الجزائر - A la une

على الوزير أن يسند مسؤوليات القطاع الثقافي إلى مبدعين ومثقفين وفنانين



على الوزير أن يسند مسؤوليات القطاع الثقافي إلى مبدعين ومثقفين وفنانين
فيما يعتزّ الكثير بالتغيير الوزاري الجزئي، خاصة في جانبه الثقافي الذي حمل إليهم شاعرا وكاتبا يعرف جيدا حقول الثقافة والإبداع، وفيما يتناول البعض هذا الحدث بأنه مجرد تغيير شكلي لن يحرّك ساكنا، نتساءل من خلال هذا الاستطلاع عن الأهمية الثقافية والمعرفية التي يمكن أن تنتج جراء هذا الحدث، وهل سيكون هذا التغيير هو النافذة الواقعية التي سيطل منها المثقف والفنان على واقعه الحقيقي الذي طال انتظاره، وهل تتحرك فعلا قاطرة الإبداع بشكل يحدد ما للنخبة وما لغيرها، ويضع بشكل صارم النقاط على الحروف؟ هل سيجد المثقف مكانا حقيقيا له في الساحة الأدبية من خلال النشر المؤسس والمنظم؟ وهل سيكون للمثقف مجلات متخصصة تكتب هواجسه ومواقفه وأحلامه؟ وهل سيكون المثقف شريكا حقيقيا من خلال وضع برامج لولوجه إلى الساحة الإدارية والتسيير بعد أن عانى الكثير من الإبعاد المقصود والمتعمد؟ وهل ستتغير الخارطة الإدارية على مستوى الولايات بوجوه جديدة شابة وفاعلة؟ وهل سيتمكن المثقف من وضع برامج ومشاريع مقترحات تصل حقيقة إلى مبتغاها؟الشاعر بشير ضيف الله لا أجزم بأنه سينجح في مهمته لتقديم الإضافة اللازمة كوزير، ولكن أتمنى أن يجد مثقف الداخل مكانا له في هذا الحراك الذي يحتكم إلى "مركزية" مطلقةوالله لا يمكن التشكيك في مكانة ونظافة الشاعر عز الدين ميهوبي كقيمة ثقافية شبابية لهذا الوطن، لكن لا أجزم بأنه سينجح في مهمته لتقديم الإضافة اللازمة كوزير نظرا للصبغة السياسية لهذا المنصب من جهة، والظروف المحيطة وأجواء العمل من جهة أخرى رغم أنه ليس جديدا على تقلد المسؤوليات. إن تعيين عزالدين ميهوبي كوزير يعتبر حدثا منتظرا وليس مفاجئا خصوصا مع فعاليات قسنطينة عاصمة الثقافة العربية، لكن دعني أقول لك يا صديقي أنّ التخلص من التفكير "المركزي" صعب في هذه المرحلة، وبالتالي لا أرى بوادر انفتاح في العمق، أقصد ما تعلق بمثقف الداخل الذي يظل بعيدا عن صناعة الحدث ثقافيا، وحتى لا أكون أكثر سوادوية أتمنى أن يجد مثقف الداخل مكانا له في هذا الحراك الذي يحتكم إلى "مركزية" مطلقة كرسها النظام السياسي القائم، فهل سيكسر الشاعر والمثقف -كمسؤول-هذه القاعدة ويحقق حلما كثيرا ما راود مثقف الهامش/الداخل...؟؟الإجابة لن تكون قريبا حتما. القاص والناقد قلولي بن ساعد الخلل هو في غياب مشروع ثقافي، والوزير وحده لا يملك معجزةأتصور أن القضية أبعد من أن ينتظر المثقفون من وزير الثقافة الجديد عز الدين ميهوبي ومن المؤسسات الثقافية الرسمية شيئا أو بارقة أمل، ففي ظل غياب مشروع ثقافي وطني كجزء من مشروع مجتمع بأكمله الذي لم تنجزه الحكومات المتعاقبة منذ لحظة الاستقلال واستعادة السيادة الوطنية مشروع يخلص الفعل الثقافي والأدبي من مظهره الكرنفالي المناسباتي الموجه، ويحرره من الرقابة الرسمية والتوجيه الإيديولوجي المتناغم مع خطاب السلطة الذي هو ثابت من ثوابت استقطاب المثقف وتدجينه مهما كانت شخصية الوزيرعزالدين ميهوبي، وأفاق رؤيته للإختلالات القائمة في المشهد الثقافي الجزائري وهذا لا يؤثر حتما على أهمية عز الدين ميهوبي كشاعر متميز في المقام الأول، وهنا أتذكر بأسف شديد مدونة مشروع ثقافي وطني كان قد تقدم بها سنة 1988 القاص والسوسيولوجي الجزائري المرحوم عمار بلحسن بوصفه في تلك الفترة عضوا في ما كان يسمى آنذاك المجلس الوطني الثقافة والفنون إلى حكومة مولود حمروش الإصلاحية، وذهب أثر ذلك المشروع الذي لم ينجز بذهاب حمروش وحكومته، والحل في ما أره يكمن في التوجه لإنشاء جمعيات ثقافية مدنية كإطار قانوني وهيكلي لإضفاء نوع من المعقولية على مشهدية الحراك الثقافي بدل الاعتماد على المؤسسات الثقافية الرسمية التي لها أجندتها ومسلماتها وسياسة عملها ولا تقبل مطلقا بأي اختراق لمفاهيم الثقافة النمطية التي أنشأتها السلطة لتسهيل مراقبتها، وتوجيه مساراتها، بما يحول دون الوعي الصادم للمثقف الخارج عن السرب وعن "إجماع القطيع" ويؤكد فقط على الالتزام بالأعراف والمواضعات التي يفرضها مبدأ التناغم مع الخطاب السياسي والإيديولوجي الرسمي السائد الروائي عبد الباقي قربوعة كان من الضروري أن يعاد النظر في مهمة وزيرة الثقافة التعديل الوزاري خطوة مهمة في تاريخ السياسة الجزائرية، لا ينأى عن التعبير الحضاري تزامنا مع التجربة الجزائرية الرائدة في استمرار إصلاح الإدارة وتقويم الأداء، نضج يتماشى مع طبيعة التجربة السياسية المتقدمة، مقارنة ببعض الدول العربية التي لا تزال تعيش مراحل سابقة كما يعتقد المواطن الجزائري، المواطن الذي يشهد مستوى نوعيا من الوعي السياسي ما يجعله يفسر هذا التعديل تفسيرا إيجابيا يصب في مشاريع التنمية بشتى أنواعها، خصوصا ما يتطلبه الوضع والمرحلة من حساسية، كان من الضروري أن يعاد النظر في مهمة وزيرة الثقافة، مسألة يعكسها مستوى تعاملها مع قضايا الثقافة من جهة، ومع قضاياها الشخصية من جهة ثانية، ثم مستوى وعيها في كيفية خوض الملفات المطروحة على سطح مكتبها، الأخطر من كل ذلك نوعية ردود أفعالها وتوازيها مع لقبها الإداري والسياسي، أم أنها لا تتسلح إلا بذهنية إدارة مؤسسة من المؤسسات البسيطة، ما يرجح الحالة الأخيرة هو تصريحها برفع دعوى ضد خصومها، وهو حرج كبير لوزارة صديقة تتوفر أيضا على نية لإصلاح شؤونها، فإقالتها في الحقيقة هو رفع لهذا الحرج، والعملية تعبير عن ذكاء ملحوظ لجهاز الدولة في حرصها حفاظا على توازنات مختلفة منها ما هو سياسي ومنها ما هو ثقافي، ويظل الاقتصاد موصولا بعدة روابط تجعله لصيقا بكل القطاعات، وهي الظاهرة التي يراقبها المواطن الواعي، وتظل الإدارة الراشدة تلاحقها، تصلحها حينا وتغيرها حينا آخر، وهذا ما حصل بالضبط، وهو مطلب بمثابة الحالة الصحية في الإدارة الجزائرية.من المفروض أن يكون بعيدا عن تغذية الأجندات والأيديولوجيات عز الدين ميهوبي شاعر شاب قدم من أعماق الجزائر، تقلد مناصب حساسة في الإعلام الجزائري، شخصية بعيدة عن أية إدانة، من المفروض أن يكون منزها عن العمليات الحسابية الشخصية الضيقة، وبعيدا أيضا عن تغذية الأجندات والأيديولوجيات، فالرجل شاعر أكثر منه سياسي، ولا تزال لديه صداقات مع أبسط المثقفين في المجتمع، وهكذا كان وهو متقلد لمناصب مهمة قبل وزارة الثقافة، بمعنى أن العملية تدرج طبيعي ليصل إلى مطلب مهم وحساس بالنسبة للمثقف الجزائري، وفقا لمقولة ظلت الدولة الجزائرية تعلمها لشعبها وتلقنها له منذ الاستقلال وهي (الرجل المناسب في المكان المناسب)، ولا أعتقد أن هناك من بين أفراد الشعب الجزائري من لا يحفظ هذه المقولة التي تركها مأثورة الرئيس الراحل هواري بومدين رحمه الله، حُق للمثقف الجزائري أن يتنفس الصعداء، وآن له أن يستعد كي يرسم طريقه، وأن يرفع رأسه، ولا أقول يطرح انشغالاته فهذه عبارة صارت من الماضي، وغدت منذ الآن تعبيرا كلاسيكيا من منظور تقدم الإدارة وتطورها، فهو في كنف رجل يحفظ ويتقن ويفقه جيدا هذه الانشغالات، الآن على المثقف الجزائري أن يفصح عن مشاريعه، وأن يترك العنان لإبداعاته، وعلى المثقفين أن يجمعوا شتاتهم باتحاد كتاب أو بكثير من الأطر الحديثة التي وفرتها الدولة، كأن يتكتل في جمع من الكتاب في شكل جمعية أو رابطة أو ناد، هناك تسميات كثيرة يمكن أن يتفاعل المثقف تحت ظلها، في الأخير نصوص وأعمال فنية، وتظاهرات تساير هذا الحراك الحضاري، وتكافئ وزارة تتقلدها شخصية شبت على هموم الثقافة والمثقفين، مطلوب كثير من الحزم والشجاعة في روح الشاعر عز الدين ميهوبي، فالساحة مليئة بالمدعين والطفيليين، والذين يحملون هواجس أيديولوجية أكثر منها ثقافية، فمبحث الثقافة النص الذي يتدفق بالجمال واللذة والفائدة بعيدا عن سائر الألعاب السياسية. القاص علي قوادري المشكل عندنا لم يكن أبدا في الوزير بقدر ما هو في الإداريين شخصيا لا أراهن كثيرا على الإداري، بل أراهن على حركية وفاعلية المثقفينقبل كل شيء في رأيي المتواضع الجزائر تحتاج إلى منظومة ثقافية أو كما يرى الكثيرون إلى مشروع ثقافي يساير ما وصلت إليه نخبنا الثقافية على تعددها واتساعها ..لذلك توجب الالتفاف حول وثيقة أساسية على غرار وثيقة ماغنا كارتا التاريخية، تحدد خطوات وأسس هذا المشروع لتتبناه الحكومة بمؤسساتها الرسمية وغير الرسمية.. وعودة للتغيير الذي حدث وحمل عودة الشاعر عز الدين ميهوبي، أقول أن المشكل عندنا لم يكن أبدا المتحول/الوزير ولكن الثابت /الاداريين والمثقفين والمؤسسات الثقافية إلا أن لتولي اسم كعز الدين ميهوبي الذي مارس السياسة والادارة والابداع يمكن أن يغير قليلا في الرؤية للوزارة، من حيث التخلي ولو قليلا عن المظاهر الكرنفالية، واستبدالها بملتقيات ذات طابع فكري أدبي إبداعي وفني راق، وقد يحمل لمسة مختلفة لأداء الجمعيات المنتشرة ودور الثقافة والمكتبات .. من ناحية أخرى فقد تعودت النخب التهميش واستبدلت الوزارة بقنوات أخرى تطل من خلالها على المتلقي كالمنتديات الأدبية والمجلات الالكترونية ومواقع الاتصال الاجتماعي، مما أدى إلى حالة هجر ممنهج والقليلون يذكرون أن لنا وزارة ثقافة.. وفيما يخص المجلة الثقافية فأظن أن الوزير الجديد له من الخبرة ما سيجعله يسارع في المشروع ولن يتأخر في استمالة أصدقائه المثقفين وما أكثرهم، فهو ليس غريبا عن الساحة الابداعية بل هو متابع جيد وعارف بالأسماء والقامات التي تستحق الاعتماد عليها.. من المؤكد كما جرت العادة أن وجوها جديدة سيتم الاعتماد عليها شابة كانت أو قديمة، والأكيد أن إطارات جديدة سوف تعمل على ضخ دماء جديدة في شرايين المنظومة الثقافية الحالية على مستوى كل التراب الوطني إلا أنني شخصيا لا أراهن كثيرا على الإداري بقدر ما أراهن على حركية وفاعلية المثقفين داخل المجتمع من حيث اكتوائهم بالهم ومن حيث تبنيهم رؤية خاصة للابداع والثقافة لا يمكن أن يتبناها غيرهم ولكن يمكن اتخاذ عقد شراكة بين الطرفين الاداري والمثقف وبالتالي تبني ثنائية التمويل والتنفيذ.. الشاعر أحمد رحمون هناك خيبة ثقافية لا توصف، والمؤشرات على ذلك كثيرة من المفروض أن تسند مسؤوليات القطاع الثقافي إلى مبدعين ومثقفين وفنانينبداية أعتقد أن هناك خللا كبيرا في بنية الثقافة العربية بالأساس تعود جذوره إلى زمن انتصار حضارة القوة على قوة الحضارة ذات مأساة عربية ليس هذا محل نقاشها، أما على مستوى الجزائر فخيبة الثقافة لا توصف والمؤشرات على ذلك كثيرة، فعشرة أفراد هم من يعرفون مالك بن نبي، وأربعون مليون يعرفون مختار بن لعور، وكل هذا الخزي والترهل والبؤس الثقافي يعود برأيي إلى السياسات المتعاقبة التي جعلت الثقافة في آخر رهاناتها، هذا إن دخلت في حساباتها أصلا..أما عن التغيير الوزاري الجديد الذي جعلنا نرى الكاتب والشاعر عز الدين ميهوبي على قمة هرم الثقافة، فهو ما يدعونا لفتح نافذة صغيرة للأمل وأن نعتبر الأمر حدثا ثقافيا بامتياز، هذا إذا سار في طريق طموح المثقف وأماله التي خيبتها السياسات السابقة حين همشت دوره بجهل أحيانا، وبقصد أحيانا كثيرة حينما سلمت مقاليد الثقافة في الأغلب لمن لا يعرفون من الثقافة سوى أنها أرصدة تدخل جيوبهم وليست أفكارا تنير حياتنا.إن أمام الوزير الشاعر تحد كبير وكبير جدا، فهو ليس كغيره حيث جمع بين وعيه بهموم الثقافة والمثقف كتابة وإبداعا، والإدارة ممارسة وانجازا، فهو واجهة للسياسة والثقافة معا، والمأمول منه هو أن يحول قرار الثقافة من سياسي صرف إلى قرار ثقافي.. وأن يكون قرار الثقافة ثقافيا هذا يعني أن يعود للمثقف الحقيقي مكانه ودوره الذي سلبته منه الأيدي الرخيسة، أن يتحول سؤال المبدع في جميع المجالات من كيف ينشر؟ أو يطبع عمله؟ في الاطار المؤسس الصحيح بعيدا عن سماسرة الثقافة الذين يشترون بآيات الأدب ثمنا كثيرا، إلى كيف يسهم في تطوير وبناء العمل الثقافي وترقيته، أن يفسح المجال لوجوه جديدة شابة وفاعلة لتسيير العمل الثقافي، فمن الواجب أن تسند مسؤوليات القطاع الثقافي إلى مبدعين ومثقفين وفنانين، لأن ذالك يصب في صميم رهانات الثقافة اليوم لبعث دم جديد في جسد الثقافة الذي ينهار يوما بعد يوم، أن يصبح المثقف شريكا حقيقيا في إدارة مشهد هو لبنته الأساسية، بل هو سبب وجود في الأصل من خلال التأسيس لمنجزات ثقافية، المثقف وحده من يعي كيف تتم وتهدي إلى مراميها أقول المثقف وحده لا أحد غيره هو من يجب أن تسخر له كل الامكانات لتطويع العمل الثقافي ووضعه في مساره الصحيح، من خلال الاشتغال على رهانات الثقافة الحقيقية التي تبني الإنسان والحضارة. من العار أن نرى كل هذا التاريخ العظيم ولا شيء في الأفق الثقافي يدعو للأملالمثقفون اليوم ينظرون مجيء الشاعر عز الدين ميهوبي وزيرا بكثير من الأمل، وكثير من الخوف أيضا..وكوننا في الجزائر عجزنا أن ننجز حتى مجلات ثقافية متخصصة تليق بسمعة بلد عرف ميلاد أول جامعة في التاريخ أسسها الملك يوبا الثاني في القيصرية/شرشال حاليا، فإنه يعد من قبيل العار أن نرى كل هذا التاريخ العظيم ولا شيء في الأفق الثقافي يدعو للأمل، وكل هذا البؤس في اعتقادي يعود بالدرجة الأولى الى اجتهاد وتفنن بعض التافهين وشذاذ الأفاق بكل الطرق الرخيسة في إبعاد المثقف الحقيقي عن أداء دوره وإدارة بيته الثقافي.في الختام أقول أن المثقفين اليوم ينظرون لمجيء الشاعر عز الدين ميهوبي وزيرا بكثير من الأمل، وكثير من الخوف أيضا. فهو اما أن ينتصر لرهانات الثقافة والمثقف تكملة لمساره الذي قدم فيه الكثير للثقافة ، وذالك من خلال تقديم دور المثقف وتمكينه من الانتصار على الكرنفالية الزائفة وإعطائه الأولوية في ترشيد وإدارة العمل الثقافي، وإما بقاء الحال بائسا كما كان، وهو ما يجعل الرداءة تنتصر على القيمة في عهد وزير يملك الكثير من القيمة في قلوب المثقفين.. وزير انتظرته الثقافة كثيرا فهل يمكن أن نقول أنها وجدته أخيرا؟ هذا ما سوف يخبر به القادم ...أما أنا فأقول السيد الوزير عز الدين ميهوبي مكانتك الحقيقة هي من مكانة المثقف في عهدتك وأنت من ستختار مكانتك.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)