحي بمشكل السيناريو الكبير في الفيلم الذي خلق شبه فوضى وخللا دراميا في العمل.الفيلم من إنتاج تونسي - فرنسي مشترك من بطولة النجم الشاب زياد عيادي والممثلة التونسية الكبيرة فاطمة سعيدان، أقحم فيه المخرج مشاهد من الربيع العربي، وحاول أن يصور الشاب ”زيزو” الفتى الساذج الذي نضج فجأة وأراد الانتفاض وتخليص الفتاة من براثن مجموعة مافيوية ترمز للنظام السابق، ولكن المخرج عالج الموضوع بسذاجة كبيرة ولم يحسن التعامل. كما أن المتفرج من المشاهد الأولى للفيلم يعرف أن جهة الإنتاج فرنسية، كونها تدعم هذا النوع من الأفلام التي تميل إلى نقل صورة مغلوطة عن واقع المجتمع.يحيلنا العمل لطرح مجموعة من التساؤلات.. أولها هل هذا هو مستوى المخرج فريد بوغدير؟ وهل يجب على المخرجين الكبار التوقف عن العمل السينمائي بعد التقدم في السن نظرا لضعف الرؤيا الإخراجية؟ ناهيك عن سؤال آخر يطرح وهو لماذا ربط المخرج فيلمه بالربيع العربي رغم مرور أكثر من 5 سنوات على الثورة التونسية، أم أن الكل أصبح يركب أمواجها، كما أن اختيار اسم ”زيزو” أو”عزيز” لم يأت اعتباطيا بل يتصل رمزيا باسم ”البوعزيزي”.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)