الجزائر

على وقع تصريحات سلال وبرقيات الوكالة الرسمية: السلطة تبدي مرونة أكبر في الحديث عن “طابو" مرض الرئيس



لاحظ المتتبعون لطريقة تعاطي السلطة مع مرض الرئيس ما يفيد ب “تحررها"، هذه المرة، من “طابو" مرض الرجل الأول في الدولة، وذلك على الأقل قياسا مع وضع مشابه عندما مرض الرئيس وتم نقله إلى فرنسا من أجل العلاج سنة 2005 أو حتى عندما سرت شائعات كثيرة حول وضعه الصحي قبل حوالي أربع سنوات من الآن.
ولم يتردد الوزير الأول عبد المالك سلال، أول أمس السبت، خلال المرحلة الأخيرة من زيارته لولاية بجاية، في إخبار الحضور بمرض الرئيس هذه المرة، مضيفا بأن وضعه الصحي “ليس خطيرا على الإطلاق"، وقد كان عبد المالك سلال يتحدث خلال لقائه بفعاليات المجتمع المدني للولاية كآخر مرحلة له من الزيارة لعاصمة الحماديين وبعد فترة قصيرة من رنّ هاتفه وإبلاغه، على ما يبدو، بمرض الرئيس حيث طلب من الحضور عدم الإطالة لارتباطه بالعودة إلى العاصمة والتحاقه برئاسة الجمهورية.
وتعتبر هذه الطريقة في تعاطي السلطة مع مرض الرئيس جديدة على الجزائريين بعدما عودتنا على التكتم عندما يتعلق الأمر بهكذا موضوع، وقد عاش الجزائريون على وقع الإشاعات بخصوص الموضوع، خلال السنوات الماضية، مثلما حدث عندما مرض الرئيس نهاية سنة 2005 وتم نقله إلى فرنسا من أجل العلاج من “قرحة معدية" وتحديدا في مستشفى “فال دوغراس" العسكري، حيث أظهرت السلطة حينها تعتيما وبطئا شديدين في التعاطي مع الموضوع إلى درجة أن الجزائريين كانوا يتوجهون، في نهاية ذلك العام، إلى وسائل الإعلام الأجنبية من أجل معرفة ما يحدث وما هي طبيعة مرض الرئيس على وجه التحديد.
وقبل حوالي أربع سنوات من الآن، سرت أحاديث وأقاويل كثيرة في الشارع الجزائري بخصوص الوضع الصحي للرئيس، وقد صادف ذلك فترة طويلة نسبيا من الزمن لم يظهر فيها الرئيس إلى العلن مما غذّى التكهنات حول وضعه الصحي، وهي التكهنات التي تم تبديدها عندما استقبل رئيس الجمهورية النجم العالمي زين الدين زيدان وأحد أفراد عائلته، في لقاء “عائلي"، وفق تعبير رئاسة الجمهورية حينها، حضره شقيق رئيس الجمهورية الراحل مصطفى بوتفليقة.
ولم تقتصر هذه الطريقة الإتصالية الجديدة للسلطة على تعاطي الوزير الأول عبد المالك سلال مع الموضوع، وذلك بالرغم من أهمية هذا المعطى بالنظر إلى أهمية منصب سلال في السلم التراتيبي للسلطة كوزير أول، ولكن السلطة عمدت أيضا إلى نشر تطورات الحالة الصحية للرئيس من خلال برقيات نشرتها وكالة الأنباء الرسمية التي قامت بنشر أول برقية في هذا الإطار منذ الساعة السابعة و45 دقيقة من مساء أمس، تضمنت تصريحات وإيضاحات لأستاذ الطب رشيد بوغربال مدير المركز الرياضي الطبي، وهي تصريحات أعيد نشرها عبر التلفزيون الجزائري في نشرة الثامنة، أما أمس الأحد فقد نشرت ذات الوكالة الرسمية برقيتين اثنتين حول الموضوع، إحداهما لذات المصدر الطبي والثانية برقية صادرة عن ديوان الوزير الأول عبد المالك سلال أشارت إلى إجراء الرئيس بوتفليقة لفحوصات إضافية بمستشفى “فال دوغراس" العسكري الفرنسي وأن وضعه الصحي “لا يبعث على القلق".
ومع أن وسائل إعلامية فرنسية كانت السباقة، مساء أول أمس السبت، إلى إعلان وصول الرئيس بوتفليقة إلى المستشفى الفرنسي المشار إليه، إلا أنه يمكن القول إن الإتصال الحكومي هذه المرة كان أحسن من ذي قبل بخصوص موضوع الوضع الصحي للرئيس بوتفليقة الذي أصيب هذه المرة بوعكة صحية في ظرف حساس للبلاد بأكملها، وهي التي تعيش على وقع فضائح الفساد وأخبار الاحتجاجات.. وتتهيأ أيضا لتعديل الدستور.
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)