الجزائر - Généalogie et Familles connues

عشـــــــــــيرة المغــــــــــــــاربة



عشـــــــــــيرة المغــــــــــــــاربة
إن المعلومات والمراجع المتوفرة بين أيدينا هذه الأيام ونبحت في أصول العرب وقبائلهم التي استقرت في الأردن تأخذ بالبحث والدراسة مواطن تلك القبائل في جزيرة العرب وما ألت إليه أحوالهم قبل الإسلام وبعده وحتى استقرار بعض منتسبيها في الأردن كما تبحث من عرف من أبنائها من صحابة وتابعين وعلماء وفقهاء..وغيرهم, في حين لا نجد أية معلومات عن بعض أهل هذه الديار من هاجر اليها من ليبيا وتونس والجزائر ومراكش وموريتانيا علما" بأنهم كثر وموزعون على مختلف مناطق المملكة في الأردن.

ويذكر مصطفى مراد الدباغ في القسم الثاني من الجزء السادس من مؤلفه بلادنا فلسطين] (الجليل) نقلا" عن مؤلفا :

THE HAND BOOK OF PALESTINE AND TRANS-JORDAN

(إن عدد المغاربة في لواء الجليل التابع لجند الاردن سنة 1930م بلغ 1900 مغربي) كانوا يعيشون في قرى عولم ,معذر,العبيديه,عموقة,كفرسبت,سمخ,الرأس الحمر,علما,هوشة,تليل,صفد,الخيط,الناصرة,عين, الزيتون,الخيط, الحجيرات,ماروس, ,ديشوم,وغيرها

وإذا أخذنا نسبة الزيادة الطبيعية للسكان فأن عدد هؤلاء الآن يقدر بحوالي(7000)نسمة نزح أكثرهم بعد نكبة 1948الى الأردن وسوريا ولبنان

أن المتابع لحركة الهجرة من المغرب العربي إلى المشرق العربي يستطيع إن يعزي هذه الهجرة إلى الأسباب التالية :

هجرة قصريه ناتجة عن إبعاد الاستعمار الفرنسي لبعض المغاربة كما حصل للمجاهد الكبير عبد القادر الجزائري واله ومريديه وعدد من المجاهدين القادة الكبار.

هجرة ناتجة عن إصرار بعض المغاربة على عدم الخدمة في الجيش الفرنسي المستعمر

هجرة ناتجة عن رغبة بعض المغاربة في البحث عن العمل والعيش بعيدا" عن استبداد الاستعمار الفرنسي وقد شجع ذلك عدم وجود حدود و إجراءات رسمية بين الأقطار العربية تحول دون ذلك في حينه

هجرة ناتجة عن الرغبة في البحث عن الأهل والأقارب سبق وهاجروا إلى المشرق العربي

هجرة بسبب الحج حيث استقر عدد من المغاربة في هذه الديار بعد أدائهم لمناسك الحج

إن إخراج هذا الدليل إلى حيز الوجود لا يعني إطلاقا دعوة إلى عصبية قبلية جاهلية , فنحن ولله الحمد جزء من أمة الإسلام العظيم صاحبة القران الكريم الداعي الى وحدة الأمة من خلال قولة تعالى في محكم التنزيل.

(يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا" وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله اتقاكم إن الله عليم خبير) سورة الحجرات الأية13
أصول عشيرة المغربي:
إن عشيرة المغربي المتواجدة في الأردن تعد من اكبر الجاليات الجزائرية في هذه البلد وقد تم نفيهم مع عبد القادر الجزائري أثناء جهادهم معه ضد الاستعمار الفرنسي في سنة 1851م إلى بلاد الشام ويعد أصولهم إلى فخذ بني يونس بن باديس من منطقة سور الغزلان في الجزائر وهم يعدوا من أسرة عريقة.

عرفت الأسرة الباديسية منذ القدم بإنجابها للعلماء والأمراء والسلاطين، ويكفي أن نشير إلى أنهم ينتمون إلى ما يقول مؤلفا كتاب أعيان المغاربة المستشرقان Mar the et Edmond Govern والمنشور بمطبعة فوناتانا في الجزائر 1920م, بأن ابن باديس ينتمي إلى بيت عريق في العلم والسؤدد ينتهي نسبه في سلسلة متّصلة إلى بني باديس الذين جدّهم الأول هو مناد بن مكنس الذي ظهرت علامات شرفه وسيطرته في وسط قبيلته في حدود القرن الرابع الهجري، وأصل هذه القبيلة كما يقول المستشرقان من ملكانة أو تلكانة وهي فرع من أمجاد القبيلة الصنهاجية "البربرية" المشهورة في المغرب العربي. ومن رجالات هذه الأسرة المشهورين في التاريخ الذين كان الشيخ عبد الحميد بن باديس يفتخر بهم.

المعز لدين الله بن باديس (حكم: 406-454هـ/1016-1062م) الذي قاوم البدعة ونصر السنة وأعلن مذهب أهل السنة والجماعة مذهبًا للدولة، ثم مؤسس الدولة الصنهاجية وابن الأمير باديس بن منصور والى إفريقيا والمغرب الأوسط (حكم: 373-386 هـ/984-996م) سليل الأمير "بلكين بن زيري بن مناد المكنى بأبي الفتوح والملقب بسيف العزيز بالله الذي تولى الإمارة (361-373 هـ/971-984م) إبان حكم الفاطميين هو رابع السلاطين الزيريين في أفريقية (تونس حاليا).

وتُعتبر فترة حكمه من أطول الفترات خلال العهد الزيري، إذ حكم بين( 406-453/1015-)1061

وقد كان سلطانا جريئا في علاقته بالحكام الفاطميين بمصر. فكان يظهر لهم ندية كبيرة. وكان المعز منحرفاً عن مذاهب الرافضة ومنتحلاً للسنة فأعلن بمذهبه لأول ولايته ولعن الرافضة‏.‏
ثم صار إلى قتل من وجد منهم وفي عهده ألغى المذهب الشيعي، وخلع طاعة الفاطميين، ودعا للعباسيين وإعلان القطيعة للعلاقة بين دولته ودولة المستنصر بالله الفاطمي سنة 441/1049.
فأسفر ذلك عن غضب الخليفة الفاطمي وتحريض القبائل العربية من بني هلال وسليم على الدخول إلى أفريقية. فاجتاحت جموعهم البلاد وزادوا في أزمة الدولة الاقتصادية وقد تسبب ذلك في سقوط الدولة وانقسامها إلى إمارات مستقلة.

اشتهر برجاحة العقل وحسن السياسة،، ستمر ملك المعز بإفريقية والقيروان وكان أضخم ملك عرف للبربر بإفريقية وأترفه وأبذخه وقد دام حكمه 47 سنة.

وهو المعروف بالخليفة أو الملك الزناتي (نسبة إلى قبيلة زناتة وهي من أكبر قبائل البربر قاطبة) الذي قتل على يدالمدعو أبو زيد الهلالي (الذي كان هو وقومه بني هلال يدينون بالولاء للعبيدين(الفاطميين)وهم من الشيعة الإسماعيلية(وهي من أكبر الفرق الباطنية)

وفي العهد العثماني برزت عدة شخصيات من بينها :
قاضي قسنطينة الشهير أبو العباس احميدة بن باديس (توفى سنة 969 هـ/1561م) الذي قال عنه شيخ الإسلام عبد الكريم الفكون : "هو من بيوتات قسنطينة وأشرافها وممن وصلت إليه الريّاسة والقضاء والإمامة بجامع قصبتها، وخَلَفُ سلف صالحين علماء حازوا قصب السبق في الدراية والمعرفة والولاية، وناهيك بهم من دار صلاح وعلم وعمل.
أبو زكرياء يحيى بن باديس ابن الفقيه القاضي أبي العباس "كان حييا ذا خلق حسن، كثير التواضع، سالم الصدر من نفاق أهل عصره، كثير القراءة لدلائل الخيرات وذا تلاوة لكتاب الله.
أبو الحسن علي بن باديس الذي اشتهر في مجال الأدب الصوفي بقسنطينة إبان القرن العاشر الهجري، السادس عشر الميلادي وهو صاحب القصيدة السينية التي نظمها في الشيخ "عبد القادر الجيلاني"
ألا سر إلى بغداد فهي مني النفس وحدق .....لهمت عمن ثوى باطن الرمس
الشيخ المفتي بركات بن باديس دفين مسجد سيدي قمّوش بقسنطينة في الفترة نفسها

أبو عبد الله محمد بن باديس الذي قال عنه الشيخ الفكون.

كان يقرأ معنا على الشيخ التواتي محمد التواتي أصله من المغرب، كانت شهرته بقسنطينة وبها انتشر علمه.
كانت له بالنحو دراية ومعرفة حتى لقب بسيبويه زمانه، وله معرفة تامة بعلم القراءات آخر أمره، وبعد ارتحاله استقل بالقراءة عليّا وهو من موثّقي البلدة وممن يشار إليه

الشيخ أحمد بن باديس الذي كان إماما بقسنطينة أيام الشيخ عبد الكريم الفكون خلال القرن الحادي عشر الهجري السابع عشر الميلادي.
كفاح أبناء عشيرة المغربي مع الأمير عبدا لقادر الجزائري :
بدأ كفاح أبناء عشيرة المغربي بقيادة الأمير عبدا لقادر و بالتحاقهم بالمتطوعين للجهاد في1832م ،لتبدأ سيرتهم الجهادية بتأليف السرايا وجمع القبائل على الجهاد ضد الفرنسيين ، فحققوا نجاحات أرغمت الفرنسيين على عقد معاهدة مع الأمير في 1834م لكن الفرنسيين خرقوا المعاهدة وجددوا الحرب فواجهوهم واستطاعوا هزمهم في معركة المقطع 1835م ، وبعد هذه النكسة بالفرنسيين حولت القيادة الفرنسية إلى انتهاج سياسة المواجهة وتجريد الحملات مستخدمين المدفعية في هجومهم على أماكن تواجدهم الرئيسة ، وهذا ما مكنهم من الاستيلاء على معسكر ثم احتلال تلمسان ، وهذا كان الدافع لهم من استمرار ضغطهم على القوات الفرنسية واستمرار المقاومة مما أدى إلى تكبد الفرنسيين خسائر في الرجال والعتاد وهذا ما أدى إلى اضطرار القيادة الفرنسية بسيادة الأمير عبد القادر على الناحية الغربية والوسطى من الجزائر ، الأمر الذي سمح لهم بالتفرغ لتنظيم الدولة ومؤسساتها وإخضاع المناوئين لهم والرافضين لسلطة الأمير عاد الفرنسيين إلى نقض المعاهدة عندما فسروا بنود المعاهدة لمصلحتهم ، عندما خولوا انفسهم عبور المناطق التابعة لهم ، وتبعا لهذا الموقف اضطر الأمير إلى إعلان الجهاد ضد الفرنسيين . فتعرضت المراكز الفرنسية إلى هجمات عنيفة مباغتة عليهم، فبادر الفرنسيون إلى تجريد قواتهم المتفوقة عدة وعددا لمهاجمة مراكزهم ومدنهم والاستيلاء عليها. كما اتخذ الفرنسيين أسلوب الحرب الشاملة المعروفة بالأرض المحروقة أدت إلى سقوط مدنهم ومراكزهم وأرغمتهم إلى التحول إلى حرب العصابات (1844 –1847م) التي واجهها الفرنسيون بتكثيف الهجمات على القبائل حتى تضطر في الأخير عن الامتناع عن تقديم أي مساعدة للأمير وأتباعه. وقد دعم كفة فرنسا إقرار مجلس نوابها لزيادة الاعتمادات المالية المخصصة للحرب في الجزائر ، فتم إرسال فرق جديدة من الجيش إلى الجزائر. إن الحرب المفتوحة التي صمم عليها الفرنسيون وأسلوب حرب العصابات الذي اختاره المقاومون لمواجهتهم ، كانت نتيجتها متوقفة على كسب الأنصار وتجنيد العيون وتوفير الأموال ، وهذا ما كان ينقصهم ويتوفر لدى الفرنسيين ، الأمر الذي مكنهم أخيرا من تحقيق نجاحات ضد مقاومة المغاربة ، فكان استيلاءهم على زمالة عاصمتهم المتنقلة- بدءا للعد التنازلي ، إذ حرم المغاربة من نقطة ارتكاز وتم الاستيلاء على ثروات خزينتهم. ومع سقوط الزمالة كان بدء النهاية المغاربة الانه لم يكن في منعطف حرب العصابات نهاية لمقاومة المغاربة ، فاستمرت الحرب طويلا ولم يحقق الفرنسيون النصر النهائي على الجزائريون باستيلائهم على العاصمة المتنقلة زمالة. لكن بعد سقوط الزمالة 1843م اضطر المغاربة إلى انتهاج أسلوب الكر والفر ،فكانوا يتنقلون سريعا من مكان لأخر ويباغتون العدو على حين غرة ثم يتراجعون بعيدا. ومع استمرار الضغط الفرنسي عليهم أمر الأمير في التحول إلى بلاد القبائل أولا ثم عادوا منها إلى الجهات الشرقية للمغرب الأقصى، وكانوا يأملون المغاربة بأن يقف السلطان المغربي عبدالرحمن إلى جانبهم ، لكن الأخير لم يلبث أن تحول عنهم وأمر بالتضييق عليهم ثم طلب من أعوانه بإلقاء القبض عليهم أو طردهم عملا بمعاهدة ابرمها مع الفرنسيين .

فوجدوا المغاربة أنفسهم في مواجهه الإخوان المغاربة الذين جاء نحوهم يطلبوا حمايتهم وأصبحوا في ضائقة بعد أن تعرضت دائرتهم لمهاجمة بعض القبائل، كما نكل بالمهاجرين من قبائل المؤيدة لهم عندما حاولوا الالتحاق بهم.

فانتقموا المغاربة مع الأمير من القبائل المعتدية عليهم ، وعندما توجهت القوات المغربية لمحاصرتهم في ملوية، دخلوا معها في ثلاثة اشتباكات دامية قتل فيها بعضهم وخسر فيها المغاربة المئات من الجنود لقلة خبرتهم في القتال.

عندها صمم أخوانهم المغاربة على مواجهتهم والقضاء عليهم ، فعقد الأمير مع المقاومين المغاربة آخر مجالس استشارته فاجتمع بفرسانه على ظهور الخيل وفي ظلمة الليل حتى لا يتفطن لهم أخوانه من المغاربة او ينتبه لامرهم الفرنسيين الذين كانوا يراقبون تحركاتهم من بعيد.

لقد لخصت السيرة الذاتية للأمير والمقاومين المغاربة ما دار في هذا الاجتماع الخطير والحاسم والذي قرروا فيه التوقف عن الجهاد وإلقاء السلاح بعبارات مؤثرة أوضحت بتسليم أنفسهم مع الأمير للفرنسيين الذين يحترمون الأبطال ، فسلموا أنفسهم للفرنسيين 1847م ليبتدئ معهم أسلوب أخر من الجهاد وهو الجهاد من الخارج الجزائر .

استقر أبناء عشيرة المغربي مع الأمير عبد القادر الجزائري في دمشق من عام 1856 إلى عام وفاته عام 1883 أي 27 سنة.

ومنذ قدومه إليها من إسطنبول تبوأ فيها مكانة تليق بهم. وبعد أربعة أعوام من استقرارهم في دمشق، حدثت فتنة في الشام عام 1860 واندلعت أحداث طائفية دامية، ولعب الزعيم الجزائري دور رجل الإطفاء بجدارة، فقد فتحوا بيوتهم للاجئين إليه من المسيحيين في دمشق كخطوة رمزية وعملية على احتضانهم.

وهي مأثرة لا تزال تذكر لهم إلى اليوم إلى جانب كفاحهم ضد الاستعمار الفرنسي في بلادهم الجزائر.

وقد أعطت لهم الدولة التركية أمتيازت كبيرة من الأراضي في فلسطين والجولان وسوريا ولبنان تقديرا واحترام لهم وللأمير عبد القادر ودعمهم في كفاحهم ضد الاستعمار الفرنسي .
عشيرة المغربي وأصولهم البربرية :
إن البربر شعوب متعددة القبائل، تنتهي في رأي النسابة إلى جذرين أصليين: (البرانس) و(البتر)، وينتهي البرانس والبتر معًا إلى (مازيغ ابن كنعان، من نسل حام بن نوح، عليه السلام، ويذكر ابن خلدون أنهم -البربر- من بني برّ بن قيس بن عيلان، وهي قبيلة مضرية، فهم إذن ساميون عرب، وكان دينهم دين المجوسية.

ومع وصول قوافل العرب الفاتحين في القرن الأول الهجري، بدأ المغاربة يدخلون في دين الله أفواجًا، وكان لهؤلاء الفاتحين الأوائل، أمثال عقبة بن نافع وأبي المهاجر دينار، دور عظيم في نشر الإسلام في تلك الربوع، (كما ترك موسى بن نصير سبعة عشر فقيهًا بالمغرب، وأرســل عمـر بن عبد العزيز رضي الله عنه بعثة إلى المغرب تضم عشرة من فقهاء التابعين.

وقد ثبت الأمازيغ على عقيدة الإسلام بعد فترة قصيرة من الزمن، فما كاد ينتهي القرن الأول إلا وهم ثابتون على عقيدة الإسلام.

وما الجهـود التي قدمها (البربـر) في فتح الأندلس بقيـادة طـارق ابن زياد البربري، إلا دليل على وجود مد إسلامي قوي بينهم. وامتزج العرب والبربر مع مرّ القرون، وتكوّن منهم جنس، أُمُّهُ الجزائر وأَبُوهُ الإسلام، كما يحلو للإمام ابن باديس أن يصفهم، إذ يقول: (إن أبناء يعرب وأبناء مازيغ، وحّد بينهم الإسلام منذ بضعة عشر قرنًا، ثم دأبت تلك القرون تمزج بينهم في الشدة والرخاء، حتى كوّنت منهم منذ أحقاب بعيدة عنصرًا مسلمًا جزائريًا، أمّه الجزائر وأبوه الإسلام.

وقد أقبل البربر على دين الله، وتشرّبوا وأُشربوا حُبه، وتثقفوا بثقافته، وتحصنوا بعقيدته، فأصبحوا ركنًا من أركانه يذودون عنه باللسان والقلم والسيف.

واليوم لا يمكن التمييز بين هاتين الطائفتين أبدًا، فلا طرائق المعيشة ولا اللغة يمكن أن يستخلص منها أساس لمثل هذا التمييز، ناهيك عن عقيدة التوحيد التي ألّفت بين قلوبهم

ولقد اتضحت آيات اتحادهم جلية، وبرهن الشعب الجزائري في أحلك الأوقات أنه شعب واحد، لا يرضى بغير الإسلام دينًا، فهبّ منذ وطئت أقدام المستعمر بلاده يقاوم ويحارب جحافل الغزاة.

وعلى الرغم من أهمية الإحاطة بالحالات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية للمجتمع الجزائري، التي مهدت لظهور الحركة الإصلاحية، إلا أننا سوف نركّز على الحالة الثقافية والفكرية، لأنها الصورة الأكثر دقة وتعبيرًا عن الواقع بكل أبعاده تقريبًا.
عشيرة المغربي من قبيلة صنهاجة :
استقرت قبائل صنهاجة في بداياتها في شمالي الصحراء الكبرى. وبعد وصول الإسلام، أصبحوا منتشرون أيضا في بلاد السودان (أي على ضفاف نهري السنغال والنيجر). بدأت قبائل صنهاجة تستقر تلقائيا في الأطلس المتوسط منذ القرن التاسع للميلاد، كما في جبال الريف وعلى الساحل الأطلسي للمغرب.

جزء من الصنهاجيين استقروا في شرق الجزائر (كُتامة)، ولعبوا دورا هاما في وصول الفاطميين للسلطة.

سلالات صنهاجية مثل الزيريون والحماديون حكموا في إفريقية حتى القرن الثاني عشر وقد قيل في صنهاجة:
قوم لهم درك العلى في حمير ** وإن انتموا صنهاجة فهمُ همُ

لما حووا إحراز كل فضيلة ** غلب الحياءُ عليهمُ فتلثموا
في بداية القرن التاسع تشكلت مملكة قبلية من قبيلة مسوفة ولمتونة في ما يُعرف الآن ب موريتانيا تحت نهر تلنتان (826م)، التي كانت تسيطر على طريق التجارية لغربي الصحراء الكبرى كما حاربوا ملوك "ما كان يوصف ببلاد السودان" (ولا يجب الخلط بينه والسودان الحديث.

ورغم أنهيار هذه الامبراطورية في بداية القرن العاشر إلا أن المُبشر والعالم الديني عبد الله بن ياسين الجازولي استطاع ان يُوحد القبائل في تحالف من المرابطين في منتصف القرن الحادي عشر للميلاد.

وفي وقت لاحق استطاع هذا الإتحاد السيطرة على المغرب الأقصى وجزء من المغرب الأوسط، وإقليم الأندلس في إسبانيا، وكذلك إمبراطورية غانا.
مع غزو قبيلة بنو هلال للمغرب العربي في القرن الحادي عشر، أستعربت قبائل صنهاجة تدريجيا.
سكان منطقة القبائل في الجزائر هي من نسل قبيلة كوتامة الصنهاجية، بخلاف عدة قبائل مغاربية وصحراوية (في الصحراء المغربية ثم الصحراء الموريتانية)، حيت تعرّبت في كثير من الأحيان بالإبقاء على عناصر هامة من الثقافة والمجتمع الصنهاجي.
عشيرة المغربي وأصولهم الى حضارة الأمازيغ :
عرف الأمازيغ قديما في اللغات الأوروبية بأسماء عديدة منها المور (Moors / Mauri)وتشبه في مخارجها كلمة (مغربي)واشتقت منها كلمة "موريطانيا". وأطلق اليونان عليهم المازيس Mazyes، أما المؤرخ اليوناني هيرودوتس فأشار إلى الأمازيغ بالكلمة ماكسيس Maxyes. وأطلق المصريون القدماء على جيرانهم الأمازيغ اسم "المشوش". أما الرومان فقد استعملوا ثلاث كلمات لتسمية الشعب الامازيغي وهي النوميديون، الموريتانيون، والريبو (, R'bw). وكان العرب غالبا يطلقون عليهم اسم المغاربة وأهل المغرب أو البربر. والبربر في العربية كلمة منقولة عن الجذر اللاتيني الإغريقي باربار (Barbar) وهي كلمة استعملها اللاتينون لوصف كل الشعوب التي لا تتكلم اللاتينية أو الإغريقية اعتقادا منهم بتفوق الحضارة اليونانية والرومانية على كل الحضارات، كما كان يسمي الهنود غيرهم "مليج" ويسمي العرب غير المتكلمين بالعربية بالعجم. ويجدر الذكر أن لقب البرابر أطلقه الرومان أيضا على القبائل الجرمانية والإنكليزية المتمردة عليهم أيضا وليس فقط على القبائل الأمازيغية. ووقع أيضا ساكنة سوقطرة الجزيرة تحت مسمى البربر.

وقد أثبتت أثبتت الدراسات[2] على عينات من الحمض النووي لعدد كبير من سكان شمال أفريقيا بالمغرب والجزائر أن الصفة E-M81أو(E1b1b1b) هي الصفة المميزة بشكل خاص لذوي الأصول الأمازيغية الناطقين بها وذلك بنسبة 60 إلى 80 في المائة، وعند عرب المغرب بنسبة 30 إلى 50 في المائة، والصفة E-M78 بنسبة 2 إلى 12 في المائة عند الناطقين بالأمازيغية، وبنسبة 10 إلى 44 في المائة عند عرب المغرب، والصفة E-M35 عند الناطقين بالأمازيغية بنسبة 8 في المائة وكذلك بالنسبة للصفة J-M267، وهذا يجعلنا نستنج أن الانتماء اللغوي لا يعكس تماما الانتماء العرقي.

كما أن العلماء يقدرون عمر هذه السلالة ب 5600 سنة فقط، أي أن الجد الجامع لهذه السلالة عاش قبل 5000 سنة فقط.

وأثبتت الدراسات أن 62 في المائة من طوارق النيجر لا يختلفون في جيناتهم عن باقي سكان النيجر و 9 في المائة فقط منهم يحملون الجين المميز للأمازيغ E1b1b1b. كما وقد ثبت وجود هذا التطفر بنسب قليلة بين بدو صحراء النقب ولبنان وقبرص التركية وفي إسطمبول التركية وشمال شرق تركيا وجنوبها الغربي وفي جنوب الجزيرة العربية وجد بنسبة ضعيفة 0.6% في الإمارات العربية المتحدة[5] مما يدعم فرضية هجرة هذا العرق من غرب آسيا.

وهذا العلم لا يسقط فرضية أن المغاربة عرب عاربة مع أن الصفة J1 تغلب على أهل اليمن فابن خلدون كان قد ذكر أن في زمانه غلب البدو العدنانيين على اليمن، هذا يعني أن الصفة الغالبة في اليمن اليوم هي للعدنانيين إنه يتبقى أن العرب العاربة في E1b1b1 وهي صفة تتواجد باليمن وسلطنة عمان وباقي الجزيرة العربية بالإضافة إلى أن الفرع E1b1b1c1 يميز الساحل الجنوبي للجزيرة العربية ونادر الوجود خارج المنطقة العربية.

وأثبت هذا العلم أيضا أن هذه الصفة (E1b1b1b) تمثل 8% من الشعب المصري لكنها ليست من صفات الأقباط(J1 نسبتها 39.4% وE-M78 نسبتها 15.15% وR1b نسبتها 15.15% وE3b* نسبتها 6% وB نسبتها 15.15% وJ2 نسبتها 6% وK* نسبتها 3%)[6] Hassan et al أي أن المصريين والمغاربة قديما يختلفون عرقيا

وثبت أيضا أن اليهود المغاربة ليسوا من السلالة المغربية E-M81أو(E1b1b1b) فهم يتوزعون على السلالات (5% من E1b1b1 و15% من E1b1b1a و 30% من G2a و 20% من J2 و 10% من J1 و 10% من T و 10% من R1b1c) وهذا حسب دراسة Shen et al. 2004 [7] وكذلك الأمر فإن السلالة المغربية ليست مكونا لسلالات اليهود الليبيين وهذا يوضح أن المغاربة لم يعتنقوا الدين اليهودي

يعيش الأمازيغ في المنطقة الجغرافية الممتدة من غرب مصر إلى جزر الكناري، ومن ساحل البحر الأبيض المتوسط شمالاً إلى أعماق الصحراء الكبرى في النيجر ومالي جنوباً.

مع وصول الإسلام إلى شمال إفريقية، إستعرب جزء من الأمازيغ بتبنيهم اللغة العربية لغة الدين الجديد. وبقي جزء آخر محتفظاً بلغته الأمازيغية. وبسبب ذلك أثرت اللهجات الأمازيغية في العربية الوافدة فنشأت لهجات المغرب العربي والتي تختلف بعض الشيء عن لهجات المشرق العرب.

ينتشر المتحدثون حالياً باللغة الأمازيغية في العديد من الحواضر (بركان، فكيك، أكادير، الناظور، الحسيمة، الخميسات، إفران، جادو، نالوت، زوارة، كاباو،تاغما، زنزور، ورفله، سوكنة، اوجلة، تيزي وزو، البويرة، بومرداس، بجاية، باتنة، خنشلة، أم البواقي، غرداية، تمنراست، ايليزي، مطماطة، تطاوين، جزيرة جربة، تبسة، سوق اهراس، سطيف، برج بوعريريج جيجل وبسكرة و ادرار و قالمة و قسنطينة.) وينتشرون أيضاً على شكل تكتلات لغوية أو قبلية كبيرة الحجم واسعة الإنتشار ببوادي وقرى المغرب العرب

المغرب :

يتوزع الناطقون باللغة الامازيغية في المغرب على ثلاث مناطق جغرافية واسعة، وعلى مجموعة من المدن المغربية الكبرى، وعلى عدد من الواحات الصحراوية الصغيرة. المناطق الثلاث الأمازيغية اللغة في المغرب هي :

منطقة الشمال والشرق وتمتد على مساحة حوالي 50.000 كيلومتر مربع وتسكنها حوالي 7 مليون من الناطقين بالريفية والزناتية (الزناسنية). ويوجد الناطقون بالريفية والزناتية (الزناسنية) أيضا ببعض المناطق في الأطلس المتوسط وإقليم فكيك Figuig، بالإضافة إلى تواجدهم بمدن الشمال الغربي (طنجة، تطوان) ومدن الشرق (وجدة، بركان). (ويقدر العدد الإجمالي لبربر المغرب الناطقين بالريفية (تاريفيت) والزناتية (الزناسنية) (ثازناسنيث) بحوالي 7 ملايين وتتميز هذه المنطقة بتنوعها الجغرافي، وإطلالها على البحر المتوسط والانخفاض النسبي لدرجات الحرارة مقارنة ببقية المغرب.

2 - منطقة الأطلس المتوسط هي منطقة واسعة متنوعة جغرافيا ومناخيا لا تطل على البحر، وتبلغ مساحتها ما لا يقل عن 50.000 كيلومتر مربع. وتتميز بقساوة في المناخ تتراوح ما بين البرد القارص في أعالي جبال أطلس وجفاف الصحراء الشرقية. (ويبلغ عدد السكان الناطقين بالأمازيغية الزيانية (تازايانيت) فيها حوالي 7 مليونين نسمة ادعاء غير موثق منذ 141 يوماً.

3- مناطق سوس: وهي مناطق واسعة متنوعة يغلب عليها المناخ الدافئ قرب البحر والحار في الداخل والبارد في جبال الأطلس. يبلغ مجموع مساحة هذه المناطق ما لا يقل عن 60.000 كيلومتر مربع. وتنتشر في هذه المناطق (تاشلحيت / تاسوسيت). (ويبلغ عدد السكان الناطقين بها هناك حوالي 4 ملايين نسمة[ادعاء غير موثق منذ 141 يوماً]). حيث يشكل الناطقون باللغة الأمازيغية كلغة أم نسبة من 65 إلى 80 % من مجموع السكان البالغ عددهم حوالي 34 مليون نسمة.

الجزائــر:

حيث يشكل الناطقون باللغة الأمازيغية كلغة أم نسبة من 40إلى 50% من مجموع السكان البالغ عددهم حوالي 35مليون نسمة حسب إحصائيات جانفي2006 تنتشر اللغة الأمازيغية في الجزائر بمناطق كثيرة أهمها:

- منطقة القبائل: وتنتشر بها اللهجة القبائلية في المنطقة الواقعة شمال الجزائر ويبلغ عدد المتكلمين بها حوالي 07 ملايين مستعملة في منطقة القبائل التي تضم كل من ولايات تيزي وزو، بجاية ،بومرداس ،البويرة وجزء من ولاية سطيف وبرج بوعرريج و البليدة والمدية والجزائر العاصمة لتواجد الولايات الأخريات على حدود مع تيزي وزو وبجاية، كما أن ولاية الجزائر العاصمة 70 بالمائة من سكانها أمازيغ .

منطقة الشاوية: تستعمل بالمنطقة اللهجة الشاوية في الجزائر وتوجد كذلك بتونس من حيث التعداد البالغ قرابة 5 ملايين مستعلمة في ولايات باتنة، خنشلة وأم البواقي عامة وجزء من بسكرة وتبسة وسوق اهراس و قالمة و سطيف وكذلك قسنطينة والڨصرين (تونس) كامتداد لفروعها.

- بنو مزاب تتركز اللغة المزابية أساسا بولاية غرداية (تغردايت) الواقعة في الخط الأحمر بين الشمال والجنوب وهي الشبكة الجغرافية المسماة: وادي مْزاب يبلغ تعداد المتحدثين بالمزابية حوالي أكثر من ثلاثمائة ألف نسمة 300.000

الطوارق: تستعمل اللهجة الترقية عند الطوارق الذين يفضلون تسمية تماجيغت أي بقلب حرف الزاي بحرف الجيم، يتواجد الطوارق خصوصا بولايات تمنراست، إليزي، أدرار وبشار يبلغ عدد المتحدثين بها حوالي أكثر من مليون ونصف مليون نسمة كما أن الطوارق يتواجدون كذلك في ليبيا ومالي والنيجر وحتى بوركينافاسو

الشناوية يتواجد استعمال هذه اللهجة بجبال الشنوة بولاية تيبازة يبلغ تعدادها حوالي 600 ألف نسمة.
الشلحة : متواجدة بولاية تلمسان على الحدود الجزائرية المغربية مستعملة ببني بوسعيد يبلغ عدد المتحدثين بها حوالي 13 ألف نسمة وأصل أمازيغ المنطقة من قبيلة زناتة.

أمازيغ تقارقرانت: ويتواجدون بالقرب من ورقلة وتوقرت ونقوسة عدد مستعمليها غير محدد. كما يتواجد بالجزائر الكثير من المناطق الامازيغية المعربة حيث تستعمل هذه المناطق الكثير من الكلمات الامازيغية مثلما هو الحال في ولاية جيجل وسكيكدة وحتى بعض المناطق بغليزان.كما نجد لهجة تزناتيت بتيميمون ولاية ادرار ولهجة أخرى يتكلمونها في اقلي ولاية بشار وأخرى بالبيض (بوسمغون)، ويوجد بولاية البليدة امازيغ " بني صالح وبني ميصرة وبني مسعود"

تونس :

يشكل الناطقون باللغة الأمازيغية 000 100 نسمة ينتشرون في مطماطه، تطاوين، جزيرة جربة، ڨفصة، الڨصرين وجبال خمير

ليبيا :

يتركز أهلها في جبل نفوسة (الجبالية) وفي الشمال الغربي بمدينة زوارة (تامورت) أو (أتويلول) و(الغدامسية) في غدام.

مصر

هجرة المغاربة إلى مصر قديمة العهد. والطريق المغربي الذي يصل بلاد المغرب بمصر؛ كان معبراً مفتوحاً منذ أقدم العصور، ولكن بعد نزول الفاتحين العرب المسلمين في بلاد المغرب واحتكاكهم بالأمازيغ، قام التعرب الثقافي في بلاد المغرب بصورة تلفت النظر، ومثلت قبائل المغرب دوراً هاماً في تاريخ العروبة في مصر وشمالي إفريقية وبلاد السودان من السنغال في أقصى الغرب إلى الصومال في أقصى الشرق

وكان ل الفاطميين أثر لا ينكر في هجرة جموع كبيرة من قبائل الأمازيغ المتعربة إلى مصر، فمن المعلوم أن الفاطميين قد اعتمدوا في تأسيس دولتهم في المغرب على قبيلة كتامة، وكانوا وجوه الدولة الفاطمية وأكابر أهلها. وكان أن انتقلت أغلب قبائل كتامة إلى مصر بانتقال الفاطميين إليها. وكانت منازلهم في القاهرة بحارة كانت تسمى حارة كتامة. كما وكانت منازل زويلة بحارة زويلة والباب المعروف بباب زويلة. ولهذا يعد العصر الفاطمي مرحلة هامة في تاريخ الهجرات المغربية إلى مصر، ففي هذا العصر انتقلت موجات كبيرة من المغرب، واستقرت في الجانب الغربي لمصر، في غربي الدلتا، والبحيرة والفيوم، والواحات وسائر الجهات الغربية من صعيد مصر.

وكان يحتفل الأمازيغ برأس السنة الأمازيغية التي توافق اليوم الثاني عشر من السنة الميلادية.

خلال حكم الأسرة الفرعونية الحادية والعشرون الذي دام مائة وثلاثين عاما تقريبا عصفت خلالها الأحداث بمصر من الداخل والخارج وعم الفساد بالدولة أنهكت الضرائب كاهل الشعب مما أدى إلى تفكك البلاد خصوصا منذ تولي سي أمون (أب آخر ملوك الأسرة الأسرة الحادية والعشرون) وبعد أن توفي سي أمون وتولى ابنه بسوسنس الثاني (آخر ملوك الأسرة الحادية والعشرون) الحكم في مصر لم يجد الفرعون بداً من محاولة حل المشاكل سلميا وأطر من خلالها إلى مهادنة مع إسرائيل أيضا التي كانت قوتها تتعاظم في فلسطين تحت حكم داود، وعقد معها صلحا مهينا تمت جميع شروطه على حساب مصر وفي هذه الفترة ظهر الزعيم الأمازيغي شيشنق وبدأ يعد خطة صامتة ولم يلجأ إلى خلع الفرعون بسوسنس الثاني آخر ملوك هذه الأسرة ولكنه انتظر حتى يموت حيث قام بعد ذلك قام بتوطيد مركزه العسكري والديني في الدولة وأدرك شيشنق منذ البداية أنه ليحكم هذه البلاد عليه أن يكسب ود الشعب المصري وذلك بالحفاظ على مورثاتهم ومعتقداتهم الدينية التي كانوا يعتزون بها وساعده في سيطرته نفوذ عائلته الديني في البلاد، حيت يتضح من النقوش المصرية أن والد شيشنق الأول ورث عن أجداده منذ مواساته رئاسة الكهنة في طيبة، وحمل لقب الكاهن الأعظم..[بحاجة لمصدر] فاعتلى الملك شيشنق الحكم سلميا وبرغبة من الشعب المصري نفسه آنذاك سنة 959 قبل الميلاد أي بعد موت الفرعون الأعظم بسوسنس الثاني مباشرة وهذا هو سبب احتفال الأمازيغ برأس السنة الأمازيغ.[بحاجة لمصدر] وتجدر الإشارة أن مصر كلمة أمازيغية محرفة من أصلها الثابت " مزرَ " والتي تعني باللغة العربية " ذات الأحجار " نسبة إلى كثرة الأحجار في رمال الصحراء المصرية الفرعونية.

تختلف العادات الأمازيغية من منطقة وحقبة زمنية إلى أخرى. عبد الأمازيغ القدماء كغيرهم من الشعوب الأرباب المختلفة، فبرز من معبوداتهم تانيث وآمون وأطلس وعنتي وبوصيدون. ومن خلال دراسة هذه المعبودات وتتبع أنتشارها في الحضارات البحر الأبيض المتوسطية يمكن تلمس مدى التأثير الثقافي الذي مارسته الثقافة الأمازيغية في الحضارات المتوسطية. ويمكن اعتبار آمون وتانيت نموذجين لهذا التأثير الحضاري

تانيث :

تانيث هي ربة الخصوبة وحامية مدينة قرطاج، وهي ربة أمازيغية الأصل عبدها البونيقيون كأعظم ربات قرطاج وجعلوها رفيقة لكبير ألههم بعل، كما عبدها المصريون القدماء كأحد أعظم رباتهم وقد عرفت عندهم باسم نيث، ويؤكد أصلها الأمازيغي (الليبي) ماأشار إليه الأستاذ مصطفى بازمة من أن معظم مؤرخي مصر الفرعونية أشاروا إلى أنها معبودة أمازيغية استقرت في غرب الدلتا، ثم عبدت من طرف الإغريق حيث عرفت باسم آثينا بحيث أشار كل من هيرودوت وأفلاطون أنها نفسها نيث الليبية، وقد سميت أعظم مدينة إغريقية إلى هذه الربة الأمازيغية أثينا.

ويرجح المؤرخون أن هذه الربة قد عبدت في تونس الحالية حول بحيرة تريتونيس حيث ولدت وحيث مارس الأمازيغ طقوسا عسكرية أنثوية تمجيدا لهذه الربة.

إلى جانب هذه الآلهة عبد الأمازيغ أيضا الشمس وهو ماذكره هيرودوت وابن خلدون كما مارسوا العبادة الروحية التي تقوم على تمجيد الأجداد كنا أشار إلى ذلك هيرودوتس. وبطبيعة الحال وحد الأمازيغ الإله قبل دخول الإسلام، فمن خلال عبادتهم للطبيعة وصلوا توصلوا إلى توحيد الإله المعبود وكان يُطلق عليه اسم " أكوش " أو " أوشت "
من خلال نقوشات موجودة في شمال أفريقيا يتبين أن اليهود قد عاشوا في تسامح مع القبائل الأمازيغية.

يرجح أن اليهود نزحوا أول الأمر مع الفينيقيين إلى شمال أفريقيا ويذكر ابن خلدون أن قبائل عديدة من الأمازيغ كانت تدين باليهودية قبل الفتح الإسلامي وبعضها بقي على هذا الدين بعد الفتح.

المسيحية :

القديس أوغسطينآمن الأمازيغ أيضا بالديانة المسيحية ودافعوا عنها في محنتها من أمثال توتيلينونس وأرنوبيوس، كما برز أوغسطين كأحد أعظم آباء الكنيسة، وكذلك تحكي المراجع العربية أن كسيلة بن لزم كان على النصرانية وقد تكون قبائل البرانس التي كان على رأسها كذلك كانت على هذا الدين.

الإسلام :

وآمن الأمازيغ أيضا بالديانة الإسلامية وقاموا بنشرها حتى أن أول المسلمين الذين فتحوا الأندلس كانوا في معظمهم أمازيغ بقيادة طارق ابن زياد، وكان عميد فقهاء قرطبة صاحب الإمام مالك من الأمازيغ وهو يحيى بن يحيى بن كثير الذي نشر المذهب المالكي في الأندلس، والمخترع عباس بن فرناس أول من حاول الطيران، وغيرهم. ويمكننا أن نلمس مدى تشبت الأمازيغ بالإسلام والدفاع عنه في نص ماقاله ابن خلدون

وأما تخلقهم بالفضائل الإنسانية وتنافسهم في الخلال الحميدة وما جبلوا عليه من الخلق الكريم مرقاة الشرف والرفعة بين الأمم ومدعاة المدح والثناء من الخلق من عز الجوار وحماية النزيل ورعي الأذمة والوسائل والوفاء بالقول والعهد والصبر على المكاره والثبات في الشدائد‏.‏

وحسن الملكة والإغضاء عن العيوب والتجافي عن الانتقام ورحمة المسكين وبر الكبير وتوقير أهل العلم وحمل الكل وكسب المعدوم‏.‏ وقرى الضيف والإعانة على النوائب وعلو الهمة وإباية الضيم ومشاقة الدول ومقارعة الخطوب وغلاب الملك وبيع النفوس من الله في نصر دينه‏.‏ فلهم في ذلك آثار نقلها الخلف عن السلف لو كانت مسطورة لحفظ منها ما يكون أسوة لمتبعيه من الأمم وحسبك ما اكتسبوه من حميدها واتصفوا به من شريفها أن قادتهم إلى مراقي العز وأوفت بهم على ثنايا الملك حتى علت على الأيدي أيديهم ومضت في الخلق بالقبض والبسط أحكامهم.‏

وأما إقامتهم لمراسم الشريعة وأخذهم بأحكام الملة ونصرهم لدين الله، فقد نقل عنهم من اتخاذ المعلمين لأحكام: دين الله لصبيانهم، والاستفتاء في فروض أعيانهم واقتفاء الأئمة للصلوات في بواديهم، وتدارس القرآن بين :أحيائهم، وتحكيم حملة الفقه في نوازلهم وقضاياهم، وصياغتهم إلى أهل الخير والدين من أهل مصرهم التماساً في:آثارهم وسوءاً للدعاء عن صالحيهم، وإغشائهم البحر لفضل المرابطة والجهاد وبيعهم النفوس من الله في سبيله وجهاد عدوه مايدل على رسوخ إيمانهم وصحة معتقداتهم، ومتين ديانتهم
المغــاربه في ســور الغــزلان :
مدينة جزائرية عريقة بأثارها وينتمي أليها عشيرة المغاربة أسسها الاخوان مختاري ابراهيم وخليل يحياوي الذان ينتهي نسبهما عند ماسينيسا اسمها سور الغزلان بكسر الغين أغلب والشائع بين غيـر سكان المدينة نطقها بفتح الغين وهذا خطأ ,وتنسب التسمية إلى السور المحيط بها، والغـزلان النوافذ الموجودة بالسور تظهر بحجم كبير من الخارج صغير ضيق من الداخل يرجع إلى عهد الرومان.

تقع المدينة القديمة في هضبة مطلة على المدينة الجديدة بعنفوان وشموخ اطلق عليهـا الرومان اسم *أوزيا*تحتضن ضريح القائد الأمازيغي ماسينيسا.

توجد بالمدينة لحد يومنا هذا بعض البيوت من وقت الرومان وكذا من وقت الأتـراك في حالة جيدة وتعرض معظم الأثار للنهب في فترة الاستعمار الفرنسي، أطلق عليها الفرنسيون اسم أومال.

رغم ما تعرضت له المدينة القديمة من نهب لآثارها إلا أنها لا زالت شامخة بمعالمهـا وتقاليدها مثخذة من وسط المدينة الجديدة مكانا تتربع فيه تسرد قصص التاريخ المجيد وتحفـظ جثمان عمالقة صنعوا تاريخ الأمازيغ مثل : قبر المقراني وماسينيسا.

أما المدينة الحديدة فبقيت محافظة على الطراز الإسلامي في بناياتها، كما واكبت المدينة العصر. وتقع دائرة سور الغزلان في الجنوب الغربي لولاية البويرة تحدها دائرة سيدي عيسى ولا ية المسيلة من الجنوب ودائرة شلالة العذاورة ولاية المدية من الجنوب الغربي.

سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)