الجزائر - A la une

عائلات جزائرية تصر على تمسكها بالعادات الخاصة بعيد الأضحى



عائلات جزائرية تصر على تمسكها بالعادات الخاصة بعيد الأضحى
يفصلنا يوم عن عيد الأضحى المبارك، الذي تخصه العائلات الجزائرية باهتمام خاص لما للمناسبة من قيمة دينية واجتماعية، فلاتزال أغلب هذه الأسر تتمسك بالكثير من العادات والتقاليد التي ارتبطت بهذه المناسبة الدينية، رغم كل الظروف الاجتماعية والمادية التي تحول دون ذلك.هو سباق ماراتوني خاضته العائلات الجزائرية التي لم تتنفس بعد من مصاريف شهر رمضان الكريم الذي تلاه عيد الفطر المبارك، ثم الدخول المدرسي، ليجد رب الأسرة نفسه أمام عتبة عيد الأضحى المبارك، الذي لا يقل تكلفة عن غيره، بل ويتجاوز جميع تلك المناسبات، بعد أن أصبح سعر الأضحية في بلادنا يفوق بكثير قيمة الراتب الشهري للجزائري البسيط، والذي بات يفوق ال 50 ألف دج في كثير من الأحيان. وبالرغم من ذلك إلا أن إصرار عائلات جزائرية على الاحتفال بهذه المناسبة الدينية على أكمل وجه لايزال قائما، مهما كلفهم الأمر من عناء أو مال. كما لايزال هؤلاء يحافظون على أبرز العادات والتقاليد التي ميزت ولاتزال تميز الجزائر خلال هذه المناسبة.الأكلات التقليدية تحافظ على مكانتها.. رغم اختلاف العادات والطبوع الجزائرية من ولاية إلى أخرى، غير أن كل العائلات تجمع على تحضير أنواع خاصة من الأطعمة خاصة بعيد الأضحى المبارك، فالمتفق عليه والشائع بين الجميع هو تحضير الكبد لتكون الطبق الرئيسي على طاولة الغذاء، ومهما كانت طريقة تحضيرها ”مقلية” أو ”مشوية” أو”مشرملة” فهي ملكة طاولات الجزائريين صبيحة عيد الأضحى، ليكون ”البوزلوف” و”العصبان” و”البكبوكة” التي تعتبر الأحشاء الداخلية ورأس الخروف المادة الأولية الأساسية في تحضيرهم، أطباقا تقليدية رئيسية لا تستغني عنها أي عائلة جزائرية أيام العيد. ورغم عزوف الكثيرين عن اتباع التقاليد بشكل ملحوظ، خاصة بعض الفتيات اللواتي تعزفن عادة عن مثل هذه الأمور، إلا أن الشائع هو رسوخ هذه الأطباق في قاموس الجزائريين في هذه المناسبة. حميدة هي إحدى النساء التي حدثتنا عن هذه العادات بإسهاب قائلة:”لا تستطيع العائلات الجزائرية الاستغناء عن الدوارة أو الزليف أو أي أكلة من الأكلات الشعبية التي توارثناها، وحتى لو لاحظنا نقص اهتمام فتيات اليوم بهذه الأمور، إلا أن متطلبات العائلة الجزائرية وإصرارها على المحافظة على الكثير من تقاليدها، يحول الأمر من إرادة خاصة بهن إلى أفعال ضرورية تلزمهن القيام بها”. صيام يوم عرفة.. جزء لا يتجزأ من إحياء عيد الأضحىككل سنة، وعلى غرار باقي الدول الإسلامية، يحافظ الجزائريون على صيام يوم عرفة اقتداء بالرسول صلى الله عليه وسلم، والذي أوصى بصيام هذا اليوم الذي يكفر ذنوب سنة سابقة وأخرى لاحقة، والمتمثل في صيام يوم التاسع من ذي الحجة والسابق ليوم النحر. وقد حوله الكثيرون إلى ضرورة مرتبطة بهذه المناسبة الدينية من كل سنة. وفي السياق ذاته يقول أستاذ العلوم الشرعية بجامعة الخروبة، عيسى ميغري، أن فضل الأيام العشر الأولى من شهر ذي الحجة عظيم جدا، منوها أن أحب الأعمال إلى الله هي الأعمال الصالحة خلال هذه الفترة، مستشهدا بقوله صلى الله عليه وسلم:”من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله عز وجل من هذه الأيام”. وعن هذه الأعمال الصالحة يقول الأستاذ عيسى:”تشمل الأعمال الصالحة المحببة إلى الله عز وجل خلال الأيام العشرة من ذي الحجة، كل من الصوم، وتلاوة القرآن، والإكثار من ذكر الله تعالى من خلال التسبيح، والتحميد، والتكبير، والتهليل”. وعن فضل يوم عرفة دون غيره من هذه الأيام المباركة يقول محدثنا:”صيام يوم عرفة الموافق للتاسع من ذي الحجة، تكفير لذنوب سنة مضت وسنة قادمة، كما وعدنا النبي الكريم”. حلويات العيد.. وتحضيرات خاصة تسبق يوم العيدعلى غرار باقي المناسبات الدينية في بلادنا، اعتادت العائلات الجزائرية على التحضير مسبقا لاستقبال عيد الأضحى المبارك، ففي الوقت الذي يحمل الرجال على عاتقهم مهمة اختيار واقتناء الأضحية المناسبة للذبح، تقوم ربات البيوت بتنظيف الملابس واقتناء ملابس العيد للصغار خاصة، وكذا تحضير الحلويات التي تعد جزءا لا يتجزأ من ديكور موائد الجزائريين خلال أيام العيد. وفي الموضوع ذاته تقول مريم ربة منزل:”لا تكتمل فرحة العيد لدى الأطفال إلا باقتناء ملابس جديدة لهم، كما أن تحضير الحلويات ولو بكميات قليلة لا غنى عنه خلال العيد، ولنا نحن ربات البيوت مهمة خاصة بتنظيف البيوت وتحضيرها لاستقبال الضيوف خلال هذه المناسبة العظيمة”.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)