الجزائر - A la une

فرّاج: "بن شيخة أقنعني بخطابه، لم يضع الحواجز بيننا ولم أكن أنتظر أن يتصل بي"



مثلما كان منتظرًا، كان المدرب الوطني الجزائري عبد الحق بن شيخة في ملعب فيلودروم بمرسيليا أول أمس الأربعاء من أجل معاينة المدافع الجزائري لنادي بريست إبراهيم فراج الذي أدى ما عليه في هذه المهمة الصعبة التي كانت بانتظاره أمام لاعبين أقوياء أمثال أندري أيوي،جوردان أيوي، وريمي. كل ما كان يهمنا، هو رد فعل المدرب بن شيخة والحديث الذي دار بينه وبين اللاعب فراج مباشرة بعد نهاية المباراة أمام مخرج غرف تغيير الملابس، حيث دار بينهما حديث قصير دام حوالي عشر دقائق قبل أن يغادر اللاعب الملعب، ملتحقا بعائلته التي كانت بانتظاره، في هذا الحوار حدثنا المدافع الأيمن الجديد للمنتخب الوطني عن الشيء القليل الذي دار بينه وبين المدرب بن شيخة...
===================================
أكيد أنكم نسيتم اللقاء الذي جمعكم بأولمبيك مرسيليا، أليس كذلك؟
نعم، يجب أن ننسى هذه الأمسية في أسرع وقت ممكن، نظرا لكل ما حدث، بدءا بنتيجة ثلاثة مقابل صفر، إضافة إلى ذلك فقد أنهينا المباراة بلاعبين مصابين، هذه الأمسية تعتبر كابوسا حقيقيا، وعليه يجب أن ننسى كل ذلك في الوقت الحالي، ونباشر التفكير في أمور أخرى.
ماذا كان ينقصكم بالضبط أمام مرسيليا؟
كل شيء. ليس هناك شيء أوضح من هذه الإجابة.
مدربك ألان دوبون صرح أنه لم تكن هناك رغبة في تحقيق الفوز، ولا حماس من جانب فريقكم، هل تشاطره الرأي؟
ربما فيما يخص الحماس، لكن ليس من جانب الإرادة والرغبة، لأنه من غير المعقول أن ندخل الميدان دون رغبة، لو لم تكن لدينا فعلا، لربما تلقينا أهدافًا أكثر أمام نادي أولمبيك مرسيليا في ملعب فيلودروم، أعتقد أن المشكل لا يكمن في الرغبة، صراحة، لا يمكنني أن أجد المشكل الذي واجهناه اليوم.
مثلما أشرت إليه، لقد أنهيتم المباراة بلاعبين مصابين، ويتعلق الأمر باللاعب أحمد القنطري، وعمر داف، هذا حدث في وقت غير مناسب قبل أربع جولات من نهاية البطولة، أليس كذلك؟
من المؤكد أن ذلك لن يكون في فائدتنا بالدرجة الأولى، لأننا بحاجة إلى الجميع في سباقنا من أجل ضمان البقاء، إنها ضربة موجعة بالنسبة للفريق، خاصة في هذه الفترة بالذات، داف والقنطري يعتبران لاعبين لهما وزن ثقيل في التشكيلة، لذا أرى أن الأمر لا يساعدنا كثيرًا، إضافة إلى الهزيمة، فعلا نحن متأسفون للغاية، خاصة أن عمر عاد من إصابة ولا ندري بعد أي نوع من الإصابات يعاني، أما بخصوص أحمد، فإنه يعاني من إصابة خطرة (على مستوى وتر أشيل)، لكن هذه هي كرة القدم، ليس بإمكاننا أن نتهرب من هذه الأمور، الفريق لن يتوقف، علينا أن نفكّر الآن في أمور أخرى، ومباشرة التحضير للمواجهة المقبلة التي تنتظرنا أمام ليون.
أنتم بفارق ثلاث نقاط عن أول فريق مهدد بالسقوط نانسي، هذا الاثنين ستستقبلون ليون، ثم تتنقلون للعب أمام أوكسير الذي تغلب على مرسيليا برباعية نظيفة، قبل أن تستقبلوا في الجولة الأخيرة نادي تولوز، هل يمكن القول أن الظفر بالنقاط الثلاث هذا الاثنين يُعتبر أمرًا أكثر من ضروري لضمان البقاء؟
أجل، بطبيعة الحال، في هذه الحال يجب أن نتحدث عن الضرورة، فالأمر واضح، علينا أن نجمع بأية وسيلة أكبر عدد من النقاط فيما تبقى لنا من مشوار للبطولة، لأن الفرق المهدّدة بالسقوط هي الأخرى تبحث عن إنقاذ نفسها بجمعها النقاط في الجولات الأخيرة، لا يجب أن نبقى ندور دون تحقيق النتائج الإيجابية، فذلك أمر غير مقبول، هناك أندية كانت تحتل مراتب في أسفل الجدول، لكن بفضل بعض النتائج الإيجابية التي حققتها مؤخرا تمكنت من رفع رصيدها من النقاط، وهذا ما لا يساعدنا كثيرا، بعد مباراة مرسيليا يجب أن نستعيد ثقتنا بأنفسنا من جديد، لأن هذه الوضعية لا تناسبنا، ونحن مطالبون بالإسراع بإنقاذ الفريق بتحقيق نتائج مرضية.
ستستقبلون مرتين في الجولات الثلاث المتبقية، هذه النقطة المهمة ستحفظكم أكثر، أليس كذلك؟
نعم، يمكن قول ذلك، لكن لا يجب أن ننسى أن المباريات التي تنتظرنا في عقر الديار لن تكون سهلة المنال، أعتقد أيضا أن المراهنة على بقائنا في القسم الأول ليس حلا مناسبا بالنسبة إلينا، صحيح أن المهمة ستكون في غاية الصعوبة، لكن إذا تحتم الأمر، فسنفعل ذلك ونتكاتف جميعا حتى نضمن بقاءنا، أعتقد أن الحل الأنسب هو البحث عن بقائنا في أقرب الآجال دون انتظار الجولات الأخيرة، والحل الأمثل هو القيام بذلك هذا الاثنين، ولو أننا ندرك جيدا صعوبة المهمة التي تنتظرنا، كل ما أريد قوله هو أنه من الضروري كسب كامل النقاط في هذه المباراة.
لنتنقل إلى الحديث عن موضوع حساس آخر، وهو الاتصالات التي تلقيتها من طرف المدرب الوطني بن شيخة الذي اتصل بك مؤخرا، أين وصلت الأمور؟
ما هي إلا في البداية، لقد تفاجأت كثيرا، لأني لم أكن أنتظر أن يتصل بي الناخب الوطني بعد طول انتظار، لكن بعد ذلك، عندما بدأ يتحدث معي بسرور أقنعني بالخطاب الذي ألقاه عليّ وبالنظر إلى طريقة معاملته مع اللاعب والتحاور معه.
ماذا تقصد؟
أعني أنه لم يضع الحواجز مثلما يفعل بعض المدربين، لقد تحدث معي بطريقة بسيطة، صريحة ومباشرة، لقد أعجبت كثيرا بذلك، هذا الاتصال الأول الذي تلقيته جعلني أشعر بانشراح كبير.
مباشرة بعد نهاية الاتصال، هل بإمكانك أن تقول لنا ماذا فعلت بالضبط؟
(يضحك بافتخار). بمجرد أن أقفل الخط، استعدت الهاتف واتصلت بمنزلنا، أعلمت عائلتي لتقاسمني الفرحة.
نتوقع أن تكون هناك بعض الزغاريد، أليس كذلك؟
لا، لقد كان الجميع في قمة الفرح والفخر بهذا الاتصال الأول، لكن أعتقد أن الزغاريد ستنطلق فيما بعد إن شاء الله، بعد أن يكتب المدرب اسمي في القائمة، لأنه في الوقت الحالي ليس هناك شيء ملموس، علي أن أنتظر إلى أن تتضح الأمور أكثر، ثم سنرى. لكن الحمد لله، يمكنني القول أن هناك نوعا من الجدية بعد اتصال الناخب الوطني، فهذا يعتبر شيئا في غاية الأهمية بالنسبة إلي مقارنة بوقت سابق عندما لم أتلق أي اتصال من أي شخص، لم أتحدث مع أي شخص من الفدرالية في هذا الموضوع، لا يمكنني أن أخفي فخري واعتزازي بهذا الاتصال الذي ربطه بي المدرب، لكن ما هو آتٍ سيكون أصعب بكثير.
أكيد أنه عندما أكد لك المدرب بن شيخة أنه قادم لمعاينتك فوق الميدان جعلك تعيش ضغطا مضاعفا، أليس كذلك؟
صراحة، أقول لا، بِغرابة، لم أشعر بأي نوع من الضغط، لأننا لو نترك الضغط يطغى علينا فهناك احتمال كبير ألا ننجح، لذلك أعتقد أنه لا يجب أن نقع في هذا الخطأ، صراحة لم أشعر إذن بأي ضغط، وقلت في نفسي أنه مهما كانت المباراة صعبة، فلن يصيبني إلا ما كتبه الله لي.
هذه بداية حلم...
من الواضح أني كنت أرغب فعلا في الوصول إلى المنتخب الوطني، وقد أعلنت رغبتي جهرا، هذا طموح منطقي لأي لاعب محترف في كرة قدم، كنت أنتظر هذا الوقت منذ مدة طويلة، اللعب في المنتخب الوطني يعتبر فخرا كبيرا بالنسبة إلي، هذا إذا لم يطرأ أي جديد فيما بعد، أكيد أني سأكون متأسفا كثيرا، ولو أني سأقول أنها لن تكون نهاية العالم، لكن أفضل أن أفكر بطريقة إيجابية حتى آخر دقيقة.
هل تلقيت اتصالات من زملائك السابقين في نادي أوكسير على غرار يبدة وجبور بعد اتصال بن شيخة؟
لا، منذ افتراقنا من نادي أوكسير لم نبق على اتصال دائم، رفيق توجه إلى اليونان وحسان توجه إلى اللعب في البرتغال، لم نر بعضنا البعض منذ تلك الفترة، لكن عندما كنت في أوكسير كنت أحبهم كثيرا، وأنا سعيد لرؤيتهم وهم في هذه الحالة في الوقت الحالي، لم تتح لنا الفرصة للتحدث عبر الهاتف لأننا لم نحافظ على الاتصال منذ تلك الفترة.
المدرب بن شيخة جاء لرؤيتك لكن لسوء الحظ لم تكن محظوظا على الجهة اليسرى مثلما اعتدت، بما أنه كان هناك ثلاثة لاعبين للمنافس كانوا يلعبون من جهتك، ما تعليقك؟
نعم، بالفعل، لقد كانت الأمور معقدة نوعا ما، لأننا عانينا كثيرا من الضغط، وهذا ما كان يؤثر علينا نحن المدافعين بالضرورة، من الواضح أنه كان هناك لاعبون كثر على الأجنحة، كان من الضروري أن نلعب بطريقة أفضل، لكن يجب أن نقتنع بأننا لعبنا أمام فريق قوي، وحاولنا قدر المستطاع تسيير الأوضاع.
هناك نقطة إيجابية على الأقل تخصك، ويتعلق الأمر بتغلبك في كل الصراعات الثنائية خلال مجريات اللقاء...
أجل، لقد سبق أن قلت أنه من الصعب أن يفرض المنافس منطقه علينا، ولو يكون أفضل منا من ناحية الضغط فبالضرورة سنجد أنفسنا متأخرين في هجمات المنافس الذي سيكون متقدما علينا نوعا ما، لذا كان من الضروري تسيير مثل هذه الأوضاع، لكن هنا لم نقم بعملنا على أكمل وجه.
لقد جربت حظك أيضا بتسديدة من بعيد، لكنها كانت ضعيفة نوعا ما، ما رأيك؟
نعم، في تلك اللقطة كنت في وضعية مناسبة للتسديد، فصوبت الكرة نحو المرمى، أردت أن أجسّد محاولتي...
بما أنك تلعب بالقدم اليمنى، لاحظنا أنك لم تكن مرتاحا كثيرا على الجهة اليسرى، هل تفضل اللعب على الجهة اليمنى لو يستدعيك المدرب بن شيخة للمنتخب الوطني؟
صحيح أن هناك مكانا فارغا من هذه الجهة، لكن حتى على الجهة اليسرى مع بريست ليس هناك أي مشكل بشكل عام، ليس لدي أي مشكل في اللعب على الجهة اليسرى أو اليمنى، خاصة مع المنتخب الوطني الذي سأكون فيه تحت تصرف المدرب، القرار يعود إليه.
ماذا سيمثل لك انضمامك إلى المنتخب الوطني في حالة ما إذا تحقق في مراكش أمام المنتخب المغربي؟
لا أدري إن كنت أملك كلمات تعبر عن هذا الشرف، ببساطة سيكون ذلك أمرا عظيما بالنسبة إلي، لعب هذه المباراة التي يتمنى أي لاعب المشاركة فيها، إنه حلم حقيقي، لا أدري إن كنت سأتحصل على هذه الفرصة أم لا، لكن بمجرد أن أستدعى لهذا اللقاء أمام المغرب فهذا يعتبر أمرا خاصا للغاية، نحلم دائما بمثل هذه المباريات منذ صغر سننا، من جهتي مارست كرة القدم بفضل مثل هذه المباريات.
بن شيخة تحدث معك بعد نهاية المقابلة، حدثنا عن هذا اللقاء الذي جمعك به؟
لقد التقينا لبضع دقائق فقط بعد نهاية المواجهة، لقد جاء ليحدثني بعد خروجي من غرف تغيير الملابس داخل الملعب، تحدثنا بسرعة، وبما أن عائلتي كانت في انتظاري، خرجت مباشرة.
لكن، ماذا قال لك بالضبط؟
على كل، تلك كانت لربط الاتصال الأول فقط، لم تكن هناك أمور كثيرة تحدثنا عنها، بصراحة، ليس لدي ما أقوله بخصوص هذا الموضوع في الوقت الحالي.
نعتقد أن المدرب بن شيخة هو من طلب منك ألا تتحدث بخصوص هذا الموضوع، أليس كذلك؟
لا، أبدا، بكل صراحة، لم يقل شيئا من هذا القبيل، لقد سألني فقط عما إذا كنت جاهزا من الناحية البدنية والنفسية، وبماذا أشعر، وهل كل شيء يسير على أحسن ما يرام مع فريقي، وهل سأكون تحت التصرف..
هل ضرب لك موعدا للالتقاء بك مجددا؟
لا، لقد قال لي فقط أننا سنلتقي في تاريخ ما لنضرب موعدا، كان ذلك مجرد أول لقاء، لم يقل أي شيء يمكنني أن أستقي منه معلومة تجعلني أتأكد أني سأكون في المنتخب الوطني، أشار أنه من الممكن خلال خطابه، لكنه لم يؤكد لي أي شيء في هذا الموضوع.
هل تحدث معك على الأقل بخصوص مباراتك أمام مرسيليا؟
نعم، لقد تحدث معي بخصوص المواجهة، وفيما يتعلق بإصابة اللاعب القنطري، باعتبار أن أحمد كان إلى جانبنا وتحدثنا سويا أيضا عن لقاء مراكش، قال لي:" لدينا كل الحظوظ"، مثلما سبق وأن قلت، فقد كان ذاك اللقاء سريعا، وقبل أن أغادر أكد لي أننا سنبقى على اتصال دائم في الهاتف.
ماذا كانت إجابتك بخصوص سؤاله عما إذا ستكون تحت التصرف؟
عموما، لقد قلت له أني كنت دائما تحت تصرف الجزائر (يضحك).
- ما هي أمنيتك بعد هذا الاتصال الأول؟
تمنياتي هي أن تكون عدة اتصالات أخرى تقودني إلى المنتخب الوطني.
- بكل صراحة ابراهيم، كيف شعرت عندما رأيت بن شيخة يدخل إلى غرف تغيير الملابس وهو الذي قدم خصيصا لأجلك؟
في البداية بمجرد رؤيته إلى جانبي يعتبر حدثا كبيرا بالنسبة لي ويشرّفني كثيرا، فقد قال لي أنا قادم ووفّى بذلك وتنقل إليّ، وعندما صافحته شعرت باطمئنان كبير باتجاهه من أول مرة، وبمجرد قوله لي أنه يريد الحديث مباشرة مع اللاعبين فإن ذلك أعجبني كثيرا وأفرحني في حقيقة الأمر وشعرت بأنه شخص صريح ونزيه في نفس الوقت، وتفاجأت كثيرا لذلك بكل صراحة.
- ربما أحرجك بقدومه بعض الشيء، أليس كذلك؟
لا ليس بأتم معنى الكلمة، بل الوضعية التي كنت فيها لأنني كنت أمام بعض الزملاء والمسيّرين وذلك لم يرحْني كثيرا، وأضف إلى ذلك أنه ليس كل يوم يأتي إليك الناخب الوطني الوطني الجزائري خصيصا لأجل الحديث معك، وهذا حقا أمر أعتز به وأفتخر كثيرا بذلك.
- لما جاء المدرب بن شيخة لرؤيتك وطلب منك إن كنت جاهزا، فهذا يعني أن هناك أمرا إيجابيا ولم يتنقل لأجل التنقل فقط؟
نعم بالتأكيد، وإلا لما تنقل إلى غاية عندي، في أول اتصال تحدثنا مطولا وبكل صراحة، وهذا ما أراحني كثيرا وأظل أكررها أنا أتشرّف كثيرا بذلك وحتى لا أخفي عليك الآن يجب انتظار ما هو قادم.
- نتصور حينها أنك قمت بالاتصال بأفراد عائلتك، أليس كذلك؟
لا في هذه المرة كانوا معي وإلى جانبي، لقد تابعوا من بعيد حديثي مع المدرب الوطني عبد الحق بن شيخة ولم يكن لدي ما أرويه لهم لأنهم فهموا كل شيء. (يضحك).
- هل تضع في ذهنك بأنك ستكون متواجدًا وتشارك في مباراة مراكش؟
لا أدري بالضبط، لكن الأكيد أنني أريد أن أكون في مراكش وأتواجد إلى جانب رفاقي في المنتخب الوطني مثل أي لاعب جزائري غيور على بلاده، ولا أعتقد أن هناك لاعبا لا يتمنى التواجد في مباراة من حجم تلك التي ستجمع الخضر مع المنتخب المغربي، ولكن يجب الانتظار وعدم استباق الأمور وقلت لك من قبل أنه بمجرد أن هناك أول اتصال وحديث مع المدرب مباشرة، فهذا أمر إيجابي بالنسبة لي وكل شيء يبقى مرتبطا بالمكتوب.
- إنه لشرف كبير أن تتلقى الدعوة للتواجد في المنتخب الوطني، هذا ما من شأنه أيضا أن يغيّر بعض الأشياء بالنسبة لوضعيتك في فريقك، ما رأيك؟
نعم بطبيعة الحال، فلما تكون لاعبا دوليا فهذا يمنح لك صورة أخرى في ناديك ويفتح لك طريقا جديدا في مشوارك الكروي، وبالنسبة لي قبل كل شيء أنا أفتخر كثيرا كوني لاعبا دوليا في المنتخب الجزائري وبالقميص الوطني الذي أحمله في قلبي، وهذا يشرّف أيضا كل عائلتي وأقربائي، ولطالما تابعنا مباريات المنتخب الوطني سويا منذ أن كنت طفلا صغيرا، وبمجرد أن تعلم بأن الناخب الوطني مهتم بضمك إلى صفوف المنتخب فهذا أمر رائع جدا، ولا يمكن أن يتصوره العقل بل هو حلم الطفولة يقترب من التحقق إن شاء الله، فهذا شرف كبير وأقولها للمرة الألف أنا أفتخر بذلك.
- رفاقك في "براست" تحدثوا معك من دون شك بعدما شاهدوا المدرب بن شيخة في الملعب وهو الذي تنقل خصيصا لأجلك، ما قولك؟
نعم لقد شاهدوه وقالوا لي: "منذ مدة طويلة وأنت تزعجنا بحديثك عن حلمك وهل سيتحقق أم لا باللعب في المنتخب الجزائري"، وبعد ذلك تحدثت أيضا مع القنطاري الذي أكد لي أنه متحسر كثيرا للإصابة التي تعرض لها والتي ستبعده عن المباراة المقبلة بين المنتخب الوطني والمنتخب المغربي الذي يعتبر القنطاري من العناصر الأساسية فيه، لكنه رسميا لن يكون متواجدا يوم 4 جوان وكان يتمنى أن نواجه بعضنا البعض في ملعب مراكش، لكن لن يحدث ذلك بسبب إصابته وهو الذي يوجد في وضعية صعبة ومعنوياته منحطة، وهو الذي كان يولي أهمية قصوى لهذا الموعد من أجل التواجد مع منتخب بلاده ومساعدته في تحقيق نتيجة إيجابية، وهذا حق مشروع بالنسبة له كلاعب في المنتخب المغربي.
ما الذي يحتفظ به القنطاري من مواجهة عنابة؟
الجمهور. لقد قال لي أن الأمر مذهل فعلا.
وهل تحدث معكم مدربكم في بريست عن هذا الموضوع؟
لا، الآن بعد هذه الهزيمة أصبحت أولويته كيف يعيد الأمور إلى نصابها في الفريق، وأكد علينا بضرورة استرجاع ثقتنا للتحضير للمواجهة المقبلة أمام ليون، هذا هو الأهم.
ما رأيك في قضية الحصص على مستوى الاتحادية الفرنسية؟
أن تقول لأطفال في 11-12 سنة أنهم سيخضعون لتمييز عرقي أو حتى تقوم به معهم دون أن يشعروا بذلك فهو فعلا أمر مشين، ولا معنى له، الشبان يأتون إلى الملعب فقط من أجل اللعب والحلم قليلا، أعضاء الاتحادية الفرنسية نسوا بسرعة أنه في 1998 فرنسا فازت بكأس العالم وحققت إنجازا عظيما بفضل لاعبين مزدوجي الجنسية من أمثال دوساييه، زيدان، كارومبو، تيري هنري تورام والآخرين، وبفضلهم خرج الملايين من الفرنسيين متحدين إلى الشوارع، معبرين عن فخرهم لتحولهم أخيرا الى أبطال للعالم، ونفس اللاعبين أيضا فازوا بكأس أمم أوروبا بعد سنتين، ولو كان التمييز الذي يتحدثون عنه في الاتحادية الفرنسية موجود من قبل لمّا كانوا يبلغون من العمر 11 سنة لمّا حققوا هذه الانجازات.
هم يأخذون كمثال المنتخب الإسباني، ويريدون تحقيق نتائج مماثلة؟
نعم هذا صحيح، نحن نسمع مثل هذا الحديث، لكن في إسبانيا لديهم برشلونة التي تعتبر مدرسة خاصة للغاية، لكن يجب أن نفهم أن الإسبان أصبحوا الأفضل فقط بعد 2008 و2010، وقبلها لم يسبق لهم الفوز بأي شيء، فرنسا لم يكن لديها مثل هذا المشكل، وكل شيء كان يسير على ما يرام، وبالتالي من غير المقبول الحديث عن "الحصص" لأطفال يبلغون 12 سنة.
هل شعرت أنك جرحت بسبب ما قاله لوران بلان؟
صحيح أنه قال أشياء لا يحتمل أي شخص سماعها، لكن أعتقد أنه عبّر عن نفسه بطريقة خاطئة، لأننا نسمعه يقول خلال هذا الاجتماع أنه لا يزعجه تواجد 11 لاعبا أسود في تشكيلته الأساسية، أعتقد أنه أراد أن يقول أنه لا يجب تمييز الجانب البدني عن الجانب التقني لدى الشبان، وعندما تحدث عن الجانب البدني قاله بالحديث عن السود وهو أمر خاطئ فقط، لكن المشكل الحقيقي كان في الأشخاص الذين كانوا يحيطون به، وعندما نسمعهم يقولون أن الأمر يجب أن يبقى مخفيا، هنا نفهم أنهم يعرفون أن الأمر خاطئ، هنا شعرت أني جرحت شخصيا.
ما الذي يمكن أن نتمناه لك في بداية شهر ماي من سنة 2011؟
أولا تحقيق البقاء مع فريقي في حظيرة الدرجة الأولى، وأيضا استدعاء إلى المنتخب الوطني، هذا الأمر سيجعلني فخورًا بنفسي فعلا، وأتمنى أن تسير الأمور على ما يرام فيما يخص مسيرتي الكروية، دون أن ننسى دوام الصحة والكثير من السعادة للجميع.
إذن موعدنا في مراكش..
(يضحك) لمَ لا، أتمنى ذلك إن شاء الله.
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)