الجزائر - Documents personnels (Photos, Articles ...)

عبد الرحمن بن محمد بن مخلوف الثعالبي الجزائري"نيل الإبتهاج"



الشيخ الإمام الحجة العالم العامل الزاهد الورع و لي الله الناصح الصالح العرف بالله أبو زيد شهر بالثعالبي صاحب التصانيف المفيدة كان من أولياء الله المعرضين عن الدنيا و أهلها و من خيار عباد الله الصالحين.
قال السخاوي: كان إماما علامة مصنفا اختصر "تفسير ابن عطية" في جزأين، و "شرح ابن الحاجب الفرعي" في جزئين و عمل في الوعظ و الرقائق و غيرها.
قال الشيخ زروق: شيخنا الفقيه الصالح، والديانه عليه أغلب من العلم، يتحرى في النقل أم التحري و كان لا يستوفيه في بعض المواضع.
قال ابن سلامة البسكري: كان شيخنا الثعالبي رجلا صالحا زاهدا عالما عارفا وليا من أكابر العلماء له تآليف جمة أعطاني نسخة من التفسير الجواهر لا بشراء و لا عوض، عاوضه الله بالجنة و قال غيره: سيدنا و وسيلتنا لربنا الإمام الوالي العارف بالله.
قلت: وهو ممن اتفق الناس على صلاحه و إمامته أنثى عليه جماعة من شيوخه بالعلم و الدين و الصلاح كالإمام الأبي و الوالي العراقي و الإمام الحفيد ابن مرزوق و قد عرف هو بنفسه في مواضع من كتبه فقال: رحلت في طلب العلم من ناحية الجزائر في آخر القرن، فدخلت بجاية عام 802 فلقيت بها الأئمة المقتدي بهم في العلم و الدين و الورع أصاحب الفقيه الزاهد الورع عبد الرحمن الوغليسي و أصحاب الشيخ أبي العباس أحمد ابن باديس متوافرين يومئذ أصحاب ورع و وقوف مع الحد لا يعرفون الأمراء و لا يخالطونهم و سلك أتباعهم مسلكهم كشيخنا الإمام الحافظ أبي الحسن علي بن عثمان المنكلاتي و شخنا الولي الفقيه المحقق أبي الربيع سليمان بن الحسن و أبي الحسن علي بن محمد اليليلتي و على بن موسى و الإمام العلامة أبي العباس النقاوسي حضرت مجاسهم و عمدتي على الأولين ثم دخلت تونس عام تسعة أو عشرة و أصحاب ابن عرفة متوافرون فأخذت عنهم كشيخنا واحد زمانه أبي مهدي عيسى الغبريني و شيخنا الجامع بين علمي المنقول و المعقول أبي عبد الله الأبي و أبي القاسم البرزلي و أبي يوسف يعقوب الزغبي و غيرهم و أكثر عمدتي على أبي ثم رحلت للمشرق و سمعت البخاري بمصر البلالي و كثيرا من اختصار له و حضرت مجلس شيخ المالكية بها أبي عبد الله البساطي و حضرت كثيرا عند الشيخ المحدثين بها ولي الدين العراقي و أخذت عنه علوما جمة معظمها علم الحديث و فتح لي فتح عظيم و أجازني ثم رجعت لتونس فإذا موضع الغبريني الشيخ أبو عبد الله القلشاني خلفه فيه عند موته فلازمته و أخذت البخاري إلا يسيرا عن البرزلي و لم يكن بتونس يومئذ من يفوقني في علم الحديث إذا تكملتا أنتصوا و قبلوا ما أرويه تواضعا منهم و إنصافا و اعترافا بالحق و كان البعض فضلاء المغاربة يقول لي لما قدمت من الشرق أنت آية في علم الحديث و حضرت أيضا أن شيخنا الأبي و أخبرني ثم قدم شيخا ابن مرزوق عام 813 فأقام بها نحو سنة فأخذت عنه كثيرا و سمعت عليه "الموطأ" بقراءة الفقيه أبي حفص عمر القلشاني ابن شيخنا أبي عبد الله و غير شيء و أجازني و أذن لي هو و الأبي في الإقراء و أخذت عن غيرهم اهـ ملخصا.
قلت و من شيخه المحدث عبد الواحد الغرياني و حافظ المغرب أبو القاسم العبدوسي، و ابن قرشية.
و أما تآليفه فكثيرة كـ "تفسير الجواهر الحسان" في غاية الحسن اختصر فيه ابن عطية مع زوائد و فوائد كثيرة روضة الأنوار و نزهة الأخيار" و هو قدر "المدونة" فيه لباب من نحو سنتين من امهات الدواوين المعتمدة و هو خزانة كتب لمن حصله قال: و جمعته سنين كثيرة قيه بساتين و روضات اهـ. و كتاب "الأنوار في معجزات النبي المختار" صلى الله عليه وسلم و "الأنوار المضيئة بين الشريعة و الحقيقة" في جزء و"الرياض الصالحين" جزء و كتاب "التقاط الدرر و كتاب "الدر الفائق" في الأذكار و الدعوات و "العلوم الفاخرة في أحوال الآخرة" مجلد ضخم و "شرح ابن الحاجب الفرعي" في سفرين جمع فيه نخب كلام ابن رشد و ابن عبد السلام و ابن هارون و خليل و غرر ابن عرفة مع جواهر "المدونة" و عيون مسائلها في سفرين و في آخره جامع كبير نحو عشرة كراريس من القالب الكبير فيه فوائد و "إرشاد السالك" جزء صغير و "الأربعون حديثا مختارة" و المختار من الجوامع في محادات الدرر اللوامع" و كتاب "جامع الفوائد" و كتاب "جامع الأمهات في أحكام العبادات" و كتاب "النصائح" و كتاب "تحفة الإخوان في إعراب بعض آية من القرآن" و "الذهب الإبريز" في غرائب القرآن و كتاب " الإرشاد في مصالح العباد" ذكر جميعها قي "فهرسته".
و لد عام 786 أو 787 و توفي كما ذكر الشيخ زروق سنة 875 فعمره نحو 90 سنة كما ذكره السخاوي و قال زروق 93 و الأول أشبه لما تقدم من ولادته و قد ذكر هو عن نفسه أنه في عام 841 ابن 55 أو 56 سنة فاعرفه.
أخذ عنه جماعة كالشيخ العالم محمد بن محمد بن مرزوق الكفيف و الإمام السنوسي و أخيه لأمه علي التوالي و الإمام محمد بن عبد الكريم المغيلي و من فوائده ما ذكره في كثير من كتبه قال: و مما جربته من الخواص أن من أراد أن يستيقظ أي وقت شاء من الليل فليقرأ عند نومه عند غلبة النعاس بحيث لا تتحد عقبها خواطر آية {أفحسب الذين كفروا} الخ السورة فإنه يستيقظ في الوقت الذي نواه بلا شك و هو من العجائب المقطوع بها قال و في الصحيح "إن في الليل ساعة لا يوافقها مسلم يسأل الله شيئا إلا أعطاه إياه فا أردت معرفة هذه الساعة فاقرأ عند نومك {إن الذين آمنوا و عملوا الصالحات} إلى آخرها فإنك تستيقظ في الساعة بفضل الله تعالى و ربما تكرر تيقظك لأمر أراده اله تعالى و هذا مما ألهمت و ما كتبته إلا بعد استخارة و إياك أن تدعوا فيه على مسلم و إن ظالما و إلا الله حسيبك و أن بين يديه خصيمك و هي الفائدة عظيمة اهـ ملخصا.
فائدة: ذكر صاحب الترجمة في ورقات جمعها عدة مرائي رأيتها في فضل تفسيره رأيتها في فضل تفسيره فمما قال فيها: حدثني والدي و عمي عن عمر بن مخلوف قالا:بشرنا بك والدنا مخلوف وقال: يولد لوالدي محمد ولد يكون من شأنه كذا و كذا من أوصاف الخير و كان جدي المذكور من الأفراد الأولياء الراسخين و عباده المتقين بلغ في سلوك الطريق الغاية و النهاية و ظهر له كرامات من أهل الرسوخ و التمكين ما يخبرني بشيء إلا كان كذلك كأنه ينظر اللوح المحفوظ و تأولت ذلك ما يسر الله لي من التصانيف لا سيما تفسير القرآن لإنتفاع المسلمين به و رأيته صلى الله عليه وسلم مرارا على نحو صفاته المذكورة في الكتب لم يختلف حاله علي قط لا في خلق و لا في خلق و ما رأيته إلا رأيت منه بشاشة و خلقا كريما إلا مرة واحدة فرأيته و أنا في تأليف هذا التفسير و قراءة البخاري و أنا في موضع عال مع أناس كثيرين و هو بفرق طعاما في يده الكريمة و طمعت في نيل شيء منه و خشيت نفاده قبل وصوله إلي لكثرة الناس فما كمل الخاطر إلا و هو صلى الله عليه وسلم واقف علي مسرورا فسألته أن يطعمني من الطعام فناولني من يده الكريمة و أكلت منه و ينظر إلي صلى اله عليه وسلم قائلا أليس إذا أطعم النبي أحدا شيئا يتقيؤه فقلت أفأتقيؤه؟ و تهيأت للقي، فقال لي ليس هذا أريد ففهمت أنه لم يرد القيء بظاهره و أولته بنشر العلم و بثخ و فرحت و رأيته مرة أيضا عان 833 و هو يحض صلى الله عليه و سلم على علم الطب قائلا و واعد من اشتغل بتحصيله أن يسأل الله تعالى أن يجعله في جواره أو قال في درجته صلى الله عليه وسلم و ذكر الفقيه الصالح سعيد الهواري عن إنسان رأى رؤيا في فضل كتاب "الجواهر الحسان" كأن مناديا ينادي أن الله تعالى قضى أنه لا يأتي بعده مثله و أنه تعالى جعل عليه القبول أو نحو ذلك ثم ذكر سعيد المذكور أنه رأى لهذا التفسير ثلاثة آلاف رؤيا تقتضي خيره اهـ ملخصا و قد ذكر كثيرا من ذلك اهـ.

سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)