الجزائر - A la une

عائلة "بختي" بالمقرية تطلق نداء استغاثة لوالي العاصمة




عائلة
"انقذوني من الشارع" هو نداء الاستغاثة الذي أطلقه جمال بختي لوالي العاصمة زوخ لانتشاله من حياة البؤس التي يعيشها داخل مستودع على مستوى 14 شارع محمد بوصبيعات ببلدية المقرية في ظروف أقل ما يقال عنها "مزرية" تعيش داخله الأسرة المكونة من أربعة أفراد حياة لا تليق بالبشر بعدما أغلقت كل الأبواب في وجه رب الأسرة الذي يطالب بسكن لائق يأويه وأبناءه.بموجب حكم بالطرد من الشقة الكائنة بالعنوان السابق ذكره والصادر عن محكمة حسين داي بتاريخ 10 أكتوبر 2013، وجد جمال بختي نفسه بدون مأوى في الشارع بعدما كان الحكم في القضية التي رفعها عليه ورثة المالك الأصلي للشقة التي يقطنها رفقة أخوته منذ سنة 1970 عن طريق الإيجار مما اضطره لاستغلال المستودع المنتمي للشقة بشكل مؤقت تفاديا للعيش في الشارع الذي لا يرحم – حسب ما جاء في الشكوى التي بعث بها الضحية إلى مختلف الجهات المسؤولة- خاصة أن كل أخوته وجدوا حلا لمشكلتهم وتم إيواؤهم في سكنات جديدة.وحسب الرسالة التي بعث بها بختي إلى والي الولاية والتي تحصلت "السلام" على نسخة منها فإنه رفقة أبنائه يعيش داخل مستودع يشبه إلى حد كبير "اسطبل" الماشية، ولا فرق بين داخله وخارجه والوضعية تزداد تعقيدا في فصل الشتاء، حيث وصف صاحب الشكوى حالته ب "المزرية" تشبه إلى حد كبير الحياة البدائية في ظل غياب أدنى شروط الحياة الكريمة داخل المستودع المتعدد الاستعمالات كونه مطبخ ومرحاض وغرفة نوم في وقت واحد.وأضاف بختي أن وضعيته تحمل طابعا استعجاليا، وهي الوضعية التي دفعت به إلى مناشدة مختلف المسؤولين للتدخل وانتشاله وأبنائه من الضياع، حيث راسل الوزير الأول عبد المالك سلال في رسالة بعث بها إليه والتي تلقى بخصوصها الرد يوم 8 جوان 2016 والمتمثل في إحالة شكواه إلى مصالح ولاية الجزائر باعتبارها الجهة المختصة، كما راسل مصالح بلدية المقرية وكذا المقاطعة الإدارية لحسين داي والتي ردت عليه بإيداع طلب للحصول على سكن اجتماعي على مستوى مصلحة السكن بالمقاطعة وهو ما أقدم على فعله صاحب الشكوى الذي ما يزال يعاني إلى يومنا هذا من أزمة السكن التي تكاد تخنقه على حد قوله، رغم مرور قرابة 04 سنوات عن ايداعه ملفات عديدة للحصول على سكن إلا أن كل الجهات المعنية تجاهلت مطالبه ومعاناته وبقيت ملفاته حبيسة الأدراج دون أن تلقى من يدرسها ويحركها لصالح صاحبها.الرطوبة تهدد حياة الأبناءيتميز المستودع الذي يقيم فيه بختي بالرطوبة الشديدة التي تزداد حدتها في فصل الأمطار، حيث أثرت بشكل كبير على صحة أبنائه البالغين من العمر على التوالي 5 و7 سنوات، إذ يعاني كل من الطفل والطفلة من أمراض الحساسية التي أصابتهم منذ الصغر وهم حاليا يعالجون لدى الأطباء المختصين، وحالتهم تزداد تفاقما في الأيام التي تشهد انخفاضا محسوسا في درجة الحرارة وهو ما أثار استياء الوالد للحالة الصحية التي أصابت أبنائه معبرا عن مخاوفه من تعقد حالتهم الصحية في حال استمرار بقائه داخل المستودع الذي لا يصلح حتى لإيواء الماشية.تجدر الإشارة إلى أن المستودع الذي يقطنه بختي لا يتوفر على منافذ للتهوية، مما منع دخول أشعة الشمس التي لا يرونها إلا عند خروجهم من المأوى مما ضاعف من معاناة الأسرة التي أًصبح أفرادها يقضون معظم أوقاتهم في الخارج بحثا عن أشعة الشمس.المستودع يغرق في مياه الأمطارمنذ سنة 2013 ونفس السيناريو يتكرر مع بختي جمال الذي يجد نفسه يعيش داخل بركة كبيرة من المياه كلما تتهاطل الأمطار بغزارة، حيث تتسرب المياه إلى الداخل ويصبح الوضع في الداخل لا يختلف عن الخارج سوى جدران تفصل العائلة عن العالم الخارجي، وحسب ما صرح به صاحب الشكوى فإنه يضطر في كل مرة تتسرب فيها مياه الأمطار إلى الداخل لإخراجها بطرق تقليدية وهو ما ضاعف من معاناته الكبيرة في فصل الأمطار الذي تحول إلى هاجس أرق الأسرة الصغيرة التي تحلم بالترحيل.لا كهرباء ولاماء والغاز حلم بعيد التحقيقومازاد من تفاقم الوضعية لدى أسرة بختي، أن المستودع الذي يقطنه منذ حوالي أربع سنوات لا يتوفر على شبكات المياه والكهرباء والغاز، حيث قام بتوصيل كابل للكهرباء من بيت أحد الجيران مقابل دفع جزء من مستحقات الفواتير، أما الماء فهو غائب بالمستودع ويتم جلبه من المسجد المتواجد بالحي فيما تعتمد الأسرة على غاز البوتان الذي أثقل كاهلها في ظل غياب الربط بشبكة غاز المدينة مما تسبب في معاناة أخرى للعائلة التي تتكبد مصاريف إضافية لاقتناء قارورات غاز البوتان الذي يزداد استهلاكه في فصل الشتاء خاصة من أجل توفير التدفئة في المستودع الذي يتميز بالرطوبة الشديدة.عندما تناشد البراءة السلطات"نريد الرحلة " هو ما يرغب فيه ابن بختي حسبما جاء على لسان والده الذي أكد أن ابنه البالغ من العمر 07 سنوات أصبح يفهم وضعيتهم السكنية جيدا وينتظر بفارغ الصبر الترحيل إلى سكن لائق محترم يجنبهم حياة البؤس والحرمان الذين عاشوها طيلة السنوات الفارطة والتي قد تؤثر على مستقبلهم خاصة ما تعلق بدراستهم، حيث وضعية المستودع الذي يقطنون به منعتهم من مراجعة دروسهم ليلا.فهل سيستجيب زوخ لنداء البراءة التي تطلب أبسط حق من حقوقها وهو سكن لائق محترم يضمن لهم حياة معيشية أحسن في ظل عجز والدهم في توفير مسكن آخر بإمكانياته الخاصة كون مدخوله محدود.تجدر الإشارة أننا حاولنا الاتصال مرارا بمصالح بلدية المقرية إلا أنها لم ترد على مكالمتنا الهاتفية.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)