فرنسا تطلب استغلال خطوط نقل عسكري في سماء الجزائر مع قرب انتهاء فترة السماح بتحليق طيرانها في مالي

تعمد وحدات الدفاع الجوي الجزائرية قريبا، إلى تغيير بعض الذبذبات والشفرة الخاصة التي تسمح لعدد محدد فقط من الطائرات الفرنسية بالتحليق في ممرات معينة بسماء الجزائر، مع قرب انتهاء فترة السماح بتحليق الطائرات الفرنسية في سماء الجزائر، التي تقرر طبقا لاتفاق مسبق أن تنتهي مع انتهاء مهمة القوات الفرنسة في شمال مالي.وطلبت وزارة الدفاع الفرنسية، عبر قنوات رسمية ودبلوماسية، الحصول على حق استغلال خط جوي فوق سماء الجزائر لاستغلاله في نقل المعدات العسكرية من مالي إلى القواعد العسكرية في فرنسا، مع قرب انتهاء فترة السماح باستغلال ممرات جوية في إطار العملية العسكرية الفرنسية في شمال مالي المسماة “القط البري”.
وقال مصدر عليم إن وحدات الدفاع الجوي عن الإقليم، التي تراقب الأجواء الجزائرية، ستعمد خلال أسابيع قليلة لتغيير “الكود” أو الشفرة الخاصة التي يسمح بواسطتها نظام الدفاع الجوي عن الإقليم للطائرات الفرنسية باستغلال ممرات جوية في الجزائر. وسمح من خلال “كود” سري سلّم للفرنسيين في بداية عام 2013، باستغلال هذه الممرات بعد طلب الإذن في كل طلعة جوية، حسب اتفاق عسكري مؤقت، لكن صلاحية هذه الشفرة ستنتهي قريبا، طبقا لاتفاق سابق قضى باستغلال الممرات الجوية خلال فتر العمليات العسكرية في شمال مالي، على ألا تتضمن طائرات مقاتلة وطائرات استطلاع مأهولة أو غير مأهولة.
وتسعى فرنسا للحصول على حق استغلال خط نقل جوي، يسمح بإجلاء القوات الفرنسية ونقل العتاد والمعدات إلى شمال مالي عند اقتضاء الضرورة، وهو ما استبعدت مصادرنا أن توافق السلطات السياسية والعسكرية الجزائرية عليه. وكانت ضرورة ومساندة العملية العسكرية الفرنسية في شمال مالي من قبل الجزائر، قد فرضت في بداية عام 2013 على السلطات تقديم تسهيلات للفرنسيين من أجل تسريع عمليات التدخل العسكري، بعد أن صعّدت حركة “أنصار الدين” عملياتها العسكرية في ديسمبر 2012 وجانفي 2013.
وكانت القوات الجوية الفرنسية بحاجة لتدخل سريع، لإنهاء سيطرة كتائب حركة “أنصار الدين” وتنظيم “القاعدة” في شمال مالي في الشهر الأول من العام الجاري. وقد تطلب التدخل نقلا جويا مكثفا للقوات والأسلحة عبر طريق مختصر، وقد رفضت الجزائر السماح بتحليق أي نوع من الطائرات ذات الصفة القتالية فوق أجوائها، وهو ما تم خلال العملية العسكرية “القط البري”.