الجزائر - A la une

غياب سياسة ثقافية واضحة تجعل من المواقع الأثرية والمتاحف مجرد إدارات


غياب سياسة ثقافية واضحة تجعل من المواقع الأثرية والمتاحف مجرد إدارات
غريب هو أمر وزارة الثقافة، كيف نتكلم عن بعث قطاع الثقافة من جديد، وأغلب المتاحف والمواقع الأثرية تغلق أبوابها على الساعة الرابعة زوالا، حتى يخيل لك أنك مقبل على إدارة.تسير أغلب المواقع الأثرية والمتاحف على المستوى الوطني، على وتيرة المؤسسات الإدارية، بحيث تغلق أبوابها على الساعة الرابعة زوالا، فمثلا الموقع الأثري لمدينة تيبازة يغلق أبوابه على الساعة الرابعة زوالا وأيضا المواقع الرومانية ”تيمقاد” و”جميلة”، ما يجعل الزائرين حائرين، مع العلم أن هذه المواقع لا تقدم اية معلومة للزوار قبل مجيئهم، لا تستحوذ على موقع إلكتروني ولا على ابسط من ذلك كصفحة على موقع الفايسبوك، حيث يمكن للزائر التعرف على الموقع المختار واوقات الافتتاح وأيضا الخدمات التي تقدم بالموقع، على غرار ما يعمل به في الدول التي تربط بين الثقافة والسياحة والتي تريد أن تجعل منها أحد أهم المصادر المالية.ولا تقتصر عملية غلق الأبواب على الساعة الرابعة زوالا على المواقع الأثرية فقط بل حتى المتاحف الجزائرية تغلق أبوابها في نفس التوقيت، باستثناء الأيام التي تحتضن فيها هذه الصراح الثقافية نشاطات، فمثلا متحف الباردو ومتحف الفنون الجميلة ومتحف المجاهد بالجزائر العاصمة، والذين يعدون من بين أهم المتاحف بالجزائر يغلقون أبوابهم على الساعة الرابعة.للإشارة، في جميع بلدان العالم، تفتح المتاحف والمواقع الأثرية أبوابها طوال ساعات النهار، خاصة في الفترة المسائية التي تعد أهم فترة للتنزه، والمتزامنة مع مغادرة العمال مناصب شغلهم وبداية وقت الترفيه، بحيث نجد خدمات متعددة متمثل في الإطعام وتخصيص أماكن للترفيه والتسلية والتنزه، كلها تدور حول الموقع الأثري أو المتحف.ومن هذه النقطة الجد هامة، والمتمثلة في غلق الأبواب على الساعة الرابعة زوالا، وانعدام أبسط الخدمات بالقرب من هذه المواقع الأثرية، نطرح بعض التساؤلات، كيف للوزارة أن تتكلم عن استثمار ثقافي مربوط بالاستثمار السياحي؟ في ظل غياب ابسط الإبجديات وأيضا تسيير هذه الأصراح الثقافية وكأنها إدارات، وإلى متى لا ننتهج سياسة تسويق ثقافي واضحة؟. وفي الأخير نشير أن ثقافة زيارة المتاحف والمواقع الأثرية تنعدم لدى أغلب الجزائريين، ولتشجيعها يجب إعادة النظر في طريقة تسيير وتنشيط هذه المواقع الأثرية والمتاحف، خاصة أن الزيارات المسجلة بمتاحف الجزائر تعد ضعيفة جدا، لدرجة أن مثلا متحف الباردو يعرفه الأجانب أكثر من الجزائريين.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)