الجزائر - A la une

عشت على حلم اللقاء فتفاجأت بحقيقة الفراق الأبدي أقرأ واعتبر



عشت على حلم اللقاء فتفاجأت بحقيقة الفراق الأبدي أقرأ واعتبر
فتاة جميلة في عمر الزهور لا تتعدى العشرين من عمرها، تربت وترعرعت مع جدتها من الأب، بعدما تزوج والدها وتركها طفلة صغيرة، لا تفقه من الحياة شيئا وبلا أم تعرفها، لكن كل ما تعرفه عن والدتها؛ هو صورتها التي كانت معلقة على حائط المنزل، تركتها صغيرة ولم تعد إليها. تكلمت عن قصتها الأليمة الممزوجة بالدموع، تروي مأساتها في ذلك قائلة: منذ سنوات طويلة جاء أبي من إحدى المدن للعمل هنا، وبعد ذلك أراد أن يكمل نصف دينه، وعندما أشير له على أمي، وهي كانت أيضا غريبة عن هذه المدينة، وتعمل في نفس الشركة التي كان يعمل بها والدي، المهم أنه توجه إلى جدي طالبا الزواج منها، وافق جدي، ولم تمانع هي، وبالفعل تمت الزيجة، ثم جئت أنا إلى الدنيا، وبعد ذلك حدثت مشاكل بين أبي وأمي وتطورت إلى خلافات حادة وصلت إلى الإنفصال والطلاق، وأنا مازلت طفلة عمري آنذاك أربع سنوات، لم يفكرا في مصيري ومستقبلي، وكان ما كان، عادت أمي إلى مدينتها، وتزوجت هناك، ولم أعد أراها أو أسمع صوتها، بل انقطعت أخبارها عنّي تماما، وأيضا سافر أبي هو الآخر وتزوج واستقر في بلدته، أخذت السنوات تسرع وأنا أكبر معها، ذهبت إلى المدرسة، وكنت أجد زميلاتي مستقرات أسريا، أمهاتهن يأتين إلى المدرسة يسألن عن مستواهن الدراسي، وكنت ألمس من عيونهن الحنان والعطف والحب لبناتهن، بينما أنا كنت أطوي حزني بين أضلعي، أعود إلى المنزل وأرتمي بين أحضان جدتي باكية من فقدان الأم والأب وهما أحياء، فتحتويني جدتي بحنانها وعطفها، حتى تكف دموعي وتهدأ نفسي، وكانت دائما تضعني في حضنهاوتبكي إذا وجدتني أبكي، هكذا مكثت منذ صغري في منزل جدتي، عشت بلا أب ولا أم، حتى وصل سني 19 عاما، وذات يوم كنت نائمة سمعت صوت رجل، فخرجت مذعورة من غرفتي، فإذا بأبي وجدتي يتحدثان، إنه أبي الذي أراه لأول مرة بعد رحيله، وحرمت من كلمة أبي حتى ظننت أنني لن أراه حتى أغادر الحياة الدنيا، نسيت كل همومي وأسرعت لأعيش أحسن لحظات عمري في حضنه، أحسست أن الدنيا ابتسمت لي، فأخبرني بأنه سيأخدني معه لأنه سوف يزوجني من ابن عمي المتزوج، وأب لثلاثة أولاد، رفضت بشدة، وقلت له أنا أريد أن أعيش معك بين حنانك الذي حرمت منه طيلة عمري، حاول معي لكني كنت عند رأيي في الرفض، خصوصا أنني من حقي أن أختار عريسي الذي يتوافق معي، لا أريد أن أكرر نفس تجربة أمي وكأنني أعيد التاريخ نفسه، لهذا السبب رفضت السفر مع أبي، تركني وسافر، وعاد إلى قلبي ونفسي الحزن، فأخذت جدتي تواسيني، ثم صممت على البحث عن أمي التي انقطعت أخبارها عني، ولم تكلف خاطرها بالسؤال عنّي أو مهاتفتي على الأقل لأسمع صوتها وتسمع صوتي، طلبت من جدتي أن تساعدني في البحث عنها، لكنها تلعثمت ثم قالت لي: لا فائدة من البحث عن أمك، واهتمي بنفسك ودراستك فقط، لكنني صممت واتخذت قراري في السفر إلى مدينتها لأقول لها تركتني وأنا طفلة، وهل ستتركني وأنا في أخطر سنوات عمري، أريد أن أكون بجوارها، كي أنهل من عطفها وحنانها وحبها، توسلت إلى جدتي ورجوتها أن تساعدني في ذلك، لكنها فجرت في وجهي قنبلة مدوية قائلة، أمك توفيت منذ سنوات، قبل عشر سنوات، بررت إخفاءها الخبر عني خوفا وحرصا على مشاعري وحماية نفسي من الانهيار، أحسست حينها أنّه لم يعد لي أحد في الدنيا، صحيح أني فقدت أمي منذ زمن بعيد، لكن اعتقادي أنّها حية ترزق يشعرني بالأمل بأنّها ستعود لي يوما وتأخذني في أحضانها، لكن موتها جعلني أفقد الأمن والأمان وكل شيء.
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)