عشر سنوات حبسا ضد أفراد شبكة ينقلون المخدرات من وهران إلى سطيف

عالجت الغرفة الجزائية بمجلس قضاء العاصمة، ملف عصابة عمد أفرادها إلى جلب المخدرات من غرب البلاد ونقلها لبيعها بالشرق، خاصة بمنطقة سطيف، حيث حاول المتهمون التنصل من الأفعال المتابعين بها. غير أن رئيس الجلسة لم تقنعه إفاداتهم وأصدر حكما قضى بتخفيض العقوبة المسلطة عليهم بالمحكمة الابتدائية للجنح بحسين داي من 12 سنة حبسا نافذا إلى عشر سنوات حبسا نافذا.وتبقى الحلقة المفقودة وعلامة الاستفهام الكبرى في الملف، حسب مجريات المحاكمة، المدعو ”م. كمال” بارون المخدرات الذي لم يتعرف عليه، كما ورد في مرافعات المحامين وإجابات موكليهم على أسئلة رئيس الجلسة، أي أحد. وشدد ”ب. الهواري”، المتهم الرئيسي في الملف، على أنه لم يتمكن من تحديد هوية المدعو ”م. كمال” الذي سلمه كمية من المخدرات بمدينة وهران لنقلها لسطيف للمتاجرة بها مقابل تلقيه 40 ألف دج عن كل عملية يقوم بها، فأوضح دفاع متهم آخر في قضية الحال أن ”هناك تناقضات وافتراءات” في إفادات ”ب. الهواري”، مشيرا إلى انه تنقل مع ”م. كمال” مرتين لمدينة سطيف لبيع المخدرات.وتعرف ذات المتهم على ”د. كمال” المتابع معه في ذات الملف بمدينة وهران، وأعلمه بأن والدته عاملة نظافة مصابة بمرض مزمن وتقيم بالاقامة الجامعية، فعرض عليه ”د. كمال” العمل معه في ميدان المتاجرة بالمخدرات فوافق ”ب.الهواري” على مقترحه، حيث تلقى في العملية الأولى مبلغ 20 الف دج وفي الثانية 30 الف دج، ولكنه لما تدارك الأمر تخلص من شريحة هاتفه النقال بكسرها في محاولة منه لعدم تلقيه مكالمات من عند ”د. كمال”، الذي تنقل إلى مدينة تيارت للبحث عن ”ب. الهواري” فعثر عليه.واتفق المتهمون في قضية الحال على المتاجرة بالمخدرات عبر كامل ارجاء الوطن، خاصة بمدينة سطيف، وبقي كل من ”د. كمال” و”ه. بلقاسم” على اتصال مع ”ب. الهواري”، وأجروا معه عدة اتصالات هاتفية تراوحت بين 14 و25 مكالمة هاتفية.وتم تكليف ”ب. الهواري” في احدى المرات بنقل كمية معتبرة من المخدرات من مدينة وهران الى سطيف، غير أن المصالح المختصة وردتها معلومات مفادها تورط شبكة في جلب المخدرات ونقلها من غرب البلاد إلى مدينة سطيف، وأن احد عناصرها سيتنقل لهذا الغرض عبر الجزائر العاصمة، فترصدت ذات المصالح ”ب. الهواري” بمحطة نقل المسافرين بالخروبة، وعند تفتيشه عثرت على كمية المخدرات مخبأة بإحكام في صدره لعدم جلب الانتباه، واعترف أثناء كامل مراحل التحقيق بتورطه في نقل المخدرات الى مدينة سطيف مقابل تلقبه مبالغ مالية، بإيعاز من باقي المتهمين معه في الملف و”م. كمال” بارون المخدرات، الذي لم تحدد هويته حتى مجريات المحاكمة بمجلس قضاء العامة في الملف وتأسفت هيئة الدفاع لعدم إلقاء القبض عليه من طرف مصالح الأمن. والتمس المحامون بالتحري للكشف عن هويته مع افادة موكليهم بأقصى ظروف التخفيف، خاصة أن ”ب. الهواري” لم يحاول تضليل العدالة من الوهلة الاولى. في حين طالب النائب العام بتأييد الحكم الابتدائي ضد المتهمين الصادر بمحكمة الجنح بحسين داي القاضي بإدانتهم ب 12 سنة حبسا نافذا، ليصدر رئيس الغرفة الجزائية بالمجلس بعد مرور أسبوع من معالجة الملف الحكم السالف الذكر.