عَوَاطِفُ أمْ عَوَاصِفُ؟! لِكلِّ النّاسِ أحبابٌ
و أصْحابٌ
و أحسبُنِي أنا وحدِي
بلا صَحِبٍ بلا وِدِّ
تَلاطمُ داخلِي كالنّاسِ قاطبةً
عواطفُ وسْطَ مجتمعٍ
بلا حصْرٍ و لا عَدِّ
فيمتلئُ الفؤادُ هوًى
و يفرغُ تارةً أخرى
و طولَ الوقتِ
ينبضُ فيَّ
نبضَ الأخذِ و الرَّدِّ
أحبُّ ...
أنَا و بنُو أمِّي شاعرٌ أوحدُ في هذا الوجودْ
لمْ أجئْ منْ كوكبٍ آخرَ
لا من زُحَلٍ
لا من عطاردْ!
إننّي فردٌ بسيطٌ من ترابٍ
جُلُّ فكرِي
جلُّ شعرِي
جلُّ نومِي
جلُّ صحوِي
جلُّ أكلِي
جلُّ شُربِي
جُلُّ لبسِي
من ترابْ.
و وجودِي بينكمْ
يا سادتِي
يا سيداتِي
لم يكنْ ...
أينَ الْمَفَرُّ؟! سَألوذُ مِنْ هذِي الدّيارِ ... بلِ المْقَابرِ
بالفرارِ
و يلوذُ كلُّ القاطنيَن القانتيَن النّاقمينَ معِي
لكنْ
إلى أينَ الفرارُ ...
إذا تقيَّأتِ الأهاليَ أرضُهم؟!
أين الفرارُ ...
و كلُّ أرضٍ غَيْرِ مَسْقطِ رأسِنا
ستكونُ مَلْئَ بالمظالِمِ و المتاعبِ ...
مقهى الحارة و لأني شاعرٌ صاحبُ شُهْرَهْ
جاءتِ الشّرطةُ للتّفتيشِ عنّي
دخلوا المقهى الّذي
آخذُ قهوايَ به كَّل مساءْ
فحصُوهُ جيّدًا
بِعُيونٍ ذاتِ خُبْثٍ و دهاءْ
فحصُوا النّاسَ جميعًا
يلعبونَ الدُّومِنو
لا يبالونَ بِمَنْ راحَ و جاءْ
كنتُ وحدِي
راكنا
أقرأُ أسبوعيّةً
يكتبُ فيها ...
تَاءُ التَّذكِير تَاءُ التَّذكِير
قَلمِي كالقَدُومِ يَنْحَتُ ذَاتِي
إن سَكبتُ المِدادَ في صَفَحَاتِي
رَاسمًا صَرْحَ أمّتِي مُشْمَخِرًّا
أمْتَنَ الأسِّ أوسعَ الجَنَبَاتِ
و على الأبراجِ العَتِيدةِ جُنْدٌ
أُسُدٌ يَرْبُضُونَ في أَجَمَاتِ
غَيْرُ مُسْتقْصَرِي الْمَخَالِبِ زَادَتْ
هُمْ مَهَابَاتٍ ...
عَامٌ جَدِيد لا تفرحنَّ إذا العامُ الجَديدُ أتَى
و احْزنْ لعامٍ مضَى من عُمْرِك الجَارِي
تسّاقَطُ السّنواتُ الغالياتُ سُدًى
و لمْ تُعِدَّ لِلُقْيَا الخَالقِ البَارِي
كقفزةِ الديكِ هذا العُمْرُ أسْرَعُ مَا
يَحُطُّ في الجنّةِ ...
بلاد و عُمر من بلادٍ لِبلادٍ
أسفكُ العمرَ ارتحالا
حاملا نفسي و نفسي
لم تعدْ تقوى احتمالا
إنني جسم و روح
رام لي أهلي انفصالا
غيرَ أني لا أبالي
و أجيبُ الأهلَ لا لا
لَهِجٌ طبعي لجوجٌ ...