الجزائر - A la une


كلام الوزير الأول أمس، حول تطهير الإعلام السمعي البصري، ذكّرني بقول الرئيس الراحل هواري بومدين، رحمه اللّه، عندما قال ”من الطاهر بن الطاهر الذي يريد تطهير الجيش”. فمن الطاهر الذي سيطهر الإعلام السمعي البصري، ولماذا يأمر سلال من وزيره ولا يكتفي بالطلب فقط، لأن صيغة الأمر ستحمل الرجل مسؤولية ما حدث ويحدث في قطاع الإعلام بما فيها مشكلة الخبر-ربراب؟لا أدري إن كان الوزير الأول يتحدث عن أن الإعلام غير منظم، أم أنه غير منضبط، وهنا مكمن الحديث؟ثم مادامت القنوات التي تحدث عنها غير قانونية، فلماذا تركها تعمل حتى الآن؟ وقد سبق واتُّخذ قرار غلق قناة الوطن، لما أريد لها أن تغلق!نعم، كلنا نعلم أن هناك فوضى عارمة في الساحة الإعلامية، المكتوبة مثل المرئية والمسموعة، وهناك تبذير، وتلاعب بعقل المتلقي الذي يعيش عرضة للأكاذيب والبرامج المفخخة والتي من شأنها ليس فقط زرع الإحباط في نفوس المواطنين، بل أيضا تدمير العقول، خاصة عقول الشباب الذين لم يعودوا يعرفون طريق الخلاص وسط هذه الفوضى المدمرة.لكن لماذا التركيز على الاعتماد دون النظر إلى المحتوى، فالفوضى التي يتحدث عنها الوزير الأول ليست تنشرها بالضرورة قنوات غير معتمدة، فهناك القنوات المعتمدة ومع ذلك تنشر ليس الفوضى والدوس على المبادئ.أوافق الرأي الوزير الأول لما يقول ”إن مبادئ وقيم المجتمع الجزائري هي خط أحمر”، لكن من ذا الذي سيحدد الخط الأحمر هذا؟ هل تكفي سلطة الضبط لتحديد ذلك، وكلنا يعرف أن الكثير من محتوى وبرامج ورزنامة الكثير من الفضائيات تحدد في أماكن أخرى.سلال يعرف جيدا ما أقول، ومثلنا جميعا يدري من هم الذين يتهربون من الضرائب ومن يهربون الأموال إلى الخارج، ومن يمارس الإشهار الكاذب والتشهير بالخصوم، ويمارسون الابتزاز، لكن هل هو، أو وزير الاتصال قادران حقا على تطبيق مثل هذا القرار على من يمارسون كل هذه الأخطاء ويدوسون على قوانين الجمهورية؟ما قاله سلال هو حق، الخوف أن يكون يراد به باطل، ويدخل هذا ضمن الحرب التي تستهدف رجل الأعمال ربراب، لإغراق ”السمكة في الماء” على حد المثل.وعلى ذكر رجل الأعمال ربراب، أليس من العار على الحكومة، وعلى الجزائر ومؤسساتها أن تجند كل قواها للنيل منه؟ إذ كيف يمنع من دخول المنتدى أول أمس في نزل الأوراسي؟أخطاء السلطة تجاه الرجل تراكمت وهم يعطونه كل يوم سلاحا ليضربهم به؟!


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)