فتيات يكتسحن مجال الفلاحة وجني المحاصيل خلفا للرجال

تعرف منطقة المتيجة غرب العاصمة إقبالا كبيرا من الفتيات ممن دخلن مهنة الفلاحة، بعدما كانت مقتصرة على الرجال فقط، حيث تعرف بعض المستثمرات الفلاحية نشاطا نسويا بامتياز، بحثا عن مصدر رزق، ليصبح جني الثمار والمحاصيل مهنة بديلة، فضلا عن كونها وسيلة للترفيه وقضاء وقت ممتع في أحضان الطبيعة.في ظاهرة جديدة من نوعها وبالأخص في المدن الكبرى، نجد العديد من الفتيات والشابات وهن مرتديات زيّ العمل الفلاحي والمتمثل من بدلة وقبعة وقفازات، بغية جني المحاصيل الزراعية وبالأخص الثمار والفواكه، خاصة وأن هذا القطاع يشكو نقصا في اليد العاملة، ليصبح هذا العمل الذي كان حكرا على الرجال من نصيب النساء أيضا، بعدما يئسن من الظفر بمناصب شغل دائمة، وفي هذا الإطار وقفت ”الفجر” على بعض المستثمرات الفلاحية غرب العاصمة كمنطقة تسالة المرجة وسيدي عبد الله وبئر التوتة، أين عرفت إقبالا كبيرا من طرف الفتيات وهن حاملات الصناديق والفأس وغيرها من الأدوات التي تدخل في إطار جني المحاصيل في جو ملؤه الفرح والغبطة لا لشيء وإنما لتمضية بعض الوقت وربح بعض المال.فتيات حاملات شعار ”الفلاحة ولا الراحة”ولمعرفة الكثير حول الموضوع اقتربنا من إحداهن بغية معرفة سبب إقبالهن على هذا العمل الشاق، خاصة وأنهن في مقتبل العمر، لتكون إجابة الأغلبية لا شيء يصعب علينا فنحن قادرات على العمل في جميع المجالات، مشيرات إلى أن أغلب مالكي وأصحاب المستثمرات الفلاحية يشتكون من نقص اليد العاملة، الأمر الذي فتح المجال لهؤلاء بالعمل في هذا المجال، عن طريق توفير جميع الشروط اللازمة لذلك، من وسيلة نقل وأخرى لضمان مردوية جيدة.وعن طبيعة العمل تضيف حياة قاطنة بسيدي عبد الله أن هذا العمل يتطلب الاستيقاظ باكرا من النوم وبالضبط على الساعة الخامسة صباحا، قبل بزوغ أشعة الشمس، مشيرة إلى أنهن ينقسمن إلى أفواج كل فوج مسؤول عن جهة ونشاط معين، فمنهن من يتكفلن بالجني وأخريات يقمن بتصفيفها وترتيبها في الصناديق، فيما تتولى الأفواج الأخرى عملية الحساب والجرد.وأخريات اعتبرنها وسيلة لقضاء وقت مميزمن جهة أخرى، اعتبرت بعض الفتيات وسيلة لتمضية الوقت وقضاء عطلة صيفية في شكل مغاير، حيث فضلت بعضهن أحضان الطبيعة والتمتع بنسيم الهواء النقي بعيدا عن ضوضاء المدن واكتظاظ الشواطئ، ليتجسد المثل القائل وهو ضرب عصفورين بحجر واحد ألا وهو ربح المال وتمضية وقت ممتع في جو حميمي وممارسة بعض النشاطات اليدوية كالكروشي والشبيكة والبرودي وغيرها من الأمور.