الجزائر - A la une

فاقد الشيء لا يعطيه يا سلال



فاقد الشيء لا يعطيه يا سلال
ماذا سيحمل زعماء الأحزاب والجمعيات من أفكار جديدة إلى الوزير الأول خلال المشاورات التي يجريها هذه الأيام، تحضيرا لتعديل الدستور في الأسابيع المقبلة؟
وأي أفكار جديدة سيطرحها هؤلاء غير تلك التي تم تقديمها قبل السنة الماضية أمام لجنة المشاورات برئاسة الجمهورية التي ترأسها عبد القادر بن صالح؟ مع أن هذه المشاورات لم تظهر إلى الساحة ولم نلمس أثرها لا في الانتخابات البرلمانية ولا في أسلوب تسيير المؤسسات.
فكل ما جد على الساحة من ذلك الحين هو إغراق الساحة بأحزاب جديدة أدت إلى تمييع الساحة السياسية أكثر وصعلكت الفعل السياسي وجردته من رسالته!؟
وهل هذه الأحزاب على تعددها وتنوعها تحمل أصلا أفكارا جديدة ونظرة واضحة حول تسيير الدولة ومؤسساتها، فغالبيتها لا تمتلك برامج أصلا، فمن أين لها أن تأتي بأفكار لتطرحها على الوزير الأول ومن أين لها أن تثري الدستور؟
هب أن أحزابا مثل حزب العمال والأحزاب الإسلامية أو جبهة القوى الاشتراكية، ستطرح على الوزير الأول فكرة الذهاب إلى مجلس تأسيسي وصياغة دستور جديد، مثلما كانت تطالب به منذ سنوات لويزة حنون وكذلك آيت أحمد، ومثلما يطالب به اليوم الإسلاميون أيضا وهم يرون ما حققه أشقاؤهم في ”النهضة” التونسية و”الحرية والعدالة” في مصر، حيث فرض هذان الحزبان مشروعيهما في كتابة الدستورين المصري والتونسي، الأمر الذي قضى على كل آمال القوى التقدمية، وقضى على كل فكر عصري في هذين المشروعين؟
فحتما سيناضل كل من جاب الله وأبو جرة سلطاني وغيرهما من الزعماء الإسلاميين لإقناع السلطة بالذهاب إلى مجلس تأسيسي، ويحاولون افتكاك مكاسب جديدة. لكن يبقى هذا النقاش محصورا في طبقة سياسية غير تمثيلية، وتقصى منه النخبة التي لو استشيرت وتمكنت من طرح أفكارها ووجهة نظرها فيما يتعلق بالدستور لصنعت الاختلاف، ولربما أثرت بجد مشروع الدستور الذي كلف الوزير الأول بالإشراف على تعديله.
كان على الوزير الأول ألا يبقي هذا النقاش ”سريا” بينه وبين الشخصيات التي سيستضيفها دوريا في قصر الحكومة للمشورة قبيل إعلان التعديل. وكان الأجدر به أن يفتح نقاشا واسعا إعلاميا وجماهيريا حول هذا المشروع. ولنا في تجربة دستور 76 خير دليل، عندما طرح المشروع للمناقشة الواسعة. فلماذا لا نستلهم من تجارب الماضي مع أنها كانت رائدة كفعل ديمقراطي؟ لأن مناقشة الدستور تعني الجميع وليست الأحزاب وحدها المعنية بذلك، خاصة في هذه الفترة التي تشهد عزوفا عن الأحزاب السياسية التي لم تعد تستقطب النخب.
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)