الجزائر - A la une

فرنسا الاستعمارية لم تتوقف عن تنفيذ جرائمها منذ احتلالها الجزائر



فرنسا الاستعمارية لم تتوقف عن تنفيذ جرائمها منذ احتلالها الجزائر
أجمع المشاركون في الملتقى الدولي الذي احتضنته جامعة قالمة 08 ماي بعنوان «المجازر الاستعمارية مجازر 08 ماي نموذجا»، على أن الجرائم الاستعمارية لا تزال تحظى باهتمام الباحثين والدارسين في التاريخ والقانون سواء كانوا جزائريين أو أجانب، وبين الملتقى أن فرنسا الاستعمارية مارست العنف المفرط وعمليات الإبادة ضد الجزائريين، فتاريخ فرنسا الإجرامي بالجزائر حافل ومروع.تناول الدكتور رائد بدر من جامعة بيرزرت بفلسطين في مداخلته بعنوان «مشروع كولونيالي لجعل الجزائر مستعمرة سوداء» شكل العبودية في الجزائر كونها موجودة قبل سنة 1830، لكنها تغيرت ابتداء من هذا التاريخ، لونا ونوعا، حيث أصبحت تقتصر على الأفارقة وعلى عملهم في الخدمة المنزلية، بالرغم من إصدار مرسوم 27 أفريل 1848 الذي ألغى الرق في كافة المستعمرات الفرنسية، إلا أن تجارة الرقيق في الجزائر المستعمرة لم تستمر فحسب وإنما أصبحت أكثر ازدهارا، إذ تعامل القادة الفرنسيون في الجزائر مع حالة العبودية في سنوات الخمسينات من القرن التاسع عشر على أنها مسألة ثانوية وقضية قليلة الأهمية.وأوضح المؤرخ أن المستعمر عمل على تغيير لون الجزائر عن طريق نقل سكان أفارقة جدد وإسكانهم وإفراغها من السكان الأصليين، هذا المشروع اقترح شراء 100000 (مئة ألف) من السود للعمل في الزراعة، الخدمة المنزلية أو إلحاقهم للعمل بالجيش، ورغم عدم إقرار هذا المشروع من قبل مجلس النبلاء في باريس، إلا أن هذا الرفض الباريسي لم يؤثر على طموحات الإدارة الفرنسية الحاكمة حيث استمرت القوافل في نقل العبيد حتى السنوات المتأخرة للقرن التاسع عشر.وتطرق الأزهر الماجري أستاذ محاضر في التاريخ الحديث والمعاصر بكلية الآداب والفنون والإنسانيات منوبة بتونس في مداخلته بعنوان «المقبرة الجزائرية بجزيرة سانت مرغريت سياسة الإبعاد أو الوجه الآخر لجرائم الاستعمار»، حيث طرح عدة إشكاليات حول المبعدين إلى الجزيرة وخصوصيات المقبرة، وما مدى نجاح سياسة الإبعاد والنفي التي اعتمدتها فرنسا في المستعمرات في إخماد الثورات المناهضة لها.وتحدث المؤرخ عن المقاومة الجزائرية للغزو الفرنسي بقيادة الأمير عبد القادر، حيث لجأ المستعمر إلى حجز عدد كبير من أفراد عائلة الأمير وأنصاره، وترحيلهم إلى جزيرة سانت مارغريت الواقعة بسواحل مدينة كان الفرنسية كرهائن حرب.وقال الأستاذ بأن الجزيرة توجد حاليا بها مقبرة مهملة تحوي رفات المبعدين الذين هلكوا في الجزيرة ما بين سنوات 1843 و1848 وأكد من خلال وثائق تحصل عليها من بلدية كان أن وثائق المبعدين كانت تحمل الوثيقة اسم عربي، دون ذكر الهوية جزائري.فيما عرض الأستاذ صالح فركوس من جامعة قالمة شهادات مكتوبة وشفوية لرجال عايشوا مجازر 8 ماي 1945.وتحدث الدكتور مامادو سي تونكارا على محور الإشكالية المركزية للمجازر الكولونيالية قائلا بأنها ليست من قبيل الصدفة ولكن نتيجة لمنطق عِند تلك المستعمرة التي تريد أن تهيمن على الشعوب وقمع أي مقاومة، قائلا أن الكرامة الطبيعية تعجن على نطاق واسع من القمع.كما أبرز الدكتور جيل منسرو من فرنسا إشكالية العوائق التي تقف دون الاعتراف والتعويض، وقال بأن الحكومات الفرنسية تتخبط وتحتاج لشجاعة كبيرة ومن أجل الوصول للحقيقة فإن الطريق طويلة ليشير إلى ما يشترطه الفرنسيون لإقرار قانون إبادة الشعب الأرميني موازاة يتنكرون إلى ما اقترفوه من إبادة في الجزائر. كما أشار الدكتور لأهمية الملتقى كونه يضم رجالات في القانون وباحثين وأشخاص من مختلف الجنسيات ركزوا على كل ما يتعلق بالمجازر الاستعمارية والإبادة الجماعية.وقال جيل منسرو «أنها مسألة مهمة بالنسبة للجزائر وفرنسا، ولا ننكر أن هناك تأخرا حول تجريم المستعمر وما ارتكبه من مجازر بشعة ولابد من تنظيم مبادرات من قبل المجتمع المدني والعمل على تحريك القضية لمحاكمة هؤلاء المجرمين وأي تأخر سيصعب من القضية كونهم فارقوا الحياة، كما أن الاعتراف ببعض الأعمال الصغيرة غير كافي.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)