الجزائر - A la une

عمارات "شاخت" و بيئة تدهورت قبل الأوان بحي الياسمين



عمارات
حي الياسمين شرق مدينة وهران هذا التجمع السكاني الهائل ذي السكنات والعمارات الحديثة التي أنجزتها الدولة مؤخرا مازالت تبحث لنفسها عن موقع ضمن النسيج الحضريحي الياسمين اسم على غير مسمى فلا أزهار الياسمين تشتم رائحتها من بعيد قبل دخول أعماق هذا الحي الرافل أغلبه في أكوام من القاذورات ومخلفات المنزلية وبقايا البناء حي الياسمين الذي اخترقناه هذه الأيام نستطلع أحوال الناس والبيئة، أحوال الحجر والشجر صدمنا لحاله بعد أقل من عشرية من تسليمه إلى مستفيديه فمن الوهلة الأولى تتراءى العمارات التي لم يمض على تدشينها سنوات لا تسر الناضرين ،مقعرات هوائية كالفطريات تطل من كل شرفة ونافذة وأما الغسيل فديكور مزركش بألوان وأحجام ملابس لم تجد ربات البيوت أين تنثرها إلا عبر حبال وأسلاك بكل مكان ترفعها أعمدة قد تسقط على المارة في أول هبوب للرياحالمتجول نهارا بأرجاء الحي يحسب نفسه بحي عتيق ،أروقة بلاط متفتت تؤدي إلى مداخل العمارات المظلمة ،سلالمها وكأنها شيدت على عجالة لم يعبأ مشيدوها من مقاولين بأدنى شروط العيش الكريم ،مجرد مكعبات إسمنتية يصول داخلها الفئران والجردان وتجول الكلاب والقطط الضالة تمرح وتدخل حتى عبر الأبواب الرئيسية التي معظمها بلا مفاتيح المساحات الخضراء لاأثر لها بهذا الحي ،الذي يحمل تسميته من أزكى أنواع النباتات جرائم بسبق الإصرار والترصد ضد البيئة والدليل أكوام القاذورات والحاويات التي لن تسع أطنان المخلفات المنزلية التي يتساقط بعضها من على الشرفات وغير بعيد عن هذه الصورة المقرفة مداخن للحرق تخنق النفوس التي تنبعث منها الغازات السامة جراء احتراق البلاستيك وما شبه ذلك غير بعيد عن هذا الديكور فبعض الشباب البطال منهم من يتكي على جدران العمارات المتآكلة ومنهم من ارتأى الاسترزاق بيع الخضر والفواكه وحتى نصب طاولات لبيع التبغ وأما في الليل فيخيم الظلام الدامس في بعض الممرات وما تبقى من الأعمدة الكهربائية فبلا مصابيحالخوف ينتاب سكان الحي لكن دوريات المراقبة المكثفة لمختلف المصالح الأمنية أعطت الأمان وهذا بالنتائج المشجعة التي حققتها في القضاء على بؤر الانحراف حي الياسمين صورة قاتمة تستلزم معاينة دقيقة من قبل المسؤولين المحليين على جميع المستويات لإعادة الطابع الحضري بمعنى الكلمة لهذا المجمع السكاني الذي يبقى مجرد مراقد ينتظر سكانها التفاتة حديثة وحقيقية من أول آمر بالمدينة شكاوي السكان لم تنقطع ونحن نجول داخل هذا الفضاء ونداءات لنقل هذه الانشغالات التي حملناه بدورنا إلى رئيس البلدية الذي أكد بدوره أن دوريات أعوان النظافة تمر يوميا لإزالة الأوساخ والقاذورات وأنها بادرت في الأيام الفارطة بتنظيم حملات تنصب في القضاء على هذه النقاط السوداء وقد أعطت نتائج ايجابية أما عن التجارة الفوضوية فإن الأمر يعود إلى سكان حي الياسمين الذين رفضوا الالتحاق بالسوق الجواري الجديد مفضلين الأزقة والشوارع كما أن سوق أخر سيتم تسليمه قريبا مع العلم أم هذه الأخيرة تترك عدة مخلفات منها انتشار الأوساخ والقاذورات أما فيما يتعلق بالجردان والفئران فقد قامت فرق خاصة باستعمال المبيدات للقضاء عليها مع العلم أن الحملات المحافظة على البيئة والمحيط متواصلة مع أمل أن يكون هناك تعاون مع مواطن هذا الحي لإزالة هذه النقاط السوداء


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)