الجزائر - A la une

غزوة بدر والثورة التحريرية جسدتا حرب الحق في مواجهة الباطل



غزوة بدر والثورة التحريرية جسدتا حرب الحق في مواجهة الباطل
أكد المتدخلون في الندوة العلمية حول البعد الإنساني والأخلاقي لحروب الحق، أمس، كغزوة بدر الكبرى والثورة التحريرية، التي تزامنت مع عيد استقلال الجزائر، على ضرورة إعادة النظر في تاريخنا الإسلامي والثوري بعد تشويه الثورة والمقاومة رغم ارتباطها بالدفاع عن الأرض واستغلال المغازي ومعارك الرسول عليه الصلاة والسلام في غير محلها من طرف جماعات إرهابية ونشر أفكار تعزز الإسلاموفوبيا بطرق هوليودية.في هذا الإطار قال بومدين بوزيدي مدير الثقافة الإسلامية بدار الإمام، أنه يتعين تقديم قراءة جوهرية وحقيقية للإسلام لمواجهة كل ما يلصق به من تشويهات تنشر وتبث عن طريق مختلف وسائل التواصل الاجتماعي لاسيما الفيديوهات عبر اليوتيوب، وإبراز الأبعاد الإنسانية والروحانية التي جاءت بها لمواجهة كل الأفكار الدخيلة والنحل الشاذة، ومن ذلك إبراز أن غزوة بدر كانت غزوة علم ومعرفة وخروج من الأمية والتخلف، وأن فتح مكة كان شعارها «اذهبوا فأنتم الطلقاء»، ما يؤكد أن الرسول كان رسول حرية لا قتل وهو ما يخالف الصور الهوليودية التي تبثها بعض الجماعات الإرهابية من قتل باسم الإسلام.من جانبه، قال المجاهد اللواء عبد السلام بوشارب، أن الحديث عن الثورة والاستقلال والاستعمار حديث يطول، غير أن خيار الثورة جاء بعد اليأس من كل الوسائل السلمية من تجمعات ومظاهرات، وتأكدوا بأن الاستعمار الفرنسي لم يرد أن يتعلم من التاريخ ويريد البقاء لأنه تلميذ بليد لا يستوعب الدروس ولا يفهم لغة الحوار والعتاب، والحل جاء من أفواه البنادق بالدخول في معارك ضارية يسقط فيها حوالي 557 شهيد يوميا قربانا، تسقى بها شجرة الحرية ما جعل منها ثورة القرن بلا منازع.وبخصوص الأبعاد الإنسانية للثورة الجزائرية أبدع المجاهد بلغته الراقية في وصفها، حيث أكد أنه لم يهن فيها للشعب عزم، لأنها ثورة إيمان وحرية وأمل باسم لمستقبل واعد يترسم الديمقراطية منهجا ونصرة الأحرار مسلكا، بالرغم من الثمن الكبير للحرية وجعلت العطاء والسخاء سمة فارزة لها بتقديم الملايين من خيرة أبنائها البواسل، فخلدت الأمل وجسّدت الأحلام اليوم بخوض معركة البناء التي يجب - حسبه - ربحها بالوحدة والعمل والارتقاء إلى مستوى الماضي العريق بجعل خصائصه كامنة في الشعب الجزائري.وبدوره تطرق جمال يحياوي، مدير البحث في الحركات التحررية والأستاذ الجامعي النقاط المشتركة والعبر بين المناسبتين في كون أن غزوة بدر والثورة التحريرية مثلتا الصراع الأبدي بين الحق والباطل، فالأولى كانت فاصلة بين الرسالة المحمدية ورسالة قريش رسالة الضلالة، والثانية ارتبطت باسترجاع للحق والهوية المرتبط كثيرا بالدين الإسلامي والعروبة.إلى جانب ذلك أشار يحياوي إلى أن كلا الجيشين بغزوة بدر وجيش التحرير هما الوحيدان اللذان تم مدحهما في الكثير من الأشعار، إلى جانب نقاط مشتركة أخرى كالتوكل على الله في حربهما الذي كان عامل الفصل وإحقاق الحق في الصراع ضد الباطل، من خلال التحلي بالصبر الذي تجسد في كلا المناسبتين بمختلف صوره على كل ظروف الحرب، وبث الخوف والجبن في صفوف العدو بالرغم من القلة في مواجهة الكثرة، والمساواة بين الرئيس والمرؤوسين، الشورى ومعاملة الأسرى الجيدة، والحوار والتفاوض قبل العمل المسلح، وطاعة المرؤوسين وعد الاختلاف وطلب الشهادة والتسابق نحو الموت، ودور الشباب في حركات التغيير والدفاع عن مقدسات الأمة.




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)