الجزائر

غياب قنوات النشر و التوزيع سبب في تأخر البحوث الأثرية




غياب قنوات النشر و التوزيع سبب في تأخر البحوث الأثرية
تمتلك الجزائر و كغيرها من الدول، رصيدا أثريا يعود لعصور ما قبل التاريخ، و ما زالت هذه الآثار شاهدة على الكثير من الحضارات التي مرة بها الجزائر، و الكثير منها نالت اهتمام الباحثين و الدارسين، بالإجراء العديد من الدراسات بخصوصها، لكن ما يتأسف له الكثير من الباحثين أن هذه البحوث لم تلقى اهتمام المسؤولين في نشرها و توثيقها في دوريات أو كتب يستفيد منها الطلبة و المهتمين مستقبلا، حيث بقيت هذه الأعمال حبيسة أدراج المعاهد و الجامعات، و مكتبات الباحثين، و لمعرفة أراء الأساتذة و الباحثين بهذا الخصوص ارتأت الجزائر الجديدة الاتصال ببعض الباحثين و رصدت أرائهم في ذلك.
الدكتور محمد البشير شنيتي
نحن لانمتلك دوريات مختصة
يرى الدكتور محمد البشير شنيتي أن نشر الثقافة التراثية كتابيا أمر مهم وضروري، حتى لا تبقى هذه الثقافة منحصرة فقط في المتاحف و الملتقيات التي هي حكرا على النخبة، لهذا يقول المتحدث من الضروري إنشاء مجلات مختصة في هذا المجال، تأتي في شكل دوائر معارف تبسط فيها المعلومة والمادة التراثية، و تكون منظمة تنظيما محكما، يستطيع أي كان أن يصل إليها سواء كان مهتما أو قارئا عاديا، مشيرا في الوقت ذاته أن مثل هذه المعارف يفتقرون إليها كباحثين، وقال بهذا الخصوص" هذه الوسيلة العلمية نحن نفتقر إليها ، ليس لدينا دائرة معارف علمية جزائرية، و هذا ليس باستطاعة الجامعة بل هي قضية وطنية، ينبغي أن يتفطن لها المسئولين المعنيين"، و بهذا الخصوص دعا المتحدث المؤسسات المعنية بما فيهم وزارة الثقافة اهتمام أكثر بهذا المجال و بمثل هذه الدوائر التي توفر معلومات يحتاج إليها الطالب و الباحث و المثقف و تمثل بنك للمادة المعرفية، مؤكدا أن كانت له محاولات لإنجاز مثل هذه المشاريع لكنها يقول المتحدث باء بالفشل و لم يتحصل على الموافقة من طرف الجهات المعنية، و أكد شنيتى في حديثه أن الباحث الجزائري يواكب نظيره في الدول الأخرى لكن ما ينقصه هو غياب قنوات التي يمكن من خلالها إيصال بحوثه و نتائجها للأخر، في سياق أخر تحدث الدكتور شنيتي عن وسائل الإعلام و التي لا يزال اهتمامها منصبا في اتجاهات أخرى و بمواضيع آنية، مشيرا إلى دورها في توعية الرأي العام لمثل هذه الأعمال التي تشكل بشكل أو بأخر الهوية الوطنية. أما فيما يتعلق بدور النشر فقد أشار المتحدث إلى أن معظمها دور خاصة تجارية تبحث عن الفائدة، و أن المطبوعات التي ينشرها المعهد أو أي باحث بعيدة عن اهتماماتهم ، هذا إلى جانب أن طبعها و إخراجها يتطلب أموال طائلة لأنها تضم صور رقمية عالية الجودة تتطلب طباعة جيدة، كما أن لغة البحث و المعرفة المدونة بها هي لغة علمية خاصة فهي بذلك ليست موجهة للقراء بصفة عامة.
الدكتورعبد الكريم عزوق
أزمتنا في عدم نشر البحوث العلمية
أكد عبد الكريم عزوق أن مشكل طبع الأعمال و البحوث التي يتوصل إليها المختصون ،و نشرها، تعد مشكل آخر من المشاكل التي يواجها معهد الآثار، و يقول المتحدث أن هناك مجلة سنوية يصدرها المعهد تحمل عنوان "الآثار"، و هي مجلة علمية متخصصة مفتوحة لكل الباحثين الجزائريين، لكنها غير كافية يقول المتحدث لجمع كل الأعمال الذي يقوم بها الباحثين و الطلبة المتخرجين، لذلك يضيف المتحدث أنه يطمح إلى إنشاء مجلة دولية محكمة، و هذا مطلب يقول المتحدث يشترك فيه كل الباحثين و المختصين في مجال الآثار، و ذلك من أجل تسويق المنتوج الأثري خارج الجزائر، وليطلع عليه الباحثين في مختلف أنحاء العالم، كما يمكن اعتبارها فرصة إشهارية للبحوث الجزائرية و حتى إشهار لسياحة و تكون أيضا مصدر من مصادر الباحثين الأجانب، لان حسبه هذا تراث عالمي تشترك فيه الإنسانية، مردفا قوله " صحيح هو تاريخنا و تراثنا و لكن ليس ملكنا لوحدنا بل هو ملك للإنسانية جمعاء".
الدكتورة يسمينة شايد سعودي
نعاني من أزمة مركبة تشمل التوثيقوالنشروالتوزيع
أكدت الباحثة يسمينة سعودي على المشكل الذي يواجههم كباحثين و مهتمين بعلم الآثار، و اعتبرت مشكل التوثيق و النشر و التوزيع من أهم المشاكل، و قالت بهذا الخصوص أنها عملت رفقت مجموعة من الباحثات على تأسيس "مجلة إكوزيوم" و هي مجلة أكاديمية تعنى بقوانين النشر و تجمع بين باحثين من داخل الوطن و من خارجه، و ذلك من أجل تغطية الفراغ الذي يعرفه هذا المجال، و أشارت إلى أن مجلة" الآثار" التي يصدرها المعهد سنويا هي متفاوتة القيمة الأكاديمية ،و العلمية لكنها في تحسن مستمر، تجمع ضمنها نتائج البحوث التي تقام بالمعهد، و ما يتم اكتشافه خلال الحفريات، هذا إلى جانب نشر المداخلات التي تتم في الملتقيات التي ينظمها المعهد.
الدكتور عبد المالك سلاطنة
تفعيل الآليات النشر وتطوير دور المتاحف
الدكتور عبد المالك سلاطنة و في رده عن تساؤلاتنا، دعا الباحثين و المسؤولين إلى ضرورة الحفاظ على تراث ثورة نوفمبر، الذي تكتنز تراثا ماديا و آخر معنويا، و ذلك يقول المتحدث حتى يترك للجيل القادم من الباحثين لدارسة هذا التراث الذي نعتبره نحن اليوم كالتاريخ، و حتى تتم مثل هذه الدراسات لابد أن يجد هؤلاء مادة علمية يرتكزون عليها في بحوثهم، و هنا يقول المتحدث يكمن دور التوثيق، و نشر كل ما يكتب و يقدم في هذا المجال، مضيفا أن حماية هذا تراث سواء بالنشر، أو حفظه في المتاحف وفق شروط علمية محمية و فق قوانين معمول بها، ما هو إلا حفاظ على التراث المادي للثورة و بالتالي حفاظ لذاكرة و هوية الأمة، مشيرا إلى أن حماية تراث هو واجب وطني ليس فقط على الباحث بل هو واجب يشترك فيه الجميع.
نسرين أحمد زواوي
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)