الجزائر - A la une

"فايسبوك" لا يؤثر كثيرا في قناعة المواطنين بالانتخابات



* email
* facebook
* a href="https://twitter.com/home'status="فايسبوك" لا يؤثر كثيرا في قناعة المواطنين بالانتخاباتhttps://www.el-massa.com/dz/index.php/component/k2/item/70003" class="popup" twitter
* a href="https://www.linkedin.com/shareArticle'mini=true&url=https://www.el-massa.com/dz/index.php/component/k2/item/70003&title="فايسبوك" لا يؤثر كثيرا في قناعة المواطنين بالانتخابات" class="popup" linkedin
أكد البروفيسور عبد السلام بن زاوي، مدير المدرسة العليا للصحافة بأن وسائل التواصل الاجتماعي وخاصة الفايسبوك "لا تؤثر كثيرا" في تغيير قناعة المواطنين الجزائريين بخصوص موضوع المشاركة في الانتخابات الرئاسية القادمة أو مقاطعتها، موضحا بأن درجة تأثير الفايسبوك على الجزائريين تراجعت في المدة الأخيرة، حيث أصبح المواطن واعيا بكثرة الإشاعات والأخبار المغلوطة التي يمكن لأي شخص نشرها. في المقابل يرى بن زاوي، أن التنشئة الاجتماعية، العائلة، الشارع والمحيط الذي ينمو فيه الشخص تبقى تشكل العامل الأكثر تأثيرا في تكوين المواطنة والوعي السياسي، "وهي العوامل التي تحدد خياراته بخصوص الانتخابات".
استبعد الأستاذ بن زاوي، أن يكون لمواقع التواصل الاجتماعي وخاصة الفايسبوك الذي يعد الموقع الأكثر استعمالا في الجزائر، تأثيرا على تغيير موقف الجزائريين حيال الانتخابات الرئاسية المزمع تنظيمها في 12 ديسمبر المقبل، حيث أوضح في تصريح صحفي على هامش الندوة التي نشطها حول موضوع "الرهانات العالمية لوسائل الاعلام، أي تحدي بالنسبة للجزائر" بمناسبة افتتاح السنة الجامعية بالمدرسة العليا للصحافة بالعاصمة، أن نسبة المشاركة في الانتخابات الرئاسية المقبلة لا يمكن أن تتأثر بما يروج له على مواقع التواصل الاجتماعي التي تدعو "للمقاطعة"، مضيفا بالقول "حسب رأيي الشخصي وفي ظل غياب دراسات دقيقة، فإن المواطن بات يميز بين الأخبار التي تنشر على هذه المواقع ولم يعد يصدق كل ما يقرأه بسبب كثرة الإشاعات.."، قبل أن يضيف "كما أن مجتمعنا يبقى مجتمعا تقليديا، وليس كل الناس يستعملون الفايسبوك، فهناك كبار السن الذين لا يتقنون القراءة ولا يتقنون الوسائل التكنولوجية وأيضا بعض المناطق النائية التي لا توجد بها أنترنيت، وبالتالي فإن الاطلاع على ما ينشر في الفايسبوك لا يزال محدودا".
وأشار البروفيسور إلى أن التجربة بيّنت أن المواطن الجزائري لا يتأثر بوسائل الإعلام بما فيها مواقع التواصل الاجتماعي، بقدر ما يتأثر بمحيطه المباشر من الأسرة التي يتربى فيها والحي والشارع، وهي العوامل التي تصقل شخصيته على مدار السنين وتسمح بتكوين شخصيته ووعيه، "وبالتالي فإن الحديث والخطاب المباشر هو الأكثر تأثيرا وتجنيدا للناس".
وإذ اعترف المختص في الاعلام والاتصال بالدور الذي لعبته مواقع التواصل الاجتماعي في بعض الدول التي عاشت ثورات أو ما يعرف ب«الربيع العربي"، أشار في المقابل إلى أن ما حدث في هذه البلدان يختلف تماما عن ما يحدث في الجزائر، "حيث أن هذه الثورات العربية تمكنت من تجنيد الناس عن طريق الفايسبوك، لأن هؤلاء الناس كانت لهم دوافع مشتركة وكانوا يرغبون في التجند لمواجهة الأوضاع التي كانوا يعيشونها غير أن الوضع مختلف في الجزائر، والفايسبوك لا يؤثر كثيرا ولا يستطيع تغيير قناعات وأفكار الناس".
غير أن المتحدث لم يستصغر تأثير وسائل الإعلام عموما سواء كانت كلاسيكية أو حديثة على المجتمع، حيث شدد على ضرورة تحصين المجتمع ليكتسب مناعة ووعيا يمكنانه من التفريق بين الحقيقة والإشاعة في البرامج والمحتويات التي يقرأها أو يشاهدها، مشيرا إلى أن "المشكل في بلادنا حاليا هو غياب منتوجات إعلامية محلية، باعتبار أن كل المحتويات الإعلامية من طريقة تقديم الأخبار، الأفلام، السينما وغيرها من الرسائل في مختلف المجالات مستوردة ولا يزال قطاع الاعلام في الجزائر مستهلكا فقط وليس منتجا".
واعتبر البروفيسور بن زاوي، في هذا الصدد بأن الإعلام في الجزائر يستورد المحتويات وطرق بثها ونشرها من الدول الغربية كفرنسا وبعض الدول العربية كالخليج وخاصة الشرق الأوسط، وهي البرامج التي تؤثر حسبه أكثر في الجزائريين "لأن وسائل إعلامها تخاطب الأحاسيس باللعب على بعض الأوتار كالدين واللغة بوعاء حضاري". وألح في هذا الإطار على ضرورة التوجه نحو إنتاج مواد إعلامية محلية تتماشى مع الهوية الجزائرية، للحفاظ على الأمة "حتى لا تذوب ولا تندثر ولا تفقد هويتها في التأثر بالمواد الإعلامية الأجنبية".
وفي سياق حديثه عن تحديات الجزائر في ظل الرهانات العالمية لوسائل الاعلام، أشار المتحدث إلى أن الجزائر تواجه ثلاثة مشاكل تكبح تطورها الإعلامي أبرزها مشكل عدم إنتاج المحتويات والاكتفاء بالاستهلاك فقط، مشكل نقص المعرفة والبحث العلمي، وبعض المشاكل التقنية التي تتطلب تحسين خدمات الأنترنيت وتوسيع التغطية.
ودعا في هذا الخصوص إلى إعادة النظر في الحقل الإعلامي ككل، خاصة ما تعلق بمجال السمعي البصري، لتفادي بعض الأخطاء التي يعرفها الاعلام الوطني في "القطاع الخاص" الذي لا يزال، حسبه بحاجة إلى تأطير لتجسيد المصداقية وأخلاقيات المهنة بعيدا عن التشهير والمساس بالغير.
في سياق متصل أكد البروفيسور، على أن الاعلام العمومي مدعو لأن يلعب دورا في تصحيح هذه الاختلالات "لأن من المفروض هو من يدفع بالقطاع الخاص إلى تحسين المستوى، مثلما يحدث في الدول المتطورة الرائدة في هذا المجال، حيث يدفع القطاع العمومي، القطاع الخاص الى الاحترافية والمصداقية عن طريق المنافسة"، وذكر في هذا الشأن مثال قناة "بي بي سي" في بريطانيا والقنوات الفرنسية التي تمكنت بفضل موضوعيتها ومصداقيتها وتمسكها بمبدأ الخدمة العمومية من جعل القطاع الخاص الذي يبقى هدفه تجاري، يبتعد عن الإثارة وينافسها في تقديم محتويات تحترم أخلاقيات المهنة.
وعرف انطلاق السنة الجامعية بالمدرسة العليا للصحافة أمس، تكريم أستاذين أحدهما تم ترقيته إلى رتبة بروفيسور، فضلا عن 3 طالبات تفوقنّ في مسابقة الماستر، و3 طالبات من المتفوقات الأوائل في السنة الأولى ليسانس خلال السنة الجامعية 2018 / 2019.
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)