الجزائر - A la une

عندما تتحول أفراح الجزائريين إلى مآتم بسبب الإهمال والتجاوزات




عندما تتحول أفراح الجزائريين إلى مآتم بسبب الإهمال والتجاوزات
تتسبب بعض الأعمال الطائشة، وكذا بعض التصرفات غير المسؤولة والكثير من الصدف،في تحول أعراس الجزائريين وعاداتهم السعيدة إلى أحزان ومآتم، وذلك بإزهاق الأرواح خلال بعض مراسم الاحتفالات من مواكب أفراح واستعمال الألعاب النارية الخطيرة، وكذا بعض حوادث التسممات الغذائية الناتجة عن التهاون في استعمال الأغذية خلال فصل الحر.تشير الأرقام والإحصائيات الصادرة من مديرية الأمن الوطني والدرك إلى خطورة الأمر الذي يتعلق بالحوادث المميتة التي باتت تعرقل مسار الأفراح في أعراسنا ومناسباتنا السعيدة، ولعل كل هذه المعطيات تصب في خانة واحدة عنوانها الإهمال واللامبالاة، حيث يروح الكثيرون ضحية بعض هذه الحوادث الخطيرة، من تجاوزات السائقين، إلى استعمال الألعاب النارية والمفرقعات، وكذا نتيجة التسممات الغذائية الناتجة عن الحفظ السيئ للأطعمة خلال هذه المناسبات، ما يجعل المناسبات لدى أغلب العائلات الجزائرية تأخذ طابعا غير ذلك الذي كانت عليه في السابق، فتتحول من أفراح إلى تدخلات جراحية مستعجلة أو في بعض الأحيان إلى مآتم تنغص على العائلات فرحتها. المواكب تستنفر وحدات الدرك الوطنيخلال فصل الصيف وككل سنة ومع حلول فترة الأعراس، تتزايد حوادث المرور بشكل ملفت للنظر، خاصة خلال السنوات الأخيرة حيث تحولت مواكب الأفراح إلى ميادين للسباق، يتنافس فيها الشباب المراهقين على تحويل الطريق إلى مضمار لاستعراض عضلاتهم من خلال زيادة السرعة والتجاوزات الخطيرة، معرضين بذلك حياتهم وحياة الركاب والمارين لخطر كبير، يروح ضحيته مئات القتلى سنويا. وفي السياق ذاته، كشفت مصالح الدرك الوطني أنها تطبق التعليمات الخاصة بأمن وسلامة حركة المرور بصرامة، دون أن أن تتساهل في التعامل مع مختلف التجاوزات التي تحدث في مواكب الأفراح والأعراس، حيث يتم التعامل مع هؤلاء المخالفين بحزم وشدة من خلال توقيفهم وسماعهم، وتقديمهم أمام العدالة لمحاكمتهم على أنهم من مرتكبي القتل العمدي، كما تعاقب مصالح الأمن كما جاء على لسان رئيس مصلحة الاتصال بقيادة الدرك الوطني كل من يتسبب في عرقلة حركة المرور، أو احتلال الأرصفة والطرقات من دون رخصة، والإزعاج الليلي والضوضاء باستعمال مكبرات الصوت ومختلف الألعاب النارية والمفرقعات.هذه الأخيرة التي تتسبب في أغلب الأحيان، حسب ما أكدته الدكتورة مريم بهلول، المختصة في علاج الحروق بمصلحة باستور، في كوارث صحية يروح ضحيتها أبرياء خاصة من فئة الأطفال الذين يميلون إلى التفرج على هذه الأجواء الاحتفالية، وتتراوح درجة خطورة الجروح، حسب محدثتنا، من بسيطة إلى عميقة وأخرى مميتة، تستقبل المصلحة المئات منها طيلة السنة، ويكون السبب وراءها شظايا نارية انطلقت من هذه المفرقعات بالغة الخطورة. وفي السياق ذاته، كان لنا حديث مع إحدى الضحايا التي تعرضت لحروق بالغة جراء احتراق ملابسها المنشورة في الشرفة، والتي تسببت في احتراق باقي الغرفة، ما أدى إلى إصابتها بحروق خطيرة وتشوهات باقية الأثر، حيث تقول محدثتنا أنها قامت برفع دعوة قضائية على تلك المجموعة من الشباب الطائش الذين تعمدوا توجيه ألعابهم إلى شرفات العمارة قصد التسبب بالهلع للسكان. وزارة الصحة تخلق حلا للتسممات الغذائيةتزامنا مع موسم الحر، تخلق مؤدبات الغذاء والعشاء خلال الأعراس والمناسبات أزمة صحية كبيرة، وذلك بتعرض المدعوين إلى خطر الإصابة بتسممات غذائية، جراء تلف الخضر أو المكونات الأساسية لتحضير الطعام، وفي السياق ذاته ولأجل وضع حد لهذه الحوادث المميتة، اهتدت وزارة الصحة لحل ظرفي، حيث كشف عبد المالك بوضياف مؤخرا، عن وضع في كل ولاية طبيبا خاصا تحت تصرف العائلات التي تنظم الأفراح والأعراس، لتوجيهها حول كيفية تحضير الوجبات الغذائية للجمع الغفير ومراقبتها وحمايتها من التلف خلال موسم الحر، حتى لا تتسبب في تسممات مميتة، مؤكدا على ضرورة التكثيف من التوعية الجوارية للوقاية من التسممات الغذائية الجماعية خلال موسم الحر الذي تكثر فيه الأفراح والأعراس وانتشار بعض الأمراض نتيجة سوء تخزين المواد الغذائية سريعة التلف التي تتسبب في هذه التسممات، داعيا مدراء الصحة الولائيين إلى تكثيف التحسيس الجواري للوقاية من التسممات الغذائية الجماعي.
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)