الجزائر - A la une



عن مأساة الرحلة AH3017
هولاند يشكر السلطات المالية على تعاونها لتأمين مكان سقوط الطائرة التابعة للخطوط الجوية الجزائرية؟!هل منكم من فهم هذه المعادلة الغريبة؟صحيح أن الدولة الأكثر تضررا من هذه الكارثة هي فرنسا بفقدها 51 مسافرا فرنسيا على متن هذه الطائرة الإسبانية الجنسية والمؤجرة من الخطوط الجوية الجزائرية، لكن أن تتولى فرنسا أمر التفتيش عن حطام الطائرة وتسارع لتنصيب خلية أزمة ويترأس رئيسها اجتماعا عاجلا لبحث أسباب الكارثة، بينما يلتزم الطرف الجزائري المسؤول القانوني عن الرحلة، ويكتفي ببعض التصريحات التي تستنسخ ما جاء على لسان الإعلام الفرنسي، فهذا أمر جلل بالنسبة للجزائر “المستقلة”.لن يغطي إعلان رئيس الجمهورية ثلاثة أيام حدادا على ضحايا الطائرة ومن بينهم 6 جزائريين، هذا الفراغ الرهيب الذي صار السمة الخاصة لمؤسساتنا، منذ سنوات.لم نكن لنعرف بمصير الطائرة وركابها لو لم يتحرك الإعلام الفرنسي أولا ويبلغ العالم بأمر اختفائها، بينما انتظرت الوكالة الرسمية عندنا حتى العاشرة صباحا حتى يؤذن لها بإبلاغ الرأي العام بمأساة الطائرة.لن ننتظر أن تزودنا السلطات الرسمية يوما ما بحقيقة هذه الكارثة وأسباب الحادثة، وستكتفي بتعويض أهالي الضحايا لمسؤوليتها عن تأجير طائرة تعاني أعطابا حسب هذا الفيديو الذي نشره طالب جزائري ساعات قبل الحادثة، صوره داخل الطائرة الإسبانية التي عاد على متنها الأسبوع الماضي من باريس إلى باتنة وكشف أنها في حالة مزرية.لن يعرف من هو المسؤول عن تأجير طائرات لا تتوفر على شروط السلامة.ولن نعرف أبدا كيف تمت هذه الصفقة. ولماذا أسندت إلى هذه الشركة الإسبانية؟أم أن وزارة النقل اليوم على خطى وزارة الطريق السيار سابقا، وجاءت هذه الحادثة لكشف المستور في صفقات النقل الجوي واقتناء واستئجار الطائرات التي لا يعلم الرأي العام بشأنها أي شيء؟لن أذهب إلى حد المقارنة بما تتمتع به قطر أو الإمارات العربية من أسطول جوي حديث ويقدم أحسن الخدمات، لكن ماذا كان سيكلف وزارة النقل أو الخطوط الجوية الجزائرية أن تجدد أسطولها، وتقتني طائرات حديثة، لكي تتفادى جريمة مثل هذه في حق زبائنها؟نعم، وصلنا إلى المونديال وأبهرنا العالم بفريقنا الوطني الذي لم يتعد أداؤه الدور الثاني، لكن لماذا لا نسهر على سلامة الركاب ونوفر لهم طائرات آمنة؟ ألم نتعض من حادثة طائرة تامنراست سنة 2003، التي راح ضحيتها أزيد من 120 راكب. ولا أتحدث عن العديد من الحالات التي تفادت الخطوط الجوية الجزائرية فيها كوارث حقيقية.في سنوات سابقة كانت الخطوط الجوية تصنف من بين أكثر الشركات العالمية أمانا، والطيار الجزائري من بين الأحسن عالميا، لكن الآن وبعد أن تدهور الوضع على كل الأصعدة، تدهورت الخطوط الجوية هي الأخرى، ليس فقط في جانب تأخر الرحلات ونوعية الخدمات على متنها، كما وصل الأمر إلى التلاعب بحياة الناس، باستئجار مركبات خردة مثل هذه الطائرة؟




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)