الجزائر - A la une


فت٫اوى
رمضان على الأبواب، فكيف يستقبله المؤمن على علم وبصيرة؟قال الله تعالى: {يَا أيهَا الذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمْ الصيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلكُمْ تَتقُون} البقرة:183، وقال سبحانه وتعالى: {شَهْرُ رَمَضَانَ الذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلناسِ وَبَينَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَان فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمْ الشهْرَ فَلْيَصُمْهُ} البقرة:185.وفي هذه الآيات وجوب فرضية صوم رمضان شهر القرآن شهر الرحمة والمغفرة والعتق من النيران، كما أنه ركن من أركان الإسلام، فقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: “بُني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان وحج البيت” أخرجه البخاري ومسلم.وعن طلحة بن عبيد رضي الله عنه أن أعرابيًا جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ثائر الرأس فقال: يا رسول الله أخبرني ما فرض الله علي؟ قال: “الصلوات الخمس إلا أن تتطوع شيئًا”، فقال: أخبرني ماذا فرض الله علي من الصيام؟ فقال: “شهر رمضان إلا أن تتطوع شيئًا”. أخرجه البخاري ومسلم. والصوم الشرعي هو الإمساك عن المفطرات من الطعام والشراب والوقاع بنية من طلوع الفجر إلى غروب الشمس، ثم يُباح ذلك كله طوال الليل، قال تعالى: {وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتى يَتَبَينَ لَكُمْ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُم أتِموا الصيَام إِلَى الليْلِ} البقرة: 187. لما نزلت هذه الآية عمد أحد الصحابة وهو عدي بن حاتم إلى عقال أسود وإلى عقال أبيض فجعلهما تحت وسادته فجعل ينظر في الليل فلا يتبين له، فغدَا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر ذلك كله فقال: “إنما ذلك سواد الليل وبياض النهار” أخرجه البخاري ومسلم.ولذلك يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي ترويه عائشة رضي الله عنها: “إذا أقبل الليل من هاهنا وأدبر النهار من هاهنا، وغربت الشمس فقد أفطر الصائم” أخرجه البخاري ومسلم.كما أن تبييت النية في صيام الفرض لازم لقول الرسول صلى الله عليه وسلم: “مَن لم يُبيت الصيام فلا صيام له” أخرجه البخاري.وتكون النية بعزم القلب ليلاً على الصوم غدًا أو بالتسحر، وقد ذهب العلماء إلى أنه تكفي نية واحدة من أجل صيام رمضان كله، إلا إذا قطع العبد صومه وأفطر بسبب الحيض أو السفر أو غير ذلك مما يبيح الفطر، فإنه يلزمه تجديد النية متَى أراد الصوم. وللصوم معان عظيمة وكثيرة لا تنحصر في الامتناع عن المفطرات المادية وحسب، بل تتعداها إلى ما يُحقق الاستقامة الروحية، قال: “والصيام جُنة، فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يجهل ولا يصخب، وإن امرؤ قاتله أو شاتمه فليقل إني صائم مرتين” أخرجه البخاري ومسلم. فعلى الصائم أن يتخذ صومه حِصنًا منيعًا من الشيطان وخطواته، وجُنة ووقاية تقيه الذنوب والمعاصي والسيئ من الكلام والأفعال، وأفضل دليل على هذا قوله صلى الله عليه وسلم: “مَن لم يدَع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه” أخرجه البخاري. إذًا، ما معنى التقوى في آخر آية فرض الصيام إن لم يحرص الصائم على ترويض نفسه وذاته على الخير والطاعة؟ قال سبحانه وتعالى: {يَا أُيهَا الذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمْ الصيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلكُمْ تَتقُونَ} البقرة:183. ومن أفضل الأعمال في رمضان: كثرة تلاوة القرآن والصدقة، روى ابن عباس رضي الله عنهما قال: “كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل، وكان جبريل يلقاه كل ليلة في رمضان حتى ينسلخ يعرض عليه النبي القرآن، فإذا لقيه جبريل كان أجود بالخير من الريح المُرسلة” أخرجه البخاري ومسلم.
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)