الجزائر

عمي أحمد يحكي معايشته لبعض القمارجية




عمي أحمد يحكي معايشته لبعض القمارجية
هو كهل تجاوز عقده الخامس بقليل وجدناه باحد مقاهي وسط المدينة المعروفة بتردد المدمنين على ألعب القمار فيها خاصة سباق الخيول أو ما يعرف لدى العامة ب' تي آر سي' . حيث يشرف على هذا بيع تذاكر هذه اللعبة منذ أزيد من 20 سنة وما يؤكد أن هذا العمل هو مصدر رزقه الوحيداقترابنا منه لم يكن سهلا بالشكل الذي قد يراه البعض خاصة إذا تعرف على هويتنا . لكن إصرارنا بعد عدة محاولات تكاد تكون فاشلة لأنه في كل مرة انسحبنا بمجرد الشك في هويتنا لكي نتجنب أي رد فعل سلبية من المعني أو من الزيائن الكثرين الذين لا تخلو منهم المقهى . الى ان تبادرت الى ذهنا حيلة جعلتنا نحاوره بكل ارتياح رغم ارتباكه في بادئ الأمر إلا أن أحد أبرز زبائنه هو من ساعدنا الى ولج عالم ' تي آر سي ' من خلال الحديث الى هذا البائع الذي يقتات من عائدات هذه التذاكر حيث يأخذ 4 بالمائة فقط علما أنه يفقتقد الى أدتى شروط العمل وهو الضمان الاجتماعي الذي يكفل له العيش عندما يتوقف عن العمل نهائيا في سن متأخرة كما هو الشأن للكثرين من أمثاله . عمي 'أحمد' الاسم المستعار الذي منحناه لهذا الكهل لتجنبا لأي مضايقات قد يتعرض لها لاحقا أكد لنا أن طيلة مشواره في هذا العمل تعرف على الكثير من 'القمارجية' ممن فتح الحظ لهم بار المال من بابه الواسع و مكنتهم روقة 600 دج من كسب المائات من الملايين خاصة في العقدين الماضين حيث كان المليون سنتيم يحسب له حساب يقول محدثنا . كما عايش نفس المتحدث أيضا أشخاصا كانوا ميسوري الحال و من اصحاب المال بالولاية و خارجها ممن يزورنا وهران باستمرار وأصبحوا بين الفينة و والأخرى من المتشردين الذين يدمنون على أوراق القمار بكل أشكاله في محاولات فاشلة لاسترداد ملايينهم التي ذهبت في لعبة القمار الى درجة فقدوا بعدها لذة الحياة و منهم من فقد أهله و ماله و بات رهينة ورقة الحظ التي حتى وإن ابتسم له الحظ فلن يتجاوز ربحه مئات الدنانير لا غير عمي أحمد الذي يزاول مهنته هاته منذ أكثر من عقدين أكد لنا أن عالم القمار مليؤ بالمفاجئات التي أغلبها تكون بمثابة الصدمة لأصحابها بالرغم من أنهم على دراية مذ أن دخلوا هذا المجال أن الربح والخسارة موجودة في قاموس القمار وقد تكلف الخسارة فقدان كل ما تملكه في ضربة سوء حظ لكنهم مصرون على ذلك لأن الطمع أغشى على عيونه وحي المال و جمعه دون عناء ولا تعب جعلهم يتجاهلون العواقب الوخيمة التي قد تلحق بهم والتي قد تفقدهم حياته في حالة الصدمة التي كثيرا ما تكون وراء الإصابة بالانهيار العصبي الحاد أو السكتة القلبية


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)