الجزائر - A la une

فرصة لإبراز مواهبهم دون تعقيد إداري




فرصة لإبراز مواهبهم دون تعقيد إداري
ما إن يحدث في المجتمع حدث، سواء أكان مباراة رياضية ، أم قراراً رسمياً، أم كارثة أياً كان نوعها، حتى تجد سيلاً من التعليقات والنكات تتدفق عبر وسائل التواصل الاجتماعي باختلافها، ما يجعلنا نتساءل: هل هذه الروح موجودة من قِبل هذه الوسائل، أم أنها هي التي صنعتها وجعلت النكتة تملأ العالم الافتراضي؟لطيفة مروانحينما ننظر للمجتمع الجزائري بصفة خاصة والمجتمع العربي بصفة عامة فهو ليس منعزلاً عن العالم ككل، ويمتلك بطبيعته روحاً ساخرة متأصلة قبل هذه المواقع، ويشهد على ذلك النشاط المسرحي والبرامج التلفزيونية الساخرة، وما هو موجود نعتبره امتداداً لها، ولكن بشكل آخر لا يخضع للقيود الرسمية أو أنظمة العمل الفني، مثل قنوات اليوتيوب وبرامج الكيك التي نشرت مقاطع ساخرة، وفي الوقت نفسه منحت خفيفي الظل فرصة لإبراز مواهبهم دون تعقيد إداري أو تكلفة مادية تذكرفالسخرية هي من وسائل التعبير المتعددة الأوجه والأسباب وقد تكون فارغة المضمون حد التهريج والإسفاف، ولكنها أيضاً قد تكون وسيلة تعبير عن وضع مرير تعذر التعبير عنه بطريقة معتادة، بسبب المنع بالإكراه أو الامتناع نتيجة ضغط المجتمع الرافض لبعض وسائل التعبير، هذه الروح الساخرة أيضاً قد تكون نتيجة عدم القدرة على التعامل مع الأزمات بطريقة سليمة، مثل المواجهة وطلب المساعدةوكذلك نلاحظ أن السخرية طبع أصيل في كل المجتمعات، ولكنها تجد أرضاً خصبة في تلك التي تعاني أزمات خانقة أو احتقاناً حاداً أو كبتاً مزمناً، ما يجعل أصحاب تلك الروح المرحة يميلون إلى السخرية من هذه الأزمات، كما نلاحظ أن النكتة المصورة والرسم الساخر من الطرق المحببة للوصول إلى أكبر عدد من المتلقين لتنتشر، بغض النظر عن موقف المتلقي، خاصة مع سهولة ذلك حالياً عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي الحديثة؛ اليوتيوب، وفيس بوك، وتوتير،هذه الوسائل أسهمت في تشكيل النكتة وتنوع أساليبها (كتابة وصورة ومقطع مصور.. إلخ)، ويضاف إلى ذلك أن سهولة إنشاء حسابات في هذه المواقع وتوافر برامجها على الأجهزة الذكية المتداولة، أسهم في قوة تأثير هذا النوع من التعبير الساخر، إلى جانب أن عالمها الافتراضي منح سهولة التخفي لمن يقف وراءها، وكذلك منحها سرعة الانتشار (قص ولصق) في ثوانٍ معدودة؛ لتصل إلى شريحة واسعة من المجتمع، ومن ثم إلى العالم الخارجي، وحقيقة أخرى يجب ألا نغفلها، وهي أن المراقب الرسمي يعتبر هذه الفكرة الساخرة جساً لنبض المجتمع، وأن انتشارها على نطاق واسع واستمرارها لفترة أطول مؤشر لقوة الفكرة وصلابة أسبابها، حيث ساهمت التقنية الحديثة في صناعتها ونشرها.وهذه النكات يستقبلها الناس باستيعاب آخر للحدث، الذي قد يكون قراراً سياسياً أو رياضياً، أو انتقاداً لخدمات أو ظواهر اجتماعية خاطئة يعاني منها المجتمع، أو معاناة ما، أو ما يتعلق بالآداب العامة أو الأخلاق أو الدين أو مناسبات عابرة




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)