الجزائر - A la une

عقب تنامي ظاهرة الاعتداءات الإجرامية عليهم .. أعوان الغابات يستغيثون .. "من يحمينا"



عصابات الخشب والرمال والفلين ومافيا العقار تهددهم بالتصفية* نددوا بتجاهل الوصاية لمعاناتهم وطالبوا باسترجاع سلاح الخدمة وتدعيم التعداد البشري
* قرروا الدخول في إضراب وطني يوم 26 جويلية الجاري تحت شعار "كفا .. إننا غاضبون"
في حادثة إلى الثالثة من نوعها في ظرف شهرين، الأولى في جيجل، الثانية في أم البواقي، ها هم أعوان الغابات بإقليم أولاد راشد بمقاطعة الغابات بمشد الله بولاية البويرة، يتعرضون لإعتداء من طرف أحد الأشخاص إثر مداهمته وهو بصدد نقل أعمدة خشبية خضراء مقطوعة، حيث قام المعني رفقة شلته برشقهم بالحجارة وتكسير سيارة الخدمة، واقع حال يُؤكد أن حياة أعوان الغابات أضحت في خطر في ظل الاعتداءات المتكررة التي يتعرضون لها، وهو ما أعاد وبقوة مطلب تسليحهم إلى الواجهة.
ما يعرف ب "مافيا الفلين"، وكذا "مافيا الفحم"، وعصابات قطع ونهب أشجار الغابات، كلها سلطت أفرادها في الفترة الأخيرة على أعوان الغابات الذين تعرضوا لأبشع الاعتداءات كونهم وقفوا في وجه الأعمال غير القانونية التي يقوم بها هؤلاء، فعلى سبيل المثال لا الحصر تعرض منتصف ماي الماضي أعوان الغابات بجيجل، لاعتداء من طرف مجموعة ملثمة مختصة في سرقة الفلين أثناء أدائهم لمهامهم بغابة بني خطاب ببلدية أولاد رابح، مع رشقهم بالحجارة وتهديدهم بالتصفية الجسدية مما تسبب في تسجيل عديد الخسائر المادية بالمركبات التابعة لمحافظة الغابات، كما تعرض أيضا بداية جوان الماضي، أعوان الغابات لمحافظة أم البواقي، لعملية تفخيخ لمسلك غابي من طرف مجهولين بأعمدة فولاذية حادة نصبت تحت التراب على مستوى غابة فرن الصغير ببلدية الجازية، ووفقا لما توفر ل "السلام" من معلومات، فإن المقدمين على هذا الفعل كانوا يردون من خلاله منع أعوان الغابات من التقدم إلى عمق الغابة وإجهاض دورية المراقبة التي كانوا بصدد القيام بها لمعاينة الكتل الغابية، مصادر من المنطقة، لم تستبعد أن يكون وراء هذا العمل مافيا الفحم التي غالبا ما تقدم في هذا الوقت من السنة على إضرام الحرائق بالغابة السالفة الذكر على أن يقوموا مباشرة بعد إطفائها من طرف أعوان الحماية المدنية، بحملة واسعة باستعمال عتاد متطور بجمع ما أمكن من الفحم وذلك على حساب ثروة غابية نادرة بالمنطقة، وكما ذكرنا آنفا تعرض منذ أيام قليلة أعوان الغابات بإقليم أولاد راشد بمقاطعة الغابات بمشد الله بولاية البويرة، لاعتداء من طرف أحد الأشخاص إثر مداهمته وهو بصدد نقل أعمدة خشبية خضراء مقطوعة، حيث قام المعني رفقة شلته برشقهم بالحجارة وتكسير سيارة الخدمة.
وعلى ضوء ما سبق ذكره، طالبت الفدرالية الوطنية لعمال الغابات والبيئة والطبيعة المنضوية تحت لواء الإتحاد العام للعمال الجزائريين، في بيان لها أمس تسلمت "السلام" نسخة منه، الوزارة الوصية بوجوب تحيين الأدوات القانونية منها القانون العام للغابات 84-12 والقانون الأساسي 11-127، مع استرجاع كل الأدوات الردعية منها سلاح الخدمة الضروري لأداء مهام الشرطة الغابية، فضلا عن تدعيم التعداد البشري ووسائل وإمكانيات العمل وتعزيز دور إدارة الغابات وتقوية صلاحياتها وإسترجاع مكانة وهيبة رجال الغابات الذين أصبحوا – يضيف المصدر ذاته – عرضة لكل أنواع الاعتداءات والاستفزازات والمضايقات بعد تجريدهم من أبسط شروط حماية النفس ومهددين يوميا في حياتهم وممتلكاتهم من طرف جماعات وعصابات الخشب والرمال والفلين ومافيا العقار، وكذا مفتعلي الحرائق الإجرامية.
وبعدما استنكرت النقابة ذاتها هذه الأفعال الإجرامية الخطيرة التي تطال المنضوين تحت لوائها عبر مختلف ربوع الوطن، دعت كل هياكلها الولائية وكذا التنسيقية الوطنية لضرورة التحرك قبل فوات الأوان من خلال تنظيم إضراب وطني تحت شعار (كفا .. إننا غاضبون) وذلك يوم الأحد المقبل المصادف ل 26 جويلية الجاري، وشددت في المقابل على إلزامية التدخل عند نشوب أي حريق والحرص على مراعاة كل الشروط الوقائية من جائحة "كورونا"، مشيرة إلى أن هذا الإضراب سيتبع بخطوات تصعيدية عند اللزوم.
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)